مواجهات عنيفة بين أجانب يعيشون بوزان
الجمعة 13 ينايـر 2017 – 13:58:14
هراوات تنزل على الرؤوس وتختار ضحاياها بعناية تامة …. طاولات مكسرة هنا …. كراسي ملقى بها في الشارع العام …. زبناء المقهى يفرون في كل الاتّجاهات …. ضحايا مضجرين في دمائهم ….إنها الفوضى التي كسرت هُـــدوء مقهى توجد على مسافة السكة من مقر عمالة وزان صباح يوم الخميس 5 يناير 2017 .
فماذا حَدث ؟ ومن يقف وراء ذلك ؟ ولماذا وصل العنف إلى هذا المستوى من الخطورة ؟ المعطيات التي وفرتها للجريدة مصادر متعددة ، تفيد بأن الساعة كانت تشير إلى حوالي الساعة الحادية عشرة صباح يوم الخميس 5 يناير ، الذي يصادف انعقاد السوق الأسبوعي بالمدينة، وبينما زبناء مقهى يتوسد مقر عمالة الإقليم يرتشفون جرعات من قهوة الصباح، فإذا بالفضاء الذي يسرق فيه هؤلاء الزبناء قسطا من الراحة ، يتحول إلى حلبة لمواجهات عنيفة بين أشخاص في عمر الشباب ، كانوا مدججين بهراوات.
ومن خلال لكنتهم ونبرات أصواتهم المرتفعة سيتضح بأنهم أجانب يحملون الجنسية السورية يستقرون بوزان منذ سنوات ويعيشون بين أهلها في سلام وطمأنينة .
المواجهة الدامية التي يتضح بأن إعلانها بالشكل الذي دارت به رحاها كان معد لها سلفا ، خلفت خمسة جرحى متفاوتة خطورة إصابتهم ، كما ألحقت أضرارا بتجهيزات وممتلكات صاحب المقهى. المصالح الأمنية وبمجرد ما تناهى إلى علمها تحويل الفضاء العام إلى حلبة لممارسة العنف على الأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة ، عوض أن يتم اللجوء إلى القضاء لحل مختلف النزاعات، نزلت بكل ثقلها إلى عين المكان ، وقام أفرادها باعتقال بعض الأشخاص المشتبه فيهم، بينما تكلفت عناصر الوقاية المدنية بنقل الجرحى إلى المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي ، و نقل جريح آخر حالته خطيرة إلى المستشفى الجهوي بتطوان .
يذكر بأن الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا الشقيقة كانت وراء مغادرة آلاف السوريين لوطنهم ، فكان أن اختار الكثير منهم الاستقرار بالمغرب الذي رحب بهم بين صفوف أهله . وبمناسبة إطلاق المغرب للعملية الإنسانية الخاصة بتسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين ، استفاد السوريون والسوريات وأطفالهم المقيمون بوزان من ذلك ، وعبدت لهم مختلف المؤسسات العمومية والمدنية وساكنة دار الضمانة مسارات الاندماج السلس