الإدمان اضطراب سلوكيّ يحدث نتيجة تكرار الفعل الذي يقوم به الفرد كي يشعر بشيء معين، يعتبره جميلاً، دون النظر إلى العواقب والآثار السلبية التي تنجم عنه.
والإدمان حالة غير قابلة للتحكم والسيطرة..
ويرتبط بعوامل وراثيّة ودوائيّة واجتماعيّة وبيولوجيّة..
والإدمان سلوك مرضي يولد رغبة في ارتكاب فعل معين، أو تعاطي مادة بشكل دائم مع الاستمرار فيه على الرغم من أضراره الجانبية، ويصاحبه عجز تام عن فعل ذلك الشيء، وينتج عنه حدوث خلل في مراكز المخ.. والإدمان ظاهرة تمس الشباب والمراهقين وغيرهم.. وسنخصص هذه الوقفة لآفة الإدمان على التدخين.
الإدمان على التدخين اضطراب سلوكي ونفسي..
جميع منتجات التبغ تحتوي على مقادير كبيرة من النيكوتين، يتم امتصاصها في الحال من دخان التبغ في الرئتين ومن التبغ غير المدخَّن في الفم أو الأنف..
ويعتبر النيكوتين من مواد الإدمان، كما أن الاعتماد على التبغ يُصنَّف مكونا من مكونات الاضطرابات النفسية والسلوكية وفقاً لتصنيف المنظمة الدولية للأمراض.
والخبراء في مجال معاقرة مواد الإدمان يعتبرون أن الاعتماد على التبغ بنفس قوة الاعتماد على مواد من قبيل الهيروين أو الكوكايين، بل أشد قوة؛ علماً أن تعاطي التبغ يشكِّل عادةً جزءاً من نسيج الحياة اليومية، ويمكن أن يقوم بدَوْر تعزيزي فيزيولوجيا ونفسيا واجتماعيا..!
هنالك عوامل كثيرة تجعل من الصعب الإقلاع عن تعاطيه، ومنه الصور التي يظهر بها التدخين في وسائل الإعلام، والقبول الثقافي والاجتماعي لتعاطي التبغ..! وفي هذا الإطار، يتبلور تأثير ذلك على النشء، خاصة وأنه في الآونة الأخيرة سجل انتشار واضح لظاهرة التدخين بين تلاميذ المؤسسات التعليمية، وهذا لا يَمس حاضر أبناء الأجيال الحالية ومستقبلهم فحسب، بل له الأثر السلبي الكبير على بناء المجتمع وتطوره..
والأخطر من هذا كله، هو انتقال من يمارس عادة التدخين من فئة الشباب والمراهقين، إلى ممارسة عادات أخرى أشد فتكاً بالصحة وتدميراً للمجتمع، فقد يفكر من تحلو له هذه العادة الضارة أن ينتقل عن طريق رفاق السوء الى تعاطي الكحول ومن ثم تعاطي المخدارت، مما يفتح الباب على مصراعيه لمشكلات أكثر خطورة على الفرد والعائلة..
إن التربية الصحية حول مخاطر التدخين في صفوف الأطفال والتلاميذ من خلال تخصيص حملات تحسيسية حول الموضوع واستغلال بعض المناسبات لذلك كالاحتفال باليوم العالمي للتدخين بتعاون الجهات المعنية لمن شأنه أن يضمن تقليص نسبة انتشار التدخين وازدياد الوعي الصحي في المدارس وازدياد اطلاع المواطنين على الحقائق المتعلقة بأخطار التدخين..
ورغم انتشار ظاهرة التدخين بين تلاميذ المدارس والمعاهد والجامعات تبقى أقل نسبياً مما هي عليه في الدول الغربية، إلا أن آثارها المختلفة والضارة جسمياً واقتصادياً وتربوياً تبقى أمانة في أعناق الأطباء والمتخصصين في التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وأولياء الأمور والمسؤولين الدينيين والمسؤولين الإعلاميين، حتى يتعاون الجميع من أجل التصدي لهذه الظاهرة المؤذية، ومحاولة منع استمرار انتشارها..
فدوى أحماد