غدا، الأحد، حيث الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 مارس من كل سنة.وبتنسيق بين المصالح المركزية والجهوية والإقليمية، جرت العادة، منذ بضع سنوات الأخيرة أن تضع وزارة الثقافة والشباب والرياضة برنامجا وطنيا متنوعا عن بعد، بحكم انتشارالجائحة، يضم فعاليات وأنشطة مسرحية تشمل، مثلا، عروضا مسرحية للكباروالصغار؛ ورشات تكوينية في فنون الإخراج والتشخيص والسينوغرافيا والتأليف؛ لقاءات مع فنانين ومبدعين…
وبهذا الحدث، يتم تكريم عدد من نساء ورجال المسرح، ممن ساهموا، بل وكدوا في إغناء الساحة المسرحية الوطنية بعطاءاتهم الغزيرة والمتنوعة والمتميزة.وللإشارة، فإن إنشاء يوم المسرح العالمي تم من قبل “هيئة دولية للمسرح” التي احتفلت به لأول مرة بتاريخ27 مارس 1962 بعاصمة الأنوار، باريس. ومن بين أهدافه، الترويج لهذا الفن عبربقاع العالم ونشرالمعرفة بين الإنسان وأخيه الإنسان، أينما وجد، بغض النظرعن الميزالعرقي أوالمعتقد الديني، فضلا عن تسليط الضوء حول قيمة هذا النموذج الفني والتمتع به، لاسيما أن المناسبة تخدم كذلك الترويج لأعمال المجتمعات، خاصة منها المبدعين الذين يوجهون رسائل، ذات دلالات عميقة، من على خشبات المسرح، تتضمن محاربة أساليب الميزوالإقصاء والقمع والقهروالتجويع وعدم المساواة وغيرها من المواضيع التي تؤرق بال الإنسانية جمعاء.
والحق أقول أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، ليس مناسبة لاستهلاك كلام في حق أبي الفنون، ليبقى مجرد كلام، ينتهي ويختفي عبرالأثيروفي لمحة بصر، بل المناسبة فرصة لترجمة انتظارات “أولاد وبنات” أبي الفنون، من كتاب ومخرجين وممثلين ومبدعين، ليحسوا بأنهم لم يخطئوا الطريق في اختيارهم لهذا الفن الراقي والحضاري، بإبداعاتهمl ورسائلهم الهادفة والبناءة وحتى لايكون كذلك الاحتفال بهذا اليوم عبارة عن تقديم”ماء وزغاريت”…
ويكفي أنه ومنذ بضعة أشهر، قام فنانون مغاربة بالترويج لحملة تحت عنوان “أنقذوا المسرح المغربي من السكتة القلبية”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم الفنانة، لطيفة أحرار، الفنانة وسيلة الصباحي وآخرون، حيث دشنوا هذه الحملة من خلال رسالة مصورة وجهوها إلى المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، عبر حساباتهم على موقع تبادل الصوروالفيديوهات “أنستغرام”، من أجل حثه على التدخل لإنقاذ المسرح المغربي، مما وصفوه ب”السكتة القلبية” وذلك بسبب الأوضاع الصعبة والمريرة التي أصبح يعيشها الفنانون المسرحيون، جراء القرارات التي فرضها تفشي جائحة “كورونا” وبالتالي
إغلاق المسارح ودورالعرض وإيقاف جميع التظاهرات الفنية والثقافية، في الوقت الذي كانت فيه الحالة الوبائية تشهد استقرارا مطمئنا(كما هوالأمرحاليا) ولم تسجل فيه أي إصابة بالمتحورالجديد “أوميكرون” واستغرب، وقتها، عدد من الفنانين لمنع المغرب إقامة تظاهرات فنية وثقافية، عكس عدد من الدول العربية والأجنبية التي تواصل إقامة مهرجانات وتظاهرات ثقافية…
ـ كل سنة وأبوالفنون بألف خير، مع ضرورة عدم نسيان”بناته وأولاده”، بتجاوزكل ما هوشفوي !
محمد إمغران