منذ بداية انتشار فيروس كوفيد19 وإلى حد كتابة هذه السطور ، لم يسمع أو يطالع عبد ربه شرحا جميلا أو تحليلا بسيطا “يفكك” هذا الفيروس ويسلط الضوء على طبيعته و كيفية التعامل معه، مثلما فعل طبيب مغربي تكلم بوضوح وأعطى رأيه المبسط صوتا وصورة حول الوباء، حيث تم تداوله ، مؤخرا، عبر تقنية التواصل السريع “الواتساب”.
قال الطبيب، عبر تقنية التواصل هاته، أن مستقبل البلاد يتوقف على “ميترو واحد وكمامة” لمدة 15 يوما، وينتهي المشكل، بإذن الله، واصفا الفيروس بأنه ضعيف جدا، بل وأضعف من السرطان ومن داء السل الذي ينخر الرئة وأضعف من الفيروس الذي يخرب الكبد، كما أنه أضعف من باقي الفيروسات الأخرى التي تهدد حياة جسم الإنسان. ذلك أن “فيروس كوفيد19” إذا كان موجودا بمكان معين أو منطقة محددة ينبغي عزله فقط، بترك مسافة الأمان بين شخصين (ميترو وصافي) ووضع كمامة، شريطة أن يتحد و يلتزم الجميع بذلك، لمدة 15 يوما (وها الفيروس مات). ولابد أن يكون القرار جماعيا، مع ترك بعض الأفكار و الشائعات التي تقول أن الفيروس غير موجود أو أنه مجرد خدعة ! وهنا لابد كذلك أن يتحلى كل شخص بضمير يقظ وإذا لم يتحمل مسؤوليته من حيث وقايته الشخصية، عليه أن يفهم بأنه يؤذي أفراد أسرته أولا والآخرين ثانيا، كما جاء في الخطاب الأخير لجلالة الملك، بمناسبة عيد الشباب المجيد. وبالتالي هذا النوع من البشر يجب صده، كأن تقول له : “من فضلك ابتعد عني وارتد كمامتك”، حسب الطبيب ذاته الذي أشار إلى أنه في حاله توحد المواطنين وصبرهم على احترام التدابير الاحترازية لمدة 15يوما، وهي مدة لا تساوي شيئا، فإنه لا داعي للخوف أو للحديث طويلا عن ضرورة التباعد الاجتماعي وعن المصانع والمدارس والشواطئ، ولا داعي لإحصاء عدد الوفيات أو تتبع الأخبار اليومية المتعلقة بعدد الإصابات، لأن التزام المغاربة بتطبيق صارم للتدابير الاحترازية ولمدة 15يوما، سيعفيهم، حقا، من كل هذه الأمور، بهواجسها وألوانها و أشكالها.
هكذا يكون ذات الطبيب قد أعطى رأيه حول كيفية التعامل مع الوباء والقضاء عليه، بأسلوب مبسط: 15 يوما من الصرامة في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وهاهي البلاد قد عادت إلى سابق عهدها من حيث الحركة و الرواج الاقتصادي. فهل المواطنون قادرون وواعون بهذا الموقف الذي يراه الطبيب المغربي موقفا مصيريا؟
هذا هو السؤال.
• محمد إمغران