بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على
سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
شذرة حياتية
أحمد بن أحمد بوعود، أستاذ الفلسفة بكلية الآدب والعلوم الإنسانية بتطوان، ابن مدينة تطوان، حصلت على الباكلوريا شعبة العلوم التجريبية بثانوية الشريف الإدريسي، بعدها حصلت على الإجازة العليا من كلية أصول الدين، جامعة القرويين، ثم دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الدراسات الإسلامية، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله. وكان موضوع بحث التخرج هو الظاهرة القرآنية عند محمد أركون تحليل ونقد
حصلت على شهادة دكتوراه في الدراسات الإسلامية، من جامعة عبد المالك السعدي، تطوان المغرب، ببحث موضوعه: علوم القرآن في المنظور الحداثي دراسة تحليلة ونقدية، كما حصلت على دكتوراه ثانية في الفلسفة، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس المغرب، ببحث موضوعه الهيرمينوطيقا والنص القرآني مقاربة تأويلية مقارنة لمفهوم الإنسان في القرآن الكريم.
اشتغلت في بداية مسيري المهني معلما للتعليم الابتدائي بكل من إقليم شفشاون وإقليم تطوان من عام 1993 إلى عام 2007، قم قضيت عامين بالتعليم الإعدادي مدرسا لمادة التربية الإسلامية، وفي عام 2009 انتقلت إلى ثانوية القاضي ابن العربي حيث عملت مدرسا لمادة الفلسفة إلى غاية نهاية عام 2014 حيث انتقلت على كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان لأشتغل مدرسا لمادة الفلسفة.
إصدارات
- الفلسفة على حدود اللغة.
- الأخلاق والإيمان في فلسفة محمد عزيز الحبابي.
- علوم القرآن في المنظور الحداثي دراسة تحليلية نقدية لآراء الحداثيين في القرآن الكريم.
- محمد صلى الله عليه وسلم رسول السلام.
- الإنسان في القرآن دراسة فلسفية مقارنة.
- مفهوم الجاهلة وعلاقته بالتكفير دراسة تقويمية.
- مقاصد الشريعة من النظر إلى السلوك.
- الظاهرة القرآنية عند محمد أركون تحليل ونقد.
- الاجتهاد بين حقائق التاريخ ومتطلبات الواقع.
- فقه الواقع أصول وضوابط.
- Muhammad Prophet for Our Time.. An Evaluative Study of Karen Armstrong’s Point of View,
بحوث ومقالات
نشر مجموعة من المقالات والبحوث في الفكر الإسلامي والفلسفة في مجلات علمية محكمة وفي مجلات ثقافية عامة.
ندوات ومؤتمرات:
شارك في مجموعة من الندوات والمؤتمرات والملتقيات العلمية بكل من الجزائر وتونس والسعودية وعُمان وماليزيا وتركيا وبريطانيا وهولندا وألمانيا.
وقفة مع القرآن الكريم ومع الذات المحمدية
إن المجالات الفكرية التي تشكل محور اهتمامي البحثي هي هموم مرتبطة بواقع الإنسان عموما، وبواقع المسلم خصوصا، تحاول فك عقده ورموزه. إنها مسكونة بهموم الحياة المعاصرة. وعلى رأس هذه الهموم هم العلاقات الإنسانية؛ ذلك أن معظم البحوث التي أنجزتها، على اختلاف موضوعاتها، تلتقي حول محور العلاقات الإنسانية. وهذا العمل يسير في اتجاهين:
– اتجاه القرآن الكريم، انتصارا له واستخراجا لكنوزه؛ فهو الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه، ومحاولة تجديد فهمنا له حتى يسعفنا في حل مشكلاتنا، وهذا ما مثله كتاب الإنسان في القرآن، وغير من الأبحاث كعلوم القرآن في المنظور الحداثي.
– اتجاه السنة الشريفة التي تمثل أكمل الكمل محمد صلى الله عليه وسلم لنعرف كيف كان يعيش ويتعامل نستلهم منه النموذج المطلق.
«إننا بحاجة لنفهم العالم الإسلام»، هذه الجملة مؤطرة لكل ما أكتبه وأختاره من موضوعات إلى يومنا هذا. وإن إفهام العالم الإسلام يحده:
- إبراز مزايا الإسلام وتأكيد أن كله محاسن.
- الدفاع عن الوحيين: القرآن والسنة، وهما أصلا الإسلام.
- بيان أن الخلل إنما يكمن في أفهام الناس وتطبيقهم وليس في أصليه.
ضمن هذه المحددات الثلاثة جاءت المؤلفات والمقالات والمشاركات في الندوات والمؤتمرات، بدءا من كتابي الأول فقه الواقع أصول وضوابط، الذي صدر لأول مرة ضمن سلسلة كتاب الأمة بمركز البحوث والدراسات الإسلامية بالدوحة في قطر عام 2000، وأعيد طبعه بدار السلام بالقاهرة عام 2006 وعام 2020.
في هذا الكتاب حاولت الوقوف على قيمة فقه الواقع وعناصره الأساس، والاضطراب الحاصل في التعامل معه، لاستخلاص السبيل القويم في التعامل معه أخذا من القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاد الصحابة رضي الله عنهم. كما حاولت أن أربط فقه الواقع بالاجتهاد، والفكر الإسلامي عموما، فخلصت إلى ما يلي:
– إن فقه الواقــع هو الفهم العميق لما تدور عليه حياة الناس وما يعترضها وما يواجهها. ولا يتم ذلك إلا بتوفير العناصر الثلاثة: إدراك المؤثــرات البيـئـية، فــقه الحركة الاجتماعية، سبر أغوار النفس البشرية.
– إن هناك تطرفين نتجا عن جمود الاجتهاد: تطرف يدعو إلى أولوية الواقع على كل نص، وتطرف يدعي أن الكتاب والسنة فيهما ما يغني عن هذا الفقه، وما علينا إلا أن نطبقهما بحرفيتهما، وهذا لقلة فهمهم لدين الله عز وجل، أو لسوء فهمهم له.
– إن القرآن الكريم في جميع توجيهاته راعى الواقع الإنساني، وتعامل مع الإنسان انطلاقًا من واقعه، وكذلك كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي الصحابة والخلفاء الراشدين، رضوان الله عليهم.
– إن مقاصد الشريعة بمثابة الضوء الذي يحدد لنا كيف نتعامل مع الواقع، ومهمة الترجيح، أو الاجتهاد، ليست مهمة أيٍّ كان، وليست حقًا مشاعًا، كما يدعي بعضهم، وإنما هي أمر جماعة من العلماء المختصين الأتقياء، الورعين الحافظين لحدود الله، الأمناء على شرعه.
ولا نريد أن ينحصر فقه الواقع في مجال الأحكام الفقهية، إنما نريده أن يتعدى ذلك إلى مختلف مجالات الحياة، سياسة، واقتصادًا، واجتماعًا، وتنظيرًا وتنفيذاً، من أجل إعادة الصورة الحقيقية للمجتمع الإسلامي الذي يرضي الله عز وجل ويرضاه.
الأخلاق والإيمان :
إن أول ما يجب البحث فيه هو الإنسان، باعتباره الفاعل الأساس في هذا الواقع. وإذا كانت الأديان والقوانين جاءت لترشد الإنسان في هذه الحياة، وتكافئه بالثواب والعقاب، فإننا نجد أنفسنا بعد كل هذا أمام إشكال كبير ومهم جدا، وهو: هل ترتبط الأخلاق بالدين والإيمان؟
هذا السؤال شكل موضوعا للدراسة من خلال نموذج الفيلسوف المغربي محمد عزيز الحبابي رحمه الله، بعقد مقارنات ومناقشات. وخلصت إلى أن قيمة الأخلاق تكمن في كونها إلزاما، وليست نافلة أو منة أو تفضلا. وأمام الأزمات الأخلاقية المعاصرة يعتبر الحبابي الوحي ثورة، وذلك لأن الثورة تغيير يتوخى الأفضل، وكذلك الوحي، فهو رسالة الأنبياء والرسل، غايتها تغيير أحوال الناس والسمو بهم. ويوضح الحبابي أن ما يجعل من القيم الإسلامية طاقة أخلاقية كبرى أكثر دينامية من غيرها هي خاصية النية التي تنبع من صدق الإنسان في أفعاله وأقواله. إنه إلزام ذاتي حيث يجد المسلم نفسه أمام رقابة داخلية تحفزه على فعل كل خير وتشجعه عليه، وتمنعه من كل شر وتنفره منه. ويستند الحبابي هنا إلى الشهادة التاريخية المتمثلة في السيرة النبوية والخلافة الراشدة وبعض وقائع الحياة الإسلامية.