نوقشت بآداب تطوان أطروحة الطالبة الباحثة هاجر حسون
في موضوع : “السيرة الذاتية : دراسة في نماذج” بإشراف
الأستاذ الدكتور أحمد هاشم الريسوني، وعضوية الأساتذة
الدكاترة : سعاد الناصر وأحمد بوعود ويحيى ابن الوليد. وبعد
المناقشة والمداولة مُنحت للطالبة الباحثة شهادة الدكتوراه
بميزة مشرف جدا، وهذا ملخص التقرير الذي قدمته الطالبة
الباحثة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
وعلى آله وصحبه أجمعين.
السادة أعضاء اللجنة العلمية الموقرة:
أيها الحضور الكريم:
يُسعدني ويُشرّفني أن أقدمَ بين أيديكم تقريراً عن مُنجزِ عملي في هذه الأطروحة، وإذ أجددَ لكم شكري المسبقَ على ما بَذَلتموهُ في قراءة وتقويمِ هذه الأطروحة أؤكدُ لكم أن ملاحظاتِكم العلميةَ والمنهجيةَ ستكون فرصةَ نفيسةَ لتصويب ما لم أتمكنْ من القيامِ به.
1-عَتْبَةٌ
السيرةُ الذاتيةُ جِنسٌ نثريٌ انبثقَ من بؤْرة الرواية لِيُثْبتَ وجوده ملمحاً إجناسياً له خصوصية البناء الهيكلي القائم على عتْباتِ الروايةِ من جهَة، مُستشرفاً آفاق الذاتِ الساردةِ لتفاصيلِ حياتِها بمختلِفِ تمَظْهُراتِها النفسية والاجتماعيةَ والثقافيةَ والإيدْيولوجِيَّةِ مِنْ جهةٍ أخْرى.
إن هذا الانزياح الإجناسيَ وما رافقه من خرْق لمعايير الكتابة الروائية، أفضى إلى تخلقٍ نوعيٍّ مَسَّ أدب السيرة الذاتية، مما أدى إلى انبثاق الأسئلة عن سُبُل احتواء هذا الجنس الأدبي، لاسيما بعد أن تَقَرَّرَ وجودُهُ في الساحة الأدبيةِ بصفةٍ عامّة، والنثرية بصفة خاصَّة، فالدارس للسيرة الذاتية يجد نفسه أمام كم من المصطلحاتِ الكثيرةِ التي أصبحتْ تُصَنِّفُ العملَ؛ فهناك السيرة الروائية والسيرة الذاتيةُ النّسويّة والسيرةُ الذاتيةُ الروائيةُ، وروائيةُ السيرةِ الذاتيةِ، إلى غيرِ ذلك من المصطلحاتِ.
2-أهميةُ الموضوعِ ودوافعُ الاختيار
تتضحُ أهميةُ الموضوع في النِّقاطِ الآتيةِ:
إنّ الناظر في الأوساط الجامعية يلاحظ قلَّةَ الاهتمام بكُتابنا وأُدَبائنا، ومن ينتمي إلى منطقة الشمال خاصة باستثناء بعض الدراسات. وإن المتأملَ في خِضَّمِّ البحث الجامعيِّ يتضحُ له للوهلة الأولى أن موضوع السيرة الذاتية في الأدب المغربي الحديث والمعاصر قَدْ أُهْمِلَ . ذلك أن كثيراً من الباحثين بدلا من أن يُنْجزوا بحوثًا عن أدَبائنا المغاربة يذهبون بعيداً ويخوضون في البحث والتنْقيبِ عن من ليست لهمْ علاقةٌ بِبَلدنا أو بمنطقة الشمال خاصةً. إنّ موضوع أطروحتي ثَمَرَةٌ من ثمار تكويني في الأدب المغربي، خاصةً بماستر الأدبْ العربيِّ في المغربِ العلَوي الأصولُ والامتداداتْ بوَحْداتِه التكوينِيّةِ منهجاً وعلمًا وطَرائِق بحْثٍ..
3-بعضُ مكوناتِ الإشكالية وموَجِّهاتُها.
تسعى هذه الأطروحة إلى الإجابة عن أسئلة منها:
ما هي مكونات بنية كتابة السيرة الذاتية في نماذج أدبية مغربية حديثةٍ ومعاصرةٍ؟
ما هي الملامح الفنية والجماليةُ التي تَسِمُ الخطاب السير ذاتي لدى نماذج مدروسة؟
كيف بنى أدباء مغاربة سيرهم؟
إذا كان المجال الدراسي لهؤلاء يَتَّسِمُ بِازْدُواجِيةَ الطّرح، بوصفهم نقاداً من جهة ومبدعين من جهة أخرى، فإلى أي مدى تأثرت كتاباتهم السَيْرُ ذاتيَة الإبداعية بمستوى النقد لديهِم؟
4-مُوجهات منهجية:
أ-حاولتُ أن أستأنس بمكون الاستقراء لدراسة أعمال أدباء أصْدروا كُتبا في مسيرهم، فجمعتُ معلومات متعلقة بنَسبهم وتعليمهم وأعمالهم وطريقتهم في الكتابة والإبداع لاستنباط خلاصاتٍ ونتائجَ أتْحفوا بها القراءَ هي إبراز شخصياتهم .
ب-قُمتُ بمراجعة نصوصهِم السيرَ ذاتيةَ، وما تحْمله من دلالات ربطتها بنتيجة مؤدّاها أنهم يتوفرون على مؤهلات إبداعية خَلاقة وعلى إرث كبير متميز جدير بإظهاره.
ج-سجّلتُ ما مضى من وقائعَ وأحداثٍ حصلتْ في ماضيهم وقمت بفرزها وتصنيفها زَمَكَانِيًا، حسب تاريخَ كل حقبة وما حدث فيها من مُلابِسات مُراعية رَبْط الماضي لفهم الحاضر.
بناء على هذه المعطيات المنهجية، تولدتْ عندي رغبة ملحةٌ لولوج هذا العالم الفني والجمالي، فكان أن وقع اختياري على بنية وسَّمْتُها ب:”كتابة السيرة الذاتية في الأدب المغربي الحديث والمعاصر: دراسة في نماذج”.
5-معمارُ الأطروحةِ:
لكل بحث خطةٌ ومنهجيةٌ تنظم عناصرَها وأفكارَها، وقد اخترت المعمار الآتي:
عتبة وهي بمثابة درْج في مراقي هذه الأطروحة أو هي أُسْكُفَّةُ بابها:
الباب الأول: إطار مفْهوميٌ
ويتكون من فصلين:
فصل أول: مُكونات البنية العنوانية للأطروحة.
فصل ثان: السيرة الذاتية إطارٌ عام وخاص.
الباب الثاني: السيرة الذاتية في الأدب الحديث والمعاصر بالمغرب ويتكون من ثلاثة فصول هي:
فصل أول: السيرة الذاتية في أثر التهامي الوزاني: الزاوية نموذجا ويتألف هذا الفصل من جُملة مباحث هي:
مبحث أول: نُبَذٌ من حياة التهامي الوزاني
مبحث ثان: التهامي الوزاني في إطار ملابِسات ظرفية
مبحث ثالثٌ: “الزاوية” وإشكال التصنيف.
مبحث رابع: الذات الوزانية من خلال الزاوية
مبحث خامسٌ: الزاوية : بنياتٌ دلالية
مبحثٌ سادسٌ: الزاوية: بنيات تناصية
مبحث سابع: الزاوية: خصائصٌ أسلوبية.
مبحث ثامن: التهامي الوزاني والمَشْيَخَةُ الحراقيةُ والعَجيبيَّة .
فصل ثان: السيرة الذاتية عند عبد المجيد بن جلون
ويتألف من عِدة مباحثَ:
مبحث أول: نُبَذٌ حياتية لعبد المجيد بن جلّون
مبحث ثاني: “في الطفولة”: تأطيرٌ نقدي.
مبحثٌ ثالثٌ: “في الطفولة”: عناصر بنائية.
مبحث رابع: “في الطفولة” سردية النص.
مبحث خامسٌ: قراءة منهجية.
مبحثٌ سادسٌ: البُعد الاجتماعي والتاريخي والثقافي والسياسي في سيرة عبد المجيد بن جلون.
مبحث سابع: «في الطفولة» تحَوُّلاتٌ الأَنا النَّصِّي.
مبحث ثامنٌ: سيرة ذاتية من الطفولة إلى الشباب.
فصل ثالث: السيرة الذاتية عند الأديب محمد داود على رأس الأربعين نموذجا.
ويتألفُ هذا الفصلُ من سبعةِ مباحثَ:
مبحث أول: تجْنيسُ كتاب على رأس الأربعين.
مبحث ثان: “على رأس الأربعين” توْصيفٌ
مبحثٌ ثالثٌ: “على رأس الأربعين” أطوارٌ بنائِية:
مبحث رابع: الزّمن حكْيٌ اسْترجاعيٌّ..
مبحثٌ خامسٌ: دلالاتُ الكتابة
مبحث سادسُ: كتابةُ التراجمْ
مبحث سابع: سِماتٌ أسْلوبيةٌ
ثم على سبيلِ ختمٍ واستنتاجْ.
6ـ صعوبات الأطروحة:
ومما يَجدرُ الإشارة إليه في هذا المقام، أنّه قد واجهتني صعوبات في خِضمِّ تتبع كتابات النماذج المدروسة بالنظر لتداخلها وتوزعها بين كتابات نقدية وإبداعية (روائية وخاطرةٌ وسيرة ذاتية، مذكرات..) وتيسّرَ أمري في قراءة النماذجِ المختارة انطلاقا من معطياتِها الفنية ومضامينِها العامّة.
وَأخيراً ، أتقدم بجزيل الشكر وعظيمِ الامتنان إلى أستاذي القدير فضيلةَ الدكتور أحمد هاشم الريسوني، الذي فتح لي بصبره، ومساعداته آفاقًا رحْبَة لإنجازِ هذه الأطروحة ووجّهتْني إلى ما غابَ عنِّي، وما غمُضَ عليَّ، كما لا يفوتني أنْ أسْدِي شُكْري لأستاذي الكريم الدكتور “عبد اللطيف شهبون” الذي ساعدني على تصويبِ العمل وتجويدِه والأستاذ يوسف ناوري الذي استفدتُ من كتاباته حول الأدب المغربيِّ الحديثِ كما أتقدمُ بخالصِ شكْري لأعضاء اللجنةِ العلميةِ الذين تكبدُوا عناءَ قراءةِ وَفحْصِ هذا العملْ، بهدفِ تقويمِهْ .