آن الأوان لرد الاعتبارلها…
لنقولها صراحة، ولو أن منظومتنا الصحية “مهلوكة وحالتها حالة..” بشهادة الداني والقاصي، فإن الأطر الصحية من أطباء وممرضين وعاملين بمختلف المؤسسات الاستشفائية بالتراب الوطني هي اليوم في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس العصر، بعظيم تفان وكبير تضحية ولساعات متواصلة، رغم إدراكها لخطورة التعامل مع مهاجم غيرمنظور، يشبه جنيا قد يصيبهم بأذاه في أي لحظة ممكنة.هذه الأطر تعيش على مدار الساعة، حالة من التعبئة القصوى لاستقبال حالات الإصابة بفيروس (كوفيد-19) وهي حريصة على تنفيذ أدق المعلومات والتفاصيل، لتمكين المرضى من الاستشفاء مع جاهزيتها الدائمة، للتدخل حسب تطورات الوضعية الصحية لهؤلاء المرضى.هذا هو حال الأطقم الطبية بمختلف المؤسسات الاستشفائية التي تستقبل المصابين، ومنها مستشفى الأمير مولاي عبد الله بسلا، الذي عرف ويعرف تطورا مهما جعل منه مركزا استشفائيا يشارإليه بالبنان، يستقبل جميع الحالات، سواء تلك المصابة بالفيروس أو تلك التي ظهرت عليها أعراض المرض، قصد إجراء تحاليل مخبرية.وتصوروا كيف أن هذه الأطقم الطبية ترتدي القفازات وتضع الكمامات والأقنعة الواقية لأكثر من 12 ساعة، مع الحرص على عدم احتكاكها بالمريض، طيلة ساعات الحضوربغرفته، وهذه أبرز ما يميزالحياة اليومية لهاته الأطر في الظرفية الراهنة، إذ لا تنعم باستراحة، بل تعيش على وقع اتصالات مستمرة، وأخبار في كل ثانية، تتعلق حول عدد الحالات المسجلة، الأمرالذي يعرضها لضغوط نفسية، بسبب شروط العزل الصارمة، وضرورة ارتداء ملابس معينة لفترات طويلة، تقيد الحركة بشكل كبير، فضلا عن مخاوف من احتمالية العدوى ونقلها لأسرهم.
وفي هذا السياق، أكدت طبيبة أخصائية في الطب الاستعجالي في تصريح لمصادرإعلامية أن جميع الأطر الطبية والتمريضية والعاملين بالمستشفى هم في معركة يومية مع الوباء، يحتلون فيها الصفوف الأمامية، رغم الصعوبات والمخاطر التي تحذق بهم من كل جانب، موضحة أن كافة العاملين في مجال الصحة يضحون بالغالي والنفيس لمحاربة هذا الفيروس، وهم مبعدون عن أسرهم وأبنائهم الذين حرموا من رعايتهم، خلال هاته الفترة العصيبة.كما ناشدت المتحدثة المواطنين بالمكوث في بيوتهم والالتزام بقواعد السلامة الصحية، وأخذ الأمور بجدية وعدم الاستخفاف بالوضع الصحي الذي تجتازه البلاد.
ومن جهتها، قالت أخصائية في طب المستعجلات والكوارث إن مستشفى الأمير مولاي عبد الله يستقبل ثلاثة أصناف من الحالات، الأشخاص المشتبه في إصابتهم بعدوى الفيروس الذين تجرى لهم التحاليل المخبرية الخاصة بذلك، المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، لكن حالتهم الصحية مستقرة، والمصابين بالفيروس الذين تستدعي حالتهم الصحية الولوج إلى مصلحة الإنعاش، مضيفة أن الحالات تزداد يوما بعد يوم، مما يتطلب أن يلزم الناس بيوتهم وأن لا يغادروها إلا للضرورة القصوى، مع ارتداء الكمامات، مهيبة بجميع الفئات التحلي بالوعي والتضامن والمسؤولية في هذه الظروف الصعبة، والالتزام بالتوصيات والنصائح الطبية.
وترى الأطر الصحية كافة، العاملة بالمستشفى أنه لابد من التقيد بتدابير الحجر الصحي، باعتباره السبيل الوحيد لمنع تفاقم الوباء وتكاثر أعداد الإصابات، بغية الخروج من هذه المواجهة الطاحنة بأقل الخسائر.
بدورها، وفي السياق ذاته ، أبرزت ممرضة ، هي على رأس وحدة العزل بالمستشفى المذكور، التضحيات االكبيرة التي يقوم بها الأطباء والممرضون وتقنيو القطاع الصحي، معتبرة أنهم يضحون بسلامتهم ويمضون ساعات طويلة ومتعبة إلى جانب المرضى، غير مهتمين بحياتهم الخاصة ولا حتى برعاية أبنائهم، خدمة للمصلحة العليا للجميع، علما أن هذا المستشفى الإقليمي تعزز بوحدة جديدة للإنعاش الطبي، ستساهم في الرفع من الطاقة الاستيعابية لقسم الإنعاش بالمستشفى، وذلك في إطار المجهودات المبذولة من طرف وزارة الصحة، للتصدي للجائحة والتكفل بالمصابين والمصابات بها.وللمعلومة، فالوحدة الجديدة تتوفرعلى أحدث المعدات التقنية والتكنولوجية في مجال الإنعاش الطبي،الأمرالذي قد يساهم في تخفيف الضغط المحتمل على المستشفى في حالة استقبال حالات جديدة مصابة بفيروس العصر.
وآخرا، ألا تستحق هذه الأطرالصحية رد الاعتبار لها، إن عاجلا أو آجلا، “والله يخفف العثرات ويهدينا كاملين على هاذ البلاد” ؟