إضاءة:
ثانوية القاضي عياض دوحة فينانة، توشحت باسم عالم فذ، لولاه ما عرف المغرب!
تفيأ ظلالها، منذ التأسيس، صفوة خيرة من أهل التربية والتعليم من الأندلس والمشرق والمغرب؛
وتفتقت في حضنها، عبر عقود، مواهب علمية زكا عطاؤها في مختلف ربوع المغرب.
وتخليدا لأمجادها، انبجست هذه الكلمات من عمق الذات، مضمخة بنفحات أجمل الذكريات.
الأستاذة ربيعة الخمليشي:
يذكرها تلاميذها أستاذة شابة، تفيض حيوية، وتفور حماسا، وتتقد جدا واجتهادا.
هي صاحبة الفضل في إلزامنا بحفظ أجمل نصوص تراثنا الشعري والنثري، ما زالت إلى اليوم منقوشة في الذاكرة.
ما أمتعها وهي ترنو إلينا ونحن بصدد إنجاز تطبيقات قواعد اللغة على السبورة !
وما أروعها وهي تسهر على درس الإنشاء، إعدادا وإنجازا وتصحيحا وتقويما !
وما أسعدها وهي تحثنا على إثراء مكتبة القسم التي كان لها فضل تأسيسها لإذكاء جذوة القراءة في نفوسنا !
وما أحزمها، وما أشجعها في ردع المشاغبين والمتهاونين طلبا لمصلحتهم !
بعد عقود، أنظر إلى تﻻميذ ذاك القسم وقد غدوا عقدا ثمينا فيه المعلم، والأستاذ، والمدير، والمفتش، والطبيب، والمهندس، والقاضي، والمحامي، والصحافي، والموظف الإداري، والدبلوماسي، والشرطي، والسائق، والتاجر، والصانع، والمفن …
زرتها بعد تعييني مفتشا تربويا بنيابة الوزارة في تطوان، فوجدتها كما عهدتها ما بدلت تبديلا في حمل أعباء رسالتها النبيلة، فاقترحتها “مرشدة تربوية” فكانت نعم المرشد، ونعم المؤطر لمن سعد برفقتها.
طوبى لها بما حباها الله به من مزايا وسجايا وخصال؛
وطوبى لي ولمن على شاكلتي بها أستاذة لها مقام خاصة الخاصة في النفس؛
وإليها من هذا المقام أطيب تحية وأزكى سلام.
د. محمد محمد المعلمي