جيرار جينيت
ترجمة وتقديم: المختار حسني
1- تقديم المترجم: من التناص إلى الأطراس(*)
أولى الغربيون، في العصر الحاضر، مسألة التناص أهمية بالغة؛ فكانت البذور الأولى منذ “دو سوسير DE SAUSSURE “كما تذكر” جوليا كريستيفا JULIA KRISTEVA”، ولكن الفكرة بقيت شبه ميتة بعد ذلك في الدراسات الشكلانية والبنيوية. ورغم أن بعض الشكلانيين (جاكوبسون JAKOBSON، إيخانبلوم EIKHENBAUM، شكلوفسكي CHKLOVSKI) أشاروا إلى ما يمكن أن يكون من تفاعل بين النصوص إلا أن ذلك لا يعدو أن يكون استدراكا لم يولوه الأهمية التي يستحقها في غمرة انشغالهم بتخليص النقد من الإيديولوجيا آنذاك، وتوجيههم الأنظار إلى الناحية الجمالية الشكلية في النص، واعتقادهم العام بتزامنيته وانغلاقه. وتشترك البنيوية مع الشكلانية في هذه النظرة المغلقة إلى النص باعتبار أن عناصر بنائه وما ينشأ بينها من علاقات؛ هو كل ما ينبغي أن يوليه الأديب من اهتمام.
هذا وإن كانت البنيوية التكوينية قد أضفت بريقا على النقد بخروجها من بوتقة النص المغلق، وباهتمامها بالرؤية للعالم في مضمون وشكل العمل الأدبي، وغير ذلك من الأسس التي تعتمدها، فإن منطلقاتها الإيديولوجية التي تربط -بشكل آلي- بين النص والطبقة الاجتماعية والحالة الاقتصادية، غير المعترفة بإمكانية وجود روابط أخرى، قد تكون روحية أو عقدية مثلا، أدى بها إلى التزمت.
إن هذه المعركة التي كانت حول علاقة النص بالمجتمع، بصفة عامة، انتقلت منذ “باختين BAKHTINE” لتكون معركة أخرى حول النص، ولكن هذه المرة في علاقته بالنصوص بالدرجة الأولى، فلكي يشق الخطاب طريقه إلى معناه وتعبيره، يقول باختين، فإنه يجتاز بيئة من التعبيرات، والنبرات الأجنبية، ويكون على وئام مع بعض عناصرها، وعلى خلاف مع أخرى.
لم يستعمل باختين مصطلح “التناص” ولكنه أسس له نظريا في كتاباته، وخاصة في كتابه: “شعرية دوستويفسكي DOSTOÏVSKOVO ProblemyPoetiki” وتكلم كثيرا عن مصطلح آخر هو “الحوارية”، وهو ما ستقوم “كريستيفا” بالتقاطه وتطويره وإعطائه اسما جديدا هو: “التناص l’Intértextualité” وكانت إلى حدود كتابها “ثورة اللغة الشعرية La Révolution du Langage poétique” دائمة الحديث على هذا المصطلح وأوجه استعمالاته منطلقة في ذلك من طروحات ماركسية كما يمثلها “ألتوسير ALTHUSSER”، ونفسية كما طورها “جاك لاكان JAQUES LACAN”، بالإضافة إلى التحويلية وغيرها. وهذا سيكون له تأثير كبير في علاقة النص السابق بالنص اللاحق، خاصة إذا رسمنا له “قوانين” واعتبرنا أن تعضيد الهامشي، والثورة ضد المقدس، وقتل الأب… هو المعيار الجيد في تعامل النص اللاحق مع النص السابق.
لقد تخلت كريستيفا KRISTEVA -في الأخير- عن التناص واتجهت وجهات أخرى. وتناول هذا الموضوع، بموازاة مع جهودها أو بعدها، كثير من النقاد السيميائيين؛ نذكر منهم أستاذ كريستيفا؛ رولان بارت ROLAND BARTHES في مقاله “موت المؤلف” وكتابه “S/Z” على الخصوص، “وميكائيل ريفارتير MICHAEL RIFFATERRE” الذي يستعرض “جيرار جنيت GERARD GENETTE” رأيه في هذا الفصل.
وكل كانت له مفاهيمه الخاصة للموضوع وتطبيقاته المتميزة، غير أن آخر هذه الإنجازات إثارة، مشروع “جيرار جنيت GERARD GENETTE” في كتابه “أطراس” الذي منه ترجمة الفصل الآتي، إذ جعل التناص عنصرا واحدا فقط ضمن عناصر خمسة تشكل ما يطلق عليه “المتعاليات النصية” حيث يهرب النص من ذاته ويتعالى باحثا عن شيء آخر، قد يكون نصا أدبيا، ليحيا حياة أخرى بمحاورته أو الاستقرار في أعماقه، أو مسايرته، أو بممارسة سلطته عليه…
والنص المتفرع؛ موضوع الاهتمام، هو أيضا، لا يمكن أن يكتب إلا على آثار نصوص قديمة. وهذه العملية شبيهة بعملية من يكتب على طرس. يوضح “جيرار جينيت” المقصود بالطرس فيقول بأنه “رق (صحيفة من جلد) يمحى ويكتب عليه نص آخر جديد على آثار كتابة قديمة لا يستطيع النص الجديد إخفاءها بصفة كاملة، بل تظل قابلة لتبينها وقراءتها تحته. “إن هذا العنوان الاستعاري يقصد به الكاتب “النص المتفرع Hypértexte” أو كما ورد في العنوان الفرعي للكتاب توضيحا لذلك: “الأدب في الدرجة الثانية”. والكتاب وإن كان يتحدث في الفصل الأول عن خمسة أنواع من المتعاليات النصية فهو يُعنى أساسا بهذا المصطلح المستعار من حقل المعلوميات؛ فقد جاء في القاموس الموسوعي “HACHETTE Grand Dictionnaire Encyclopédique” عند مادة “hypertexte” ما يلي: (مجموع نصوص تظهر دفعة واحدة على الشاشة ولكنها صادرة عن فضاءات مختلفة للذاكرة).
2 – نص الترجمة:
موضوع هذا العمل هو ما كنت أسميه(1)، لعد وجود ما هو أفضل آنذاك: “النصية الموازية Paratextualité”، ولكنني، منذئذ، وجدت الأفضل، (أو لربما الأسوأ، وسنحكم في الأمر بعد)، وهيأت “النصية الموازية” لتعني شيئا آخر مخالفا تماما. فمجمل هذا المشروع غير الحذر، يحتاج إذن إلى إعادة الصياغة:
إن موضوع الشعرية، كما قلت قبل فترة، ليس هو النص باعتبار تفرده وتميزه (فهذه بالأحرى مهمة النقد)، بل موضوعها هو “جامع النص l’Architexte” أو إذا شئنا القول: “النصية الجامعة للنص”، (وهو، تقريبا، بمعنى أدبية الأدب) أي: مجموع الأصناف العامة أو “المتعاليات Les Transcendantes” (أنواع الخطاب، طرق التعبير، أنواع أدبية… الخ) التي تجعل أي نص متميزا(2).
والأجدر أن أقول اليوم، وبسعة أكبر، بأن هذا الموضوع هو “الماوراء نصية La Transtextualité” أو “التعالي النصي للنص La Transcendance Textuelle du Texte” الذي أعرفه مسبقا، وبطريقة مجملة، بـ: “كل ما يجعله في علاقة ظاهرة أو ضمنية مع نصوص أخرى”؛ فهو يتجاوز، إذن، ويشمل “جامع النص” وبعض الأنواع الأخرى ذات العلاقة الخاصة بالنصية المتعالية التي سنعنى هنا بواحدة منها، ولكن بالقدر الذي يلزم لحصر وإضاءة مجال الموضوع ووضع لائحة جديدة توشك هي بدورها، بأن لا تكون لا كاملة ولا نهائية؛ فمن سيئات البحث أنه من الإمعان في التنقيب، يحدث مرارا، أن نجد ما لم نكن بصدد البحث عنه.
ويبدو لي اليوم (13 أكتوبر 1981) أنني تعرفت خمسة أنواع من العلاقات الخاصة بالمتعاليات النصية، سأرتبها وفق نظام تصاعدي يتبع التجريد abstraction، والتضمين implication، والإجمال globalité:
ـ النوع الأول وضعته، منذ بضع سنوات، جوليا كريستيفا JULIA KRISTEVA(3) تحت اسم “التناص Intertextualité”، وهذه التسمية، طبعا، تعزز نموذجنا الاصطلاحي. أما أنا فأعرفه، بطريقة لا شك مكثفة، بعلاقة حضور متزامن بين نصين أو عدة نصوص. بمعنى، عن طريق الاستحضار Eidétiquement، وفي غالب الأحيان بالحضور الفعلي لنص داخل آخر؛ بشكلها الأكثر جلاء وحرفية، وهي الطريقة المتبعة قديما في الاستشهاد Citation(4) (بين مزدوجتين، بالتوثيق، أو دون توثيق معين). أو بشكل أقل وضوحا وأقل شرعية Moins Canonique (في حال السرقة الأدبية “Plagiat” كما عند لوتريامون Lautréament مثلا)؛ وهو اقتراض غير مصرح به، ولكنه أيضا حرفي. أو بشكل أقل وضوحا، بعد، وأقل حرفية في حال “التلميح L’Allusion”؛ أي في ملفوظ لا يستطيع إلا الخيال الحاد تقدير العلاقة بينه وبين ملفوظ آخر، لما يلاحظه فيه من نزوع نحوه بشكل ما من الأشكال. وإلا فإنه يكون غير ملحوظ مثل: “مدام دي لوج Mme des loges” التي، وهي تلعب مع “فواتير Voiture” تقول له: (هذا لا يساوي شيئا، اُثقُب آخر وناولنا منه). فالفعل (ثقب)، وللتوضيح، غير مبرر وغير مفهوم إلا إذا علمنا أن “فواتير” كان ابنا لبائع خمر. وفي سجل قديم كتب “بوالو Boileau” إلى “لويس الرابع عشر Louis XIV”:
(للحكاية التي من أجلك أنا مستعد للبدء فيها
إخالني أرى الصخور تهرع لتسمعني)(5)
فهذه الصخور rochers المتحركة، المتيقظة، ستبدو، بدون شك، ضربا من العبث للذي يجهل أساطير “أورفي Orphée وأمفيان Amphion”.
هذا الوضع الضمني أو المضمر (وفي بعض الأحيان مجرد افتراضي) للمتناص l’Intértexte، هو منذ بضع سنوات مجال دراسة ذو امتياز خاص لدى “ميكائيل ريفاتير Michael Riffaterre” الذي يعرف التناص، نظريا، بطريقة فضفاضة، بخلاف ما قمت به هنا، تتسع، في الظاهر، لكل ما أسميه النصية المتعالية؛ كتب قائلا: “التناص هو ملاحظة القارئ لعلاقات ما بين عمل أدبي وأعمال أخرى سابقة أو لاحقة” ذاهبا إلى حد المطابقة بين التناص -كما فعلت أنا بالنصية المتعالية- وبين الأدبية ذاتها “التناص، كما يقول، هو الآلية الخالصة للقراءة الأدبية التي، وحدها في الواقع، تنتج الدلالة، أما القراءة السطرية المشتركة بين النصوص الأدبية وغير الأدبية، فإنها لا تنتج غير المعنى(6).
ولكن سعة هذه النظرية لدى ريفاتير، مصحوبة بالتقييد والجزئية في التطبيق، لأن العلاقات المدروسة من قبله، هي دائما منتمية لنظام البنيات الدقيقة (المجهرية)، والدلالية الأسلوبية micro-structures et sémantico-stylistiques، في سلم الجملة؛ لمقطع أو نص قصير شعري في الغالب. الأثر التناصي la trace intertextuelle، حسب ريفاتير، إذن، مثل التلميح، ينتمي لنظام الصورة الدقيقة المجزأة أكثر مما ينتمي للعمل الأدبي بالنظر إلى بنيته الإجمالية كحقل لتناسب العلاقات مما يدخل في مجال بحثي الآن. وتحمل أبحاث “بلوم H.Bloom” في “آليات التأثير”(7)، وإن كان من ذهنية أخرى مخالفة، على النوع نفسه من التناص؛ فهو تناص أكثر مما هو تفرع نصي.
ـ النوع الثاني مكون من العلاقة الأقل وضوحا، بصفة عامة، والأكثر بعدا عن المجموع الذي يشكله العمل الأدبي؛ ويرتبط النص بهذا المعنى بما أسميه نصه الموازي(8) Paratexte ويثمله (العنوان، العنوان الفرعي، العنوان الداخلي، الديباجات، التذييلات، التنبيهات، التصدير، الحواشي الجانبية، الحواشي السفلية، الهوامش المذيلة للعمل، العبارة التوجيهية، الزخرفة، الأشرطة (تزيين يتخذ شكل حزام) الرسوم، نوع الغلاف، وأنواع أخرى من إشارات الملاحق، والمخطوطات الذاتية والغيرية، التي تزود النص بحواش مختلفة، وأحيانا بشرح رسمي وغير رسمي؛ بحيث إن القارئ الحصيف والأقل اضطرارا للتنقيب خارج النص، لا يستطيع دائما التصرف بالسهولة التي يتوخاها. لا أريد أن ألمح هنا بأنني رائد دراسة حقل العلاقات الذي كان لنا معه أكثر من لقاء، والذي يعتبر بدون شك أحد المواضع الممتازة للبعد التداولي للعمل الأدبي، بمعنى: مفعوله وتأثيره في القارئ محل ما نسميه (وبصفة خاصة، وبكل طواعية، منذ اشتغال “فيليب لوجون Philippe Lejeune” على السيرة الذاتية): “الميثاق المشترك Contrat (ou pacte) générique”(9)، وإنما أريد فقط أن أستدعي، على سبيل المثال، (واستباقا لفصل سيأتي) نموذج “أوليس Ulysse لجويس Joyce”، فنحن نعلم أنها، قبل إعدادها في كتاب، كانت هذه الرواية مزودة بعناوين وفصول تستحضر العلاقة الموجودة بين كل فصل من فصول الرواية وبين حلقة من حلقات الأوديسا l’Odyssée جنية البحر Sirène، نوزيكا Nausicaa، بينيلوب Pénélope…الخ)، ولما ظهرت في كتاب، أسقط منها “جويس” هذه العناوين الداخلية، ولكن غير المنسية من قبل النقد؛ أيمكن اعتبارها جزءا من نص “أوليس” أو لا؟ هذا السؤال المحير الذي أوجهه لأنصار النص المغلق، هو من نظام النص الموازي بطريقة نموذجية. وبهذا التقدير، فإن “ما قبل النص l’Avant texte” من مسودات، وتصاميم، ومشاريع مختلفة، بإمكانها هي أيضا، أن تشتغل باعتبارها نصا موازيا: فالعثور النهائي على “لوسيان Lucien والسيدة دو كاستيلير Mme De Casteller”، بهذا التحديد، لا توجد في النص الروائي (لوسيان لووان Lucien Leuwen)، إذ لم يبق سوى مشروع حل تركه “ستاندال Stendhal” ضمن ما ترك. فهل نعطي لهذا المتروك وزنا في تقديرنا للتاريخ ومزاج الأشخاص؟ وبعبارة أدق؛ أينبغي أن نقرأ نصا مات عنه صاحبه قبل أن يكتمل، والحال أنه لا شيء يجعلنا نعرف: كيف وهل كان صاحبه سينشره لو استمر في الحياة؟…
ويحدث، أيضا، أن يشكل عمل ما نصا موازيا لآخر؛ لنأخذ مثلا قارئ (سعادة مجنونة Bonheur fou 1957) وهويرى في آخر صفحة أن عودة “أنجيلو Angelo” لـ”بولين Pauline” أصبحت تحوم حولها الشكوك بقوة؛ أيجب عليه، أم لا، أن يتذكر موت إحدى الشخصيات سنة 1949 في الموضع الذي يلتقي فيه الناس بأبنائهم وأحفادهم، مما يلغي مسبقا هذه الريبة المعقدة؟ إن التوازي النصي هكذا، هو دائما منجم لأسئلة دون جواب.
ـ النوع الثالث من التعالي النصي Transcendance Textuelle(10) الذي أسميه “النصية الواصفة Métatextualité” هو بكل بساطة علاقة التفسير والتعليق التي تربط نصا بآخر يتحدث عنه، دون الاستشهاد به أو استدعائه، بل يمكن أن يصل الأمر إلى حد عدم ذكره؛ هكذا استدعى “هيجل Hegel” في كتابه “ظاهراتية الفكر Phénoménologie de l’esprit” بطريقة تلميحية وصامتة ابن أخ (أو ابن أخت) رامو “Le neveu de Rameau”، وهي علاقة نقد متقنة. لقد أنجزت، بالطبع، دراسات كثيرة حول النص الواصف النقدي وحول تاريخ النقد كنوع أدبي، ولكن لست متأكدا من أنه قد روعي فيه أثناء هذه الدراسات، ومع كل الاهتمام الذي يستحقه، نفس الفعالية ونفس الضوابط التي تحكم العلاقة النصية الواصفة، غير أن هذا ممكن الوقوع(11).
هوامش المؤلف:
1 – Introduction à l’Architexte, Seuil, 1979, p.8.
2 – مصطلح “جامع النص”، أنبه، وإن متأخرا، إلى أنه من اقتراح “لويس ماران”:
Louis Marin, Pour une Théorie du Texte Parabolique, in.le Récit évangélique, Bibliothèque des sciences religieuses, 197.
ليعين به “النص/الأصل لكل خطاب ممكن، أصله ووسطه الذي أنشئ فيه”، قريبا مما سأسميه هنا (Hypotexte النص الأصل) لقد حان الوقت لوجود مفوض commissaire لجمهورية الآداب حتى يفرض علينا مصطلحات متماسكة.
3 – Séméôtikè, Seuil, 1969.
4 – لمعرفة تاريخ هذه الطريقة، تراجع الدراسة الرائدة: A.Compagnion, la seconde Main, Seuil, 1979.
5 – اقترضت المثال الأول من موضوع بعنوان: “التلميح” في بحث “استعارات Tropes” لـ(دومارسي Dumarsais) والثاني من “صور الخطاب: Figures du Discours” لـ (فونتانيي Fontanier).
6 – La Trace de l’Interetexte, la pensée, Octobre 1980.
La Syllepse intertextuelle, Poétique 40, novembre, 1979.
C.F. La Production du Texte, Seuil 1979, et: Sémiotique de la poésie, Seuil 1982.
7 – The Anxiety of influence, Oxford, U.P. 1973, Et la suite.
8 – ينبغي فهمه في معناه الملتبس ambigu، انظر: hypocrite (مخادع) التي تشتغل في صفات مثل parafiscal (ضرائب تجبى للإدارات المستقلة)، أو paramilitaire (شبه عسكري) [parafiscal هي ضرائب تجبيها الدولة لصالح إدارات مستقلة بموازاة ضرائبها هي. فـ(مخادع hypocrite)، حسب جيرار جينيت، ينبغي دمج معناها في معنى (الموازي) = التص الموازي شبيه بالنص مواز له، ولكن إذا بحثنا عن عناصره الملموسة، كنص له كيانه الواضح، لم نجد. ولذلك فهو أيضا مخادع = هو شبيه وغير شبيه بالنص ] – المترجم.
9 – المصطلح، طبعا، شديد التفاؤل بالنسبة لدور القارئ الذي لم يوقع شيئا في هذا الميثاق، والذي له أن يأخذ أو يدع [ما يعرض عليه من نصوص ]. ولكن يبقى أن العلامات المشتركة أو غيرها من العوامل التي توجه المؤلف وتستخدمه لصالحها، فهو، وخوفا من عقوبة سوء الاستقبال لعمله، يخضع بدوره للشروط في الغالب وبشكل غير متوقع: سنصادف شواهد كثيرة على ذلك.
10 – ربما كان علي أن أحدد أن النصية الموازية ما هي إلا متعالية واحدة من بين متعاليات أخرى، على الأقل تتميز عن هذه المتعالية التي تربط النص بالحقيقة الخارج نصية التي لا تهمني الآن، ولكني أعرف أنها موجودة: (يحدث أن أخرج من مكتبتي/ليس لي مكتبة). أما فيما يخص المتعالية transcendance التي كانت د اختلطت لدي بالاهتداء أو السمو الصوفي، فهي هنا تقنية خالصة، هي ضد (l’immanence التي كانت قد اختلطت لدي بالاهتداء أو السمو الصوفي، فهي هنا تقنية خالصة، هي ضد (l’immence: المثولية والحضور في الشيء) على ما أعتقد.
11 – وجدت لذلك الخطوط الأولية في: M.Charles, la lecture critique, poétique 34, avril 1978.