أضحت المقابرعندنا عبارة عن مراتع للمنحرفين وقطاع الطرق والمدمنين على شتى أنواع المخدرات، بل وأماكن لتجميع النفايات والقاذورات، المنتشرة بين الأموات في مشاهد مقززة تبين إلى أي حد هو مصير الأموات المسلمين الذين يتم الاعتداء على حرمتهم حتى وهم ميتون وفي قبورهم، مع أن كثيرا من الأحاديث الصحيحة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام دلت على وجوب احترام الموتى من المسلمين وعدم إيذائهم.وفي هذا السياق من السياقات المتعددة حول فتوى حرمات القبور وعن عمرو بن حزم قال: ” رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على قبر، فقال لا تؤذ صاحب هذا القبر أولا تؤذه” رواه الإمام أحمد.فإذا كان هنا مجرد الاتكاء على القبرإذاية لصاحبه، فما بالنا والقبور ينبش فيها أو تدنس ؟
وبالمناسبة، أستحضرقصة امرأة، والدة صديق لي، حيث قامت في وقت سابق بزيارة إلى مقبرة “المجاهدين” للترحم على روح زوجها وبينما هي منحنية على قبره، باغتها منحرف من خلفها، ثم أشهر سكينا في وجهها، فارتعشت المسكينة خوفا على نفسها من هذا “الشمكار” واستسلمت لطلبه تسليمه : “دبيلج ساوي” و”بصيطم عامربالصرف” دون أن يعير اهتماما لكونها امرأة مسنة، في عمر والدته أو جدته، قبل أن يطلق ساقيه للريح.طبعا، هذه الواقعة هي مثال فقط للعديد من الأحداث والمظاهر المشينة، الملحوظة بالمقابر لدينا التي ألا تستحق أن تحظى بعناية ورعاية ؟ أليس من اللائق أن تخصص لها حراسة حقيقة، تبعد عنها الأذى وتحميها من أعمال الإجرام والفوضى والتسيب؟
وآخرا، لابأس في ظل غياب أو ضعف حراسة وحماية المقابرعندنا، عرض هذه الإضافة من القطرات المدادية، للتأمل والاستنتاج :
ـ حراسة مشددة مضروبة على الحانات وبعض “محلات” القمار!
ـ توفيرالحماية لبعض المفسدين في شتى المجالات، تتداول منابر إعلامية صفاتهم وأخبارهم !
ـ مقابرالنصارى محروسة في الغالب، نظيفة وفضاءاتها شاعرية !
محمد إمغران