يقترب مسلسل انتخابات شتنبر 2021 من أن يحط رحاله على بعد أقل من أسبوعين من افتتاح الدورة الأولى للبرلمان، ليتجه قطار السياسة الجديد، بعد ذلك، نحو الأمور الجدية جدا.
في إقليم شفشاون، بعد تشكيل جميع الجماعات الترابية لمكاتبها باستثناء جماعة بني رزين، يسير المجلس الإقليمي نحو اختيار من سيقوده دون مفاجأة تذكر إلا ما يتناقله المتتبعون للمشهد السياسي المحلي من محاولة إبعاد حزب الاستقلال عن التحالف الرباعي المتفق عليه بين الأحرار، الاتحاد الاشتراكي، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، و الذي تم الاعلان عنه في بلاغ أول، ثم تم نسخه ببلاغ ثان روجته وسائل التواصل الاجتماعي، والذي نشر فؤاد الخنيفي مفتش حزب الاستقلال بصفحته الفايسبوكية ردا توضيحيا في موضوعه و فيما يحوم حول المشاورات الرباعية المتعلقة بتشكيل مكتب المجلس الإقليمي وأغلبيته؛
على صعيد مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، لاحظ المتتبعون غياب أو تغييب إقليم شفشاون عن قيادة الجهة (مكتب الجهة) في حين كانت تمثيليته قوية في النسخة الثانية من الولاية السابقة، ويرى البعض أنه من المنتظر إعادة الاعتبار لهذا الإقليم في انتخاب رؤساء اللجان حتى لا يبقى دوره هامشيا خارج دائرة القيادة.
وكان الطبيب المختص عبدالحميد مصباح ممثل الاتحاد الاشتراكي عن الإقليم ورئيس مجموعة الجماعات “بوهاشم” وكذا عضو المجلس الإقليمي سابقا، قد سحب ترشيحه لرئاسة الجهة التي فاز بها التجمعي عمر مورو الذي لم يكتف في تحالفه بالبام والاستقلال بل ضم كذلك الاتحاد الدستوري.
و للإشارة فإذا كان ممثلا الإقليم بالجهة عن حزبي البام و الاتحاد الدستوري وهما: المحامي سمير المودن و المحامي توفيق الميموني، البرلماني ورئيس لجنة العدل والتشريع وجماعة داردارة في الولاية السابقة خرجا خاويي الوفاض من هذه الانتخابات فإن الممثلين الآخرين عن الاستقلال والاتحاد الاشتراكي كان لهما موعد مع مناصب أخرى وهما: المهندس محمد السفياني الذي تقلد منصب رئيس بلدية شفشاون و الطبيب عبدالحميد مصباح الذي استعاد رئاسته لجماعة لغدير التي قادها في الولاية السابقة رجل الأعمال محمد مصباح الذي كان عضوا بالمجلس الإقليمي كذلك بعد انسحاب العضو البارز في العدالة والتنمية المهندس عبدالحميد مصباح.
إن دروس هذه الانتخابات على الصعيدين الوطني والترابي كثيرة سنكتفي منها بالملاحظات التالية المتعلقة بإقليم شفشاون:
- إن اقتراع 8 شتنبر الثلاثي قلد حزب الحمامة الصدارة في كل شيء على صعيد الإقليم سواء من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها أو عدد الجماعات التي حصدها وهي تقريبا نصف جماعات الإقليم، بالإضافة إلى احتلاله المرتبة الأولى في انتخابات المجلس الإقليمي غير المباشرة (الكتلة الناخبة تتكون من عضوات وأعضاء مجالس الجماعات) حيث حصل على ثلث مقاعد هذا المجلس تقريبا في حين تقاسمت الأحزاب الخمس الأخرى الثلثين الباقيين؛
-
بعد حزب المصباح يمكن اعتبار البام أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات بالإقليم حيث فقد جميع قلاعه، ويستثنى من هذا فوز عبدالرحيم بوعزة، رئيس المجلس الإقليمي السابق، بالمقعد البرلماني وبرئاسة جماعة بني سميح، الجماعة التي قادها عدة ولايات من قبل والتي صنعت مساره السياسي القوي بالإضافة إلى المجلس الإقليمي.
-
استرجاع حزب الميزان لأنفاسه وبعض وهجه، حيث استعاد قيادته لمدينة شفشاون برئاسة المهندس محمد السفياني، والتي قادها حزب المصباح لولايتين متتاليتين، كما استعاد قيادته لجماعة تمورت التي كانت من نصيب البام في الولاية السابقة، وأزاح كذلك حزب البام عن قيادة جماعة متيوة، وفاز كذلك بجماعة بني أحمد الشرقية واحتفظ برئاسة جماعة المالحة.
-حزب الوردة حافظ على معظم قلاعه، حيث سيقود جماعة فيفي من جديد الأمين البقالي الطاهري العضو البارز في مجلس الجهة في الولاية السابقة الذي استعاد أيضا مقعده البرلماني، كما سيقود من جديد جماعة بني فغلوم العدل أحمد أوطلي العضو السابق كذلك بالمجلس الإقليمي وكاتبه في الولاية السابقة، وفقد الحزب قيادته لجماعة تنقوب التي فاز بها حزب الحمامة بعدما ترشح الرقم الصعب بالمنطقة رجل الأعمال حميد الدراق باسم حزب الوردة في دائرة تطوان خلفا للراحل محمد الملاحي رئيس جماعة واد لو رحمه الله، وحافظ الحزب على قيادته لجماعة بني دركول لكن بوجه جديد هو رجل الأعمال حسين حمدون و كذا جماعة بني صالح التي ستقودها خريجة جامعية شابة خلفا لحسن أكدي الكاتب العام السابق لجماعة باب تازة الذي قاد هذه الجماعة في ولايات عديدة كما كان عضوا بارزا في المجلس الإقليمي عدة مرات حيث شغل في الولاية السابقة رئيس لجنة المالية، واستعاد كما ذكرنا سابقا قيادته لجماعة لغدير.
-حزب الحصان يعتبر القوة الخامسة بالإقليم حيث فاز بقيادة جماعتي ووزغان وتلمبوط؛
-حزب السنبلة، بإصرار وثبات من أحد قيدومي السياسة بالإقليم ورموزها الحاج محمد سعدون، احتل المكانة السادسة حيث فاز بقيادة جماعة المنصورة التي عادت رئاستها لكاتبها العام السابق، الإطار الحالي بالكتابة العامة لعمالة إقليم شفشاون ورئيس مصلحة بها محمد الشريف المصمودي؛
- يلاحظ المتتبعون أن حزب الميزان أبان عن أريحية في تعاطيه مع تشكيل مكتب المجلس البلدي، إذ رغم حصوله على الأغلبية المطلقة للأعضاء في اقتراع 8 شتنبر اختار تقاسم قيادة البلدية مع حزب الحمامة الذي احتل المرتبة الثانية بسبعة مقاعد؛
-
قيادة جماعة بني صالح، وهي جماعة قروية من طرف وجه نسائي يعتبر سابقة في إقليم شفشاون و مبادرة تستحق التشجيع في ظل العزوف العام عن السياسية، وصعوبة ولوج النساء لمجال الممارسة الحزبية والسياسية بوجه عام وفي العالم القروي بوجه خاص.
في الأخير نتمنى لمنتخبينا عامة و لمن سيقودون جماعاتنا الترابية خاصة التوفيق والسداد في خدمة الإقليم و أهله العزيزين على قلوبنا جميعا.
عبد الحي مفتاح