إن مُصنّف “إيراد اللآل من إنشاد الضوال وإرشاد السُّؤُّال” لابن خاتمة الأنصاري (ت770ه) هو في الأصل أطروحة نالت بها الطالبة الباحثة ربيعة سحنون شهادة الدكتوراه من جامعة القرويين، تقديما وتحقيقا، وضعه صاحبه في لحن عامة الأندلس، مستدركا به على ابن هانئ اللخمي السبتي (ت733ه)، وقد أدرجه غير واحد من العلماء ضمن قائمة معاجم التصويب اللغوي، رتّبه مؤلفه على غير نهج سابقيه، فقد رتبه ترتيبا مغربيا أندلسيا يخالف الترتيبين الأبجدي والألفبائي، حيث أورد مجموعة كبيرة من الألفاظ التي تخطئ العامة في ضبطها أو في معناها، مشيرا إلى صوابها، متوسلا في ذلك بالمعاجم وأمهات المصادر اللغوية.
إن الناظر في إيراد اللآل من خلال منهجه وشواهده ومصادره، يقف على موسوعية الرجل ونهله من مختلف المصادر والعلوم اللغوية والأدبية والقرآنية، ولا عجب فقد مارس مهمتي التدريس والإقراء بجامع المرية.
نجح ابن خاتمة الأنصاري في خلق منهج متميز ومتفرِّد عمّن صنّف قبله بمنحه للحن معنى إيجابيا، لا يعني عنده الخطأ في اللغة أو الخروج عن سنن العرب في كلامها، بل يقابل لديه معنيي التثقيف اللغوي والتطور الدلالي.