احتفل العالم، مؤخرا، باليوم العالمي لعيد الأم الذي يصادف 21 مارس من كل سنة وهي مناسبة للوقوف أمام رمزية الأم وقيمتها الكبرى ومكانتها المتميزة، فهي الصدر الحنون والقلب الكبيروالرقة في أبهى تجلياتها، بل هي مناسبة لرد الاعتبارلها وتحسيسها بأهميتها ودورها الكبيرفي بناء الأسرة وجعلها متماسكة، إذ مهما صدرمن الأم من سلوكات قد تبدو سلبية تجاه أبنائها، فإنهم في الأخيريبقون فلذات كبدها، تذرف عليهم دموع الوحشة، إن غابوا عنها ودموع الألم، إن مرضوا أو أصيبوا بمكروه..
هي هكذا تتمنى أن تراهم أقوياء، نشطاء، فرحين، متألقين، ناجحين في حياتهم العامة.ذلك أن ديننا الحنيف أوصى بالبربالوالدين، بشكل كبير، أي بعد عبادة الله، يأتي مباشرة البربالوالدين.وهذا المعنى يمكن ملامسته من خلال سورة “الإسراء”، اللآية 23.
فأين نحن من هذا كله في المجتمعات العربية والإسلامية ؟ أين نحن من “إن الجنة تحت أقدام الأمهات” ؟
تصوروا، وهذا كثيرا ما يحدث، أنه قبل اليوم العالمي لعيد الأم، بأيام معدودة، تناولت بعض المواقع الإلكترونية خبرا صادما جدا، يتجلى في جرأة شخص على تشريد والديه، بإفراغهما من منزلهما، الكائن بحي “ادرادب” بطنجة، دون موجب حق وهو المنزل الذي تربى فيه بمعية إخوته، يوم كان الوالدان يشمران عن سواعدهما، لضمان قوت عيالهما وتوفير احتياجاتهما التي لا تنتهي.
وحسب هذه المواقع الإلكترونية، فإن الإبن العاق اصطحب معه والدته المصابة بمرض “الزهايمر” بذريعة عرضها على طبيب، بينما هوكان خطط لكل الترتيبات، حيث ذهب بها إلى”عدلين” من أجل أخذ بصمتها ضمن عقد البيع، لكون المنزل، ذي الثلاثة طوابق في اسمها.وهكذا استطاع هذا الإبن القيام بالإجراءات القانونية لإفراغ البيت من أفراد أسرته، مستعينا بمفوض قضائي، أشعرهم بضرورة إفراغهم للسكن الذي لم يعد لهم، إذ تبخر، بجرة قلم وببصمة أم مريضة، لاتعرف ما تقدم وما تؤخر.
كان شريط “الفيديو” مؤثرا، حيث أبكى القلوب الرحيمة التي تابعت تصريح رب الأسرة، البالغ من العمر 95 سنة وهو يتمالك نفسه من شدة “الفقصة”، علما أنه مؤذن ويؤم المصلين بالحي وإلى جانبه كانت ربة البيت المسنة تنظر إلى عدسة “الكاميرا” في ذهول وكأنها طفلة صغيرة، لا تدري ما يحدث أمامها.
إنه احتفال بعيد الأم من نوع خاص ولا حول ولا قوة إلا بالله.
محمد إمغران