… أجرتْ مجموعة من الباحثين من جامعة “بينسيلفانيا” ، بمعية المعهد الوطني الأمريكي للصحة بحثاً و دراسة حول ناقل الأعراض الذي يستطيع إرسال “الكورونا” المستجدَّة . فرق للبحث حدَّدَتْ بالإضافة إلى ذلك العبء الفيروسي لريق الفم ، وهي توضّحُ اختلافات الأعراض بين مريض و آخر .
و قد نشرتْ على أعمدة صحيفة “بيناس” ، أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم ، أنَّ هذه الدراسة تدلُّ على رذاذ الريق ـ يؤخذ أكثر فأكثر كعامل محتمل لانتقال الفيروس ؟ إذ استخدم الباحثون طريقة انتشار الضوْء اللآزر الذي سمح لهم اكتشاف أنَّ الشخص الذي يتحدَّث بصوت عال في مكان مغلق ، يمكن أنْ ينبعث منه آلاف الرذاذ ، الذين يستطيعون البقاء معلقين في الهواء بين ثماني و أربع عشر دقيقة . – أضحى معروفاً منذ مدة أنَّ فيروس التنفس يمكن انتقاله عبر الرذاذ وليد السعال و العطس . بينما الكلمة ينبعث منها آلاف الرذاذ أيضاً ، من سوائل بخار الفم . إذ الرذاذ الذي يحمل منوعات من مسببات الأمراض للجهاز التنفسي ، بما في ذلك مرض الحصبة و فيروس الزكام ، و كذلك “ميكروباكتيريوم” ، أيْ الجرثومة التي تسبب مرض السلّ . لم يعد يخفى على أحد أنَّ “كرونا-فيروس” و لا سرّاً ،( انه) أنها لم تؤثر فقط على الرئتين ، بل إنَّ و لأول مرة الأكاديمية الفرنسة للطب ، و للمبتكرات التي تحققتْ مع الجائحة ، خلصتْ إلى تقرير مفصل لمجموعة من أعضاء الجسم التي تبدو معرَّضة للإصابة ، بأعراض مستمرَّة ، و الاضطرابات النفسية أيضاً .
– و لكي يكون في متناول الجميع فهم عواقب الإصابة ب “كوفيد-19” ، الأكاديمية الفرنسية للطبّ صنفتْ الأمراض الجسدية إلى مجموعتين :
- أوَّلهما : الإصابات العضوية الحادَّة ، و إذا بها لا تتكاثر في اتجاه معاكس .
– ثانيهما : الإصابات التي تشمل الاضطرابات المعقدة ، وقد تحمل أخطاءً في تسميتها ، و ليحدث بعد أسابيع الشفاء ، كي يبقى أصلها و مستقبلها ، مجهولين ، حسب رأي الأكاديمية الفرنسية للطب . – في المرحلة الأولى (الإصابات العضوية الحادَّة) ، تصيب طبعاً الرئتين ، و هما الأكثر عرضة كعضوان للإصابة الحادَّة من الأمراض و الأوبئة التي تسببه “كورونا-فيروس” ، و ، “ميرس-كوف” ، و قد أظهرتا من إصابتهما أنَّ التليف الرئوي قد يستمرُّ بعد الإصابة الأولى . هذا التليف يسببُ انخفاضاً في الجهاز التنفسي ، وهو امتداد للآفات الرئوية ، و زيادة حساسية للالتهابات التنفسية ، و القصور في الجهاز ، و من بين أمور أخرى ، التعب و ضيق في التنفس ، يمكن أن يستمرَّ شهوراً .
– “الكوفيد-19” يؤثر كذلك على عضلة القلب ، و يسبب أخطاراً على “ميوكارديت” ، (التهاب عضلة الأنسجة) ، الأنسجة العضلية للقلب ، الجلطة ، و احتشاء عضلة القلب ، ثم سكتة قلبية و تسارع نبضات القلب . – بعض الاضطرابات القلبية تستمرُّ حتى بعد المرحلة العضوية الحادَّة ، وقد تستوجبُ مراقبة طويلة و علاجاً ملائماً .
– الفشل الكلوي : على مستوى الكليتين ، في كثير من الأحيان ، حددت الأكاديمية عند مرضى ب”كوفيد-19″ ، وجود البروتينات في البوْل . – و الفشل الكلوي . “التطور” نحو الفشل الكلوي المزمن يغلب عليه نوعاً من الهدوء . فالأمراض التي تحدث بتأني ينبغي مراقبتها على المدى الطويل .
– وقد تمَّ إدراج تلف في الدماغ نتيجة ثلاثة عوامل :
1- نقص في الأوكسيجين .
2- سكتة دماغية .
3- مع انسداد الشراين ، لأنَّ “كوفيد-19” ، يسببُ مشكل الجلطة .
و في النهاية يمكن أنْ يكون للفيروس مضاعفات ذاتية في الخلايا العصبية ، غالباً ما يأتي عن طريق عصب الاستنشاق (الشمّ) . الفيروس يصعد ، و يتسببُ في آفات محلية ، و في مناطق أخرى من أعضاء الجسم . إذا كان المرضى يحتاجون إلى التنفس الاصطناعي ، وهم يعانون من ذوبان عضلي ، حبيس لانعدام الحركة .
– الدعم النفسي : بعد الحالة الحادَّة ، الفيروس يستمرُّ و يزيد من معاناة المرضى . و على ما يبدو ، يلاحظ عند خروج المرضى من الحلقة الحادة ، و قد تتطلبُ نقاهة لمدة طويلة ، ثم قد يشتكي المريض من أعراض جديدة بعد فترة “المغفرة” .- العدوى الأولى غالبا ما كانت قصيرة ، و شفيت تلقائياً . فالاختبارات السلبية للبحث عن الفيروس ، يسمح بالقضاء على الإصابة ثانية (مرة أخرى).المشاكل التي يشتكي هؤلاء الأشخاص منها هي مصدر إزعاج عام. –آلام العضلات – ضغط شرياني – ضغط الدم – ، ثم يحصل التعب بأدنى جهد كان فكرياً أو بدنياً على حدّ سواء – ضعف الذاكرة و أحياناً التسرُع في نبضات القلب . هذه الاضطرابات في مجملها تكون عرضية ، إلا أنها تأخذ تارة صفة الاستمرارية . فيصبح العلاج صعباً ، بصرف النظر عن الوصفة الطبية “الباراسيتامول” .
– المؤازرة النفسية و تصحيح احتمال سوء التغذية من لدُن اختصاصي (إخصائي في التغذية) ، أكدته الأكاديمية الطبية . نسبة خمس عشرة في المائة من المرضى يشتكون من الأعراض الثابتة . و أخيراً يتجلى من هذه الدراسات ، التخوُف من الاضطرابات النفسية ، عند المرضى و عند مقدمي الرعاية ، و ضحايا الحجر الصحي هذا ما صاغه التقرير في الختام .
– وقد صدَّنا “كوفيد-19” عن الإخوة و الأصدقاء و حيل بيننا و إلى ذي الجود ، لقول الشاعر إيليا أبو ماضي :
يا من قرُبتَ من الفؤاد ~ و أنتَ عن عيني بعيد
شوقي إليك أشدَّ من ~ شوق السليم إلى الهُجود
أهوى لقاءكَ مثلما ~ يهوى أخ الظمء الورود
عبد المجيد الإدريسي .