يعد التوافق المهني من المفاهيم الأساسية التي شغلت الباحثين في علم النفس، وقد تضاعفت اهميته في هذا العصر، لكونه يساعد الفرد على التكيف مع المتغيرات المختلفة والحفاظ على توازنه الانفعالي ويمكنه من إزالة توتراته عن طريق إشباع حاجاته المختلفة بالطرق المشروعة؛ وبالتالي مواجهة مشاكله بمعرفة الأسباب ومحاولته التغلب عليها، واكتساب المهارات والخبرات التي تمكنه من استغلال قدراته وتوظيفها لتحسين أدائه والرفع من مردوديته ويمكن للفرد المتوافق إقامة علاقات اجتماعية إيجابية مع باقي أفراد المجتمع يسودها الورد والاحترام المتبادل والتي تساهم في سعادته وسعادة الآخرين.
وعلى الرغم من هذه الأهمية الكبيرة لمفهوم التوافق نجد أنه لم يسلم من الخلط والتضارب ولعل ذلك راجع غلى اختلاف الباحثين في الرؤية والاتجاه وقبل للتطرق للتوافق المهني لا من أن نتطرق لمفهوم التوافق العام.
وبعد ذلك سيتم استعراض التوافق المهني من خلال:
- تعريفاته، ونظرياته، وقياسه، ومظاهره؛
- سوء التوافق المهني أسبابه ومظاهره؛
حيث سنتناول في هذا الفصل تعريف التوافق لغة واصطلاحا، ثم التوافق النفسي والمهني.
التوافق:
لغة: من الفعل الثلاثي (وفق) تشتق كلمات الوفاق بمعنى المواءمة، والتوافق لغة الاتفاق.
وفي لسان العرب: “والتَّوافق: الاتفاق والتظاهر. ابن سيده: وَفْقُ الشيء ما لاءَمه، وقد وَافقهُ مُوافقةً ووِفاقاً واتَّفَق معه وتَوَافقا. غيره: وتقول هذا وَفْقُ هذا وَوِفاقه وفيقه وفُوقه وسِيُّه وعِدْله واحد. الليث: الوَفْقُ كل شيء يكون مُتَّفِقاً على اَتْفاقٍ واحد فهو وَفْق كقوله: يَهْوِين شَتَّى ويَقَعْنَ وَفْقا ومنه المُوافقة: تقول: وافَقْت فلاناً في موضع كذا أَي صادفته، ووافَقْت فلاناً على أَمر كذا أَي اتَّفقنا عليه معاً.
ووَفِقْتَ أَمرك أَي وُفِّقْتَ فيه، وأَنت تَفِق أَمرَك كذلك.
ويقال: وَفِقْتَ أَمرَك تَفِقُ، بالكسر فيهما، أَي صادفته مُوافقاً وهو من التَّوفيق كما يقال رِشدْتَ أَمرَك.”[1]
وفي مقاييس اللغة: “الواو والفاء والقاف: كلمةٌ تدلُّ على ملاءمة الشيئين. منه الوَفْق: الموافَقة، واتَّفَق الشيئانِ: تقارَبَا وتَلاءَما. ووافَقْتُ فلاناً: صادقْتُه، كأنهما اجتمعا متوافِقَين.”[2]
اصطلاحا:
يعرف معجم العلم السلوكي التوافق على أنه علاقة متناغمة مع البيئة تنطوي على القدرة على إشباع معظم حاجات الفرد وتجيب عن معظم المتطلبات الفيزيائية والاجتماعية جميعها.
ويعرف كذلك على أنه “مجموع التغييرات والتعديلات السلوكية التي تكون ضرورية لإشباع الحاجات والإجابات على المتطلبات بحيث يستطيع الفرد إقامة علاقة متناغمة مع البيئة.”[3]
هو قدرة الفرد على التواؤم وهذا يعرف بالتواؤم الذاتي , أما قدرة الفرد على التواؤم مع بيئته الاجتماعية في مختلف نواحيها المنزلية والمهنية والاقتصادية والدينية والثقافية
تعريف سكوت : ” هو توافق الفرد في عمله فهو يشمل توافقه لمختلف العوامل البيئية التي تحيط به في العمل وتوافقه للتغيرات.”[4]
ورغم تعدد تعريفات التوافق، إلا أنه يمكن حصرها في ثلاثة اتجاهات رئيسية:
– الاتجاه الأول: يرى أن التوافق عملية فردية تبدأ وتنتهي بالفرد.
– الاتجاه الثاني: يرى أن التوافق عملية اجتماعية تقوم على الانصياع للمجتمع بصرف النظر عن رضا الفرد عن هذا الانصياع.
– أما الاتجاه الأخير فهو الاتجاه التكاملي وهو يوفق بين ما هو فردي وما هو اجتماعي.
“وحسب (صلاح مخيمر) فالتوافق هو الرضا بالواقع المستحيل التغيير وهو جمود وسلبية واستسلام، أو تغيير الواقع القابل للتغيير وهو مرونة وايجابية وابتكار ويرى بأن عملية التوافق تتضمن إما تضحية الفرد بذاته، نزولا عند مقتضيات العالم الخارجي، وتمتا للسلام الاجتماعي أو تتضمن تشبث الفرد بذاته وفرضها على العالم الخارجي.”[5]
وبالتالي فالتوافق يدل على” العملية السلوكية التي تستطيع بها الكائنات الحية إشباع حاجاتها، ومن هنا فالتوافق عبارة عن سلسلة من العمليات تبدأ حيث يفشل الفرد في إشباع حاجة من حاجاته البيولوجية أو النفسية أو الاجتماعية، وتنتهي تلك العمليات بإشباع هذه الحاجة، وعليه فإن الإنسان لكي يتوافق يجب أن يعرف ما يريده هو وما يريده الآخرين منه.”[6]
وتختلف الآراء حول التوافق المهني باعتباره:
ويوجد هنا اختلاف الآراء حول ما إذا كان التوافق إنجازا أي هدفا في حد ذاته أم أنه عملية تمكن من بلوغ هدف ما حيث يرى Lazarus بأن هناك طريقتين للتفكير حول التوافق.
- أن ننظر إليه على أنه تحصيلا أنجز سواء حسنا أو سيئا.
- أن ننظر إليه بوصفه عملية.[7]
التوافق النفسي
يرى فرويد أن الشخص حسن التوافق، هو الذي تكون عنده الأنا بمثابة المدبر المنفذ للشخصية؛ أي هو الذي يسيطر على كل من الهوى والأنا الأعلى، ويتحكم فيها ويدير حركة التفاعل مع العالم الخارجي تفاعلا تراعى فيه مصلحة الشخصية بأسرها وما لها من حاجات.
ويعرفه يوسف مراد 1946م بأنه تغير في سلوك الفرد كي ينسجم مع غيره من الأفراد خاصة بإتباع التقاليد والخضوع للالتزامات الاجتماعية.
كما يعرف التوازن النفسي بكونه: “التوازن المنسق بين الكائن وما يحيط به، بحيث تعمل كل الوظائف التي تحافظ على استمرارية الكائن بشكل سوي ولا يمكن التوصل إلى هذا التوافق التام فهو مجرد نهاية نظرية لمتصل (تدريج) من درجات التوافق الجزئي.”[8]
ويوضح روجزر 1947م أن التوافق يتحدد الجزء الأكبر منه بالإدراك الحسي للفرد عن نفسه ويدخل في هذا الاتجاه أن الفكرة التي يعرفها الشخص عن نفسه قد تعكس حقيقة الموقف.
ويفرق ولسون “بين الشخص المتوافق والشخص غير المتوافق، فالتوافق يعني الخلو النسبي من الانفعالات السلبية والخوف والقلق والإحساس بالذنب والصراع والشعور بالاكتفاء الشخصي والسعادة العامة. ويضيف فالتوافق الحسن بأنه قدرة الفرد على معرفة نفسه بطريقة موضوعية وحقيقية وبالتالي يقبل نقط ضعفه وقوته.”[9]
شافر Shaffer(1956)م: “يعتبر شافر الحياة سلسلة من عمليات التوافق التي يعدل فيها الفرد سلوكه في سبيل الاستجابة للمواقف المركب الذي ينتج عن حاجته وقدرته على إشباع تلك الحاجات، ولكي يكون الفرد سويا لابد أن يكون توافقه مرنا وينبغي أن تكون لديه القدرة على استجابات منوعة تلائم المواقف المختلفة.”[10]
تعريف ستون ونيل Stone & Neale: “تلك السلوكات والأفكار التي يستخدمها الفرد بوعي تام، ليسيطر على تأثيرات المواقف الضاغطة التي يمر بها الفرد، حاليا أو تلك التي من المتوقع أن يمر بها في المستقبل.”[11]
نستنتج مما سبق أن التوافق النفسي عملية مستمرة ومترابطة يقوم بها الفرد وغايته تغيير سلوكه وإحداث تلاؤم بينه وبين نفسه من جهة وبينه وبين الآخرين من جهة أخرى.
التوافق المهني
ظهر مفهوم التوافق المهني مع ظهور علم النفس الصناعي والذي جاء نتيجة لم أحدثته الثورة الصناعية من تغيير عظيم في حياة الناس وطرق عيشهم وجوهر نشاطهم وأساليب عملهم، وقد كان من نتيجة هذه الثورة أن برزت مشكلات لا حصر لها داخل مؤسسات الصناعة سواء منها ما تعلق بالإنتاج أو التسويق.
تعريف التوافق المهني
تناول العديد من المفكرين مفهوم التوافق المهني وحاولوا تقديم عدة تعريفات؛ يرى عبد الحميد محمد الشاذلي: “التوافق المهني يتضمن الرضا عن العمل ورضا الآخرين تجاهه ويتمثل في الإختيار المناسب للمهنة عن قدرة واقتناع شخصي والاستعداد لها علما وتدريبا.”[12]
“التوافق: هو عملية ديناميكية مستمرة يتناول فيها الفرد التوائم والانسجام بينه وبين البيئة المحيطة -به، وذلك باختياره الأساليب المناسبة لمواجهة متطلباته ومتطلبات البيئة المحيطة وذلك بالتغير والتغيير،حيث أن أي سلوك يصدر منه ما هو الا محاولة منه لتحقيق التوافق بغرض الوصول إلى تحقيق رغباته وأهدافه وحاجاته بما يكفل له الاستمرار.”[13]
وخلاصات التعريفات: هو ” العملية الديناميكية المستمرة التي يقوم بها المدبر لتحقيق الانسجام والتلاؤم بين حاجاته، وبيئته المهنية، فتجعله قادرا عل القيام بمسؤولياته المهنية، وقادرا عى تدبير الوضعيات المهنية بكفاءة عالية، ومستعدا لتطوير ممارسته في ضوء أحدث أساليب التدبير التربوي ومستجدات الإصلاح.”[14]
ومن تعاريف مفهوم التوافق المهني أنه تلك “العمليات السلوكية التي يقوم بها الفرد أثناء بحثه من إشباع حاجات معينة ويتوقف نجاحه في ذلك، وعلى مدى تحقيقه لمجموعة من الإشاعات التي كان يطمح إليها”[15]
وتعرفه الباحثة بدرية الرواحية بــ “التوافق يشير إلى وجود علاقة منسجمة مع البيئة، تتضمن القدرة على إشباع معظم حاجات الفرد، وتلبية معظم المطالب البيولوجية والاجتماعية، التي يكون الفرد مطالبا بتلبيتها.”[16]
أهمية التوافق المهني:
من أجلّ غايات التوافق المهني البحث عن الاطمئنان والرضا والتي تنتج عن الشعور بالقدرة الذاتية على التكيف مع البيئة، والانسجام مع عناصرها، وتتحقق هذه القدرة من خلال التعرف على حاجات ورغبات النفس؛ وتكمن اهمية التوافق في سعيه لمساعدة الإنسان على إشباع رغباته وحاجاته، ويكون الإنسان متوافقا إذا. وتكمن أهمية التوافق في ما يلي:
1 . يمد الفرد بقدرات تمكنه من التعرف على مشاكله ومواجهتها ومحاولته التغلب عليها.
2 . يمكن الفرد من التكيف مع المتغيرات الطارئة ويعينه على الحفاظ على توازنه الانفعالي.
3 . التوافق المهني يزيل ويساعد على إزالة التوترات وذلك عن طريق الإشباع للحاجات المختلفة بالطريقة المشروعة والتي تساهم في سعادته وسعادة الآخرين.
4 . يمكن التوافق المهنيُ الفردَ من إقامة علاقة اجتماعية إيجابية مع باقي أفراد المجتمع يسودها الود والاحترام المتبادل.
5 . اكتساب المهارات والخبرات التي تمكنه من استغلال قدراته وتوظيفها في حياته العملية وذلك عن طريق احتكامه بالجماعات وحسن توافقه معها.
6 . تمتع الفرد بالصحة والتوافق النفسي والاجتماعي مما يساهم في زيادة إنتاجيته.
عوائق التوافق المهني:
وقد تعترض بعض العوائق إشباع الفرد لحاجاته ورغباته مما يشكل عائقا أمام التوافق، ويمكن ترتيب هذه العوائق على الشكل التالي:
- افتقار البيئة إلى وسائل الإشباع للدوافع المادية والمعنوية.
- غياب فهم الفرد لذاته وإمكانياته وعدم تقبله لنفسه.
- وجود صراع بين دوافع مختلفة.
ويرى بحث نمط القيادة التربوية[17] أن عوائق التوافق هي عقبات تحول بين الفرد وبين إشباع رغباته، فإما أنه يقبل بحلول أقل إشباعا وهي حلول توافقية، أو يسلك سلوكا يتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع، ومن خلال ما تقدم يمكن حصر العوائق في:
- الإحباط؛ فعندما يعجز الفرد عن تحقيق حاجاته وتلبية رغباته تنشأ عنده أزمات نفسية تنعكس على سلوكه، فإما أنه لا يستسلم ويفكر ويجرب ليصل إلى تحقيق غايته، مما يخفض توتره النفسي؛ وقد يستسلم من أول مرة ويصاب بالإحباط، وقد يلجأ لسلوكات منحرفة شاذة. تقول دلال علالي: “ويحدث الإحباط بوجود عقبة في البيئة الخارجية، أو نقص في الفرد نفسه أو صراعه الدوافع المتضاربة، أما الصراع فيشير إلى المواقف التي لا يمكنه التوفيق بينهما”[18]
- الصراع؛ عند تعارض دافعين، وكل واحد منها يريد تلبية رغباته تنشأ حالة نفسية مؤلمة، فالصراع هو التعارض بين إشباع دافعين متعارضين.
العوامل المؤثرة في التوافق المهني:
إن التوافق المهني يتأثر ويتفاعل مع عوامل متنوعة مختلفة، ولقد تعددت أراء الباحثين على مستويات تقسيم هذه العوامل، فهناك من يقسم العوامل المؤثرة في التوافق المهني إلى عوامل داخلية (الصحة الجسمية والنفسية والروح المعنوية والمرونة والذكاء والميولات..) وعوامل خارجية (ظروف العمل ونظام المؤسسة وعلاقات العمل..) ونجد من الباحثين من سرد العوامل دون تمييز بين أنواعها فمثلا نجد من الباحثين الذين جردوا العوامل المؤثرة في التوافق المهني fllipo والعديلي
و الباحث محمد عبد الوهاب[19] يصنف العوامل المؤثرة في التوافق المهني إلى:
- داخلية خاصة بالفرد؛
-
خاصة بالوظيفة؛
-
خاصة بالإدارة؛
-
خاصة بالإنجاز؛
ومن العوامل المؤثرة في التوافق المهني نجد:
- الأجر
- الترقية
- الأمن
- الاحترام
- الإشراف
- الحرية في العمل
- وضوح المهمة
- تطابق طبيعة العمل مع مبادئ الفرد العقائدية
- كفاءة المسؤولين
- التسلية
- الرضا عن العمل
- العلاقة مع الزملاء
بعد رص هذه التعاريف جنبا إلى جنب، ومحاولة رسم صورة لمعالم التوافق المهني أو ما يسمى بالرضا الوظيفي، سنخصص الأجزاء اللاحق –إن شاء الله- للتعريف باتجاهات التوافق المهني وسأحاول دراسة ميدانية على عينة تربوية هي فئة أطر الأكاديميات الجهوية.
[1] لسان العرب لابن منظور دار صادر بيروت 1414ه
[2] مقاييس اللغة لابن فارس دار الفكر 1979م
[3] معجم العلم السلوكي، وولمان 1973م
[4] http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=12886
[5] الضغوط المهنية وعلاقتها بالتوافق المهني لدى مدراء الطور الابتدائي، علالي دلال، بحث لنيل شهادة الدكتوراه جامعة ام البواقي الجزائر.
[6] نفسه.
[7] نفسه.
[8] http://educapsy.com/solutions/adaptation-psychologique-385
[9] صلاح أحمد مرحاب سيكولوجية التوافق النفسي ومستوى الطموح، دار الأمان 1989م ص32
[10] http://educapsy.com/solutions/adaptation-psychologique-385
[11] الموقع نفسه
[12] عبد الحميد محمد شاذلي، الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية، ط2 المكتبة الجامعية الإسكندرية، 2001
[13] الضغوط المهنية وعلاقتها بالتوافق المهني لدى مدراء الطور الابتدائي، علالي دلال، بحث لنيل شهادة الدكتوراه جامعة أم البواقي الجزائر.
[14] الدكتور الحسين زاهدي، محاضرات في المظاهر السيكوسوسيولوجية للتدبير، مسلك الإدارة التربوية 2015/2016، نقلا عن بحث التوافق المهني لدى المدبرين التربويين، إعداد محمد أبرزاق وأمال بزازي ومحمد مصباحي إشراف الدكتور الحسين زاهدي.
[15] الضغوط المهنية وعلاقتها بالتوافق المهني لدى مدراء الطور الابتدائي، علالي دلال، بحث لنيل شهادة الدكتوراه جامعة أم البواقي الجزائر، ص 92.
[16] التوافق المهني وعلاقته بالفاعلية الذاتية المدركة لدى عينة من الموظفين في المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية، إعداد بدرية الرواحية، بحث لنيل الماجستير، كلية الآداب جامعة نزوى،
[17] نمط القيادة التربوية وعلاقته بالتوافق المهني لدى المدرسين، عبد الرحمان اغلاسن والحسان مراح إشراف الدكتور الحسين زاهدي، ص 45.
[18] الضغوط المهنية وعلاقتها بالتوافق المهني، دلال علالي ص 94.
[19] الضغوط المهنية وعلاقتها بالتوافق المهني، دلال علالي ص 117.
د محمد التويرة