في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين، عاش المغرب، الذي كان خاضعا للحمايتين الفرنسية والإسبانية، على إيقاع أحداث دامية، جراء إعلان فرنسا في 16 ماي 1930 لما سمي في أدبياتها السياسية ب” الظهير الشريف المنظم لسير العدالة داخل القبائل ذات الأعراف البربرية، التي لا تتوفر على محاكم لتطبيق الشريعة “، أو ما أصبح يعرف في تاريخ المغرب ب ” الظهير البربري “؛ وهي التسمية التي صاغها بعض أعيان مدن فاس وسلا وطنجة وتطوان، الذين حدسوا أن هذه الوثيقة تسعى إلى التفريق بين المغاربة الأمازيغ والعرب، الأمر الذي أشعل موجة من الاحتجاجات انطلقت أولى شرارتها من مسجد سلا الكبير، قبل أن تسفر نتائجها عن سقوط عدد من الضحايا، نتيجة تدخل قوى العسكر الفرنسية لإطفاء فتيل التوتر وكبح جماح المظاهرات الشعبية العارمة، واعتقال المحرضين عليها.
في نفس السنة، وغير بعيد عن عدوتي الرباط وسلا، كانت منطقة جرف المَلْحَة، الواقعة في ضاحية مدينة سيدي قاسم، تستقبل مولودا جديدا، أطلق عليه والداه اسم الجيلالي، ربما تيمنا بتلك السمعة الروحانية الكبيرة، التي شاعت داخل الوسط الثقافي والشعبي المغربي والمغاربي عامة، حول شخصية الشيخ بوعلام الجيلاني، المعروف باسم عبد القادر الجيلاني في المشرق العربي، أحد أكبر المتصوفة والفقه الحنبلي في العراق، خلال نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر (1078 – 1166).
وقبل بلوغه سنته الثانية عشر، فَقَد الطفل الجيلالي والده قبل أن تلتحق به والدته في وقت وجيز، ليصبح في عهدة خاله، الذي سيتكفل بتربيته، قبل أن يودعه لدى مصالح إحدى دور الأيتام بمدينة فاس، التي خبر بين جدرانها، وهو في هذه السن الحرجة، معنى الاجتثاث، كما تعلم فيها أولى دروس الحرمان من الدفء الأسري، قبل أن يُقذف به إلى أهوال الشارع، بائعا للجرائد أحيانا أو محترفا لمهن بسيطة في أحايين أخرى، من أجل تدبير قوته اليومي. وفي ظل هذا الواقع الصعب، المشوب بغير قليل من القسوة والحاجة والفقر، وجد المراهق الجيلالي الغرباوي ضالته في الرسم، وهو لم يتجاوز بعد سنته الخامسة عشر. حيث كان يأمل في تدبير حاجياته اليومية، من خلال تلك الرسومات البسيطة، التي كان يعرضها للبيع أمام المارة على أرصفة شوارع مدينة فاس.
وشاءت المصادفات الطيبة أن تشذ هذه الرسومات انتباه الفنان الفرنسي مارسيل فيكير- Marcel Vicaire (1893 – 1976)، وكان وقتها محافظا لمتحف البطحاء ومفتشا للآثار التاريخية التابع للعاصمة العلمية، الذي أعجب بها، قبل أن يفاتح مساعده الكاتب المغربي باللغة الفرنسية أحمد الصفريوي (1915 – 2005) صاحب رواية ” علبة العجائب “، في شأن إحاطة هذا الشاب الأعزل ببعض العناية ورعاية موهبته الواعدة. وبحلول سنة 1953، كان الصفريوي، قد أصبح على رأس مديرية الفنون الجميلة التابعة لوزارة الثقافة في الرباط، حيث سيتدبر للشاب الجيلالي منحة دراسية لولوج مدرسة الفنون الجميلة في مدينة باريس، وكان الغرباوي ساعتها، وهو ما يزال تلميذا بالثانوي، قد راكم بعض المبادئ الفنية العامة داخل أكاديمية الفنون في مدينة فاس، التي كان الالتحاق بها حكرا على أبناء أعيان المدينة.
بعد انتقاله إلى باريس سينتعش وجدان الجيلالي الغرباوي وتتفتق موهبته الفنية، نتيجة ما لاقاه من معاملة جيدة من قبل رفاقه في الدراسة وفي حياة الليل الباريسي، كما ستتاح له فرصة تمتين معرفته ببعض الاتجاهات الفنية الكبرى؛ مثل المدرسة الانطباعية الفرنسية والمدرسة التعبيرية الألمانية، بعدما أصبح يتردد على أساتذة أكاديمية جوليان للفنون – l’Académie de Julien ، قبل أن يتعرف على الكاتب والشاعر والفنان الفرنسي، ذي الأصول البلجيكية، هنري ميشو- Henri Michaux (1899 – 1984)، الذي أشبع فضول ذائقته الفنية وسَرَّب إلى روحه سحر تلك الأسلوبية التصويرية التجريدية، التي كانت تنهض عليها بعض أعماله الصباغية. ومنذ ذلك الحين، سيغير هذا اللقاء بعض قناعات الجيلالي الغرباوي الفنية، كما سيؤثر، بشكل واضح، على لمسته الفنية، التي بدأت تحوز بعض ملامحها الأساسية، قبل أن تتحول، مع مرور السنوات، إلى علامة فارقة بصمت مسيرته الصباغية المدهشة، وبوأته مكانة خاصة داخل مدونة التشكيل في المغرب.
بعد هذه الفترة الدراسية، التي كان من سلبياتها، أيضا، اكتشاف الغرباوي، عن طريق صديقه ميشو، لنوع مبتكر من المخدرات الصلبة الجديدة، سيغادر باريس في سنة 1955 ليعود أدراجه إلى المغرب، حيث سيقرر الاستقرار في مدينة الرباط، مدشنا بذلك مسارا فنيا صعبا ومتقلبا، داخل وسط فني مغربي كان يشهد، وقتها، قطف ثمار ما درج النقد الفني في المغرب على تسميته ب ” فترة ما بعد مرحلة المدارس الفنية “، في إشارة إلى تأسيس ” المعهد الوطني للفنون الجميلة ” في مدينة تطوان سنة 1947، و” مدرسة الفنون الجميلة ” في مدينة الدار البيضاء سنة 1952.
وبسبب الظروف غير المشجعة التي عاشها داخل الوسط الفني الرباطي، سيحصل الغرباوي، في سنة 1957، على منحة دراسية ثانية كان الفنان فريد بلكاهية قد تنازل عنها، بإيعاز من أحمد الصفريوي، لفائدته، حيث سينتقل إلى أكاديمية الفنون الجميلة – Accademia delle Belle Arti في روما. وفي العاصمة الإيطالية، مكث الغرباوي ستة أشهر فقط، تعرف خلالها، لأول مرة، على الفنان المغربي محمد المليحي، الذي كان يتابع، هو الآخر، دراسته الفنية في إيطاليا، كما شهدت هذه الفترة القصيرة كذلك حرص الغرباوي على زيارة كنائس روما التاريخية، وهي العادة التي ستشعره ببعض الطمأنينة والأمان، اللذين سيجدهما، حين اشتد عليه المرض عليه وقرر العودة إلى المغرب، في دير جماعة البينديكتيين، بقرية تْيُومْلِيلِينْ، التي تبعد بنحو خمسة كيلومترات عن مدينة آزرو في منطقة الأطلس المتوسط.
في هذه الأثناء، كان أغلب الفنانين المغاربة لم يتجاوزوا بعد تلك المحاولات المترددة في تجريب مختلف أساليب الرسم والتصوير الحديثة. إذ كانوا يسعون جاهدين إلى إثبات ذواتهم الفنية المعزولة، أمام هيمنة ثقافة المكتوب على ثقافة المصوَّر ناهيك عن غياب الاطلاع شبه التام، وقتها، على التجارب الفنية الغربية الرائدة. وفي ظل هذا الواقع المشوب بغير قليل من الحذر، سيتم استقبال أعمال الجيلالي الغرباوي الأولى، التي شارك بها في معرض مشترك جمعه بكل من الفنانين محمد بن علال (1928 – 1995) وفريد بلكاهية (1934 -2014) في سنة 1958 في الرباط، بغير قليل من السخرية والازدراء والتفكه، مما جعله يستسلم لحالة من الاكتئاب الشديد دفعته لاقتراف محاولتي انتحار فاشلتين، قبل أن يحل زبونا على مستشفى مولاي يوسف للأمراض العقلية في مدينة سلا، خلال فترات متقطعة من نهاية خمسينيات القرن الماضي.
نتيجة لهذه الظروف الصعبة، وبسبب مزاجه الخاص، أصبح كثير من الفنانين يتفادونه، الأمر الذي ضيق من هامش علاقاته داخل الوسط الفني المغربي. وفي مقابل ذلك، كان يجد راحته النفسية في تلك الإقامات المتفرقة التي كانت تقوده، من حين لآخر، إلى دير قرية تيومليلين، حيث كان يجد حميميته الخاصة وبعض الدفء الأسري المفتقد. لذلك، لم يتأخر طويلا، قبل يقرر العودة، مرة أخرى، إلى العاصمة الفرنسية باريس، لينْضَمُّ إلى جماعة الفنانين اللا شكليين – les informels، حيث سيشارك، إلى جانب أعضاء هذه الجماعة الطليعية، في أحد معارضها الكبرى، ويقع عليه الاختيار لعرض نماذج من أعماله في معرض متنقل قاده إلى كل من اليابان والمكسيك ثم ألمانيا. وعلى الرغم من أهمية هذه التجربة في صقل موهبة الفنان الغرباوي وتجويد لمسته الفنية، إلا أنه سرعان ما سيضع حدا لها، مفضلا العودة إلى المغرب في سنة 1960.
في نفس السنة، سينظم له رواق فينيز كادر – Venise Cadre في مدينة الدار البيضاء معرضا فنيا حصد خلاله مزيدا من سخط الجمهور على أعماله، بسبب تلك الأسلوبية التجريدية المشكلة من حركية تخطيطية عنيفة، منسابة وحرة، يقوم بتنفيذها باللون الأسود، فوق خلفية بيضاء محايدة، والتي كانت، حتى ذلك الحين، طارئة على ذوق الوسط الثقافي المغربي ولا تروق إلا لفئة ضيقة جدا من النخبة الفرنسية المستقرة آنذاك في مدينة الدار البيضاء.
هذا الرفض القاسي الذي لاقته أعماله، وما رافقها من لامبالاة بل وسخرية وتهكم، وما ترتب عن ذلك من عدم الإقبال على صباغته في سوق المبيعات، وابتعاد كثير من زملائه الفنانين عنه، بسبب مزاجه المتحول وطباعه الخاصة، وبعد فشل محاولته في إقناع فريد بلكاهية الانضمام لهيئة التدريس بمدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء، التي كان قد أصبح مديرا لها، سيجد الغرباوي نفسه عرضة لأزمة نفسية جديدة، جعلته يحن، مرة أخرى، إلى هدوء وأجواء قرية تيومليلين الأثيرة، التي أمضى بها بعض الوقت من سنة 1962، قبل أن ينتهي به المطاف مقيما في غرفة مهجورة، بدون ماء ولا كهرباء، في موقع شالة الأثري في ضاحية الرباط، وهي الفترة التي اعتبرت مرحلة فارقة في مسيرته الفنية، قام خلالها بتجريب مختلف السندات المتاحة لتجويد لمسته التجريدية التخطيطية العنيفة.
على أن نقطة التحول الثانية التي عاشها الغرباوي، كانت في سنة 1969، حين تعرف على الجَمَّاع المغربي المشهور عبد الرحمان السرغيني، الذي وفر له، إلى جانب كل من الفنانين ميلود لبيض وعمر بوركبة، فضاء للإقامة والصباغة داخل فيلته في مدينة الرباط، مقابل التفرغ لإنجاز أعمال كان حريصا على اقتنائها منهم. وفي هذه الإقامة، سينكب الجيلالي الغرباوي على تنفيذ سلسلة من أعمال الغواش – المائية على الورق، اعتبرت محكا حقيقيا طور فيه لمسته الفنية، كما كشف، بالملموس، عن حسه الفني المتفرد، داخل وسط فني مغربي، كان ما يزال يتهيب من الذهاب بعيدا في مجاهل التجريد الذي لا يحفل بالمعجم اللوني.
وبحلول سنة 1971، سينتقل الغرباوي إلى فرنسا، بعدما تلقى دعوة من الناقد الفني الفرنسي بيير كوديبير – Pierre Gaudibert لإقامة معرض استيعادي كبير في متحف الفن الحديث في باريس. وأثناء التحضير لهذه التظاهرة الفنية الكبرى، التي كان يعتبرها معرض حياته، وفي ظروف غامضة جدا، سيتم العثور عليه، صبيحة الثامن من شهر أبريل من نفس السنة، ميتا فوق كرسي بحديقة Champs – de –Mars، بعدما كان قد فشل، يوما قبل ذلك، في مقابلة أحد أصدقائه المغاربة – وكان مسؤولا على فرع إحدى المؤسسات البنكية المغربية في فرنسا – طمعا في إقراضه بعض الفرنكات لتدبر حاجياته اليومية.
اليوم، ماذا بقي من هذا الفنان الإشكالي المرعب، الذي غادر، ذات وقت صعب، سرب مجايليه ليغرد وحيدا، مثل طائر أزرق ناذر، في سماء الفن الواسعة؟ ربما كان الجواب في مجموع الدراسات والأبحاث والكتب التي أنجزت عن شغله، وفي عدد المعارض الموضوعاتية، التي نظمت استعادة لذكراه الطيبة، باعتباره فنانا مغربيا وعالميا فذا. ومما يتفق عليه الجميع أنه بصم، في وقت قصير وفي ظروف غير مواتية، على مسار فني مدهش ومنفرد، بما يلزم من شجاعة ودقة في إبداء الرأي، وجرأة في ركوب رياح المستحيل، وقوة في الأداء المفرد، وجسارة في اقتراح عدد من الأفكار الفنية المغايرة والمبتكرة، في وقت كان فيه غالبية الفنانين المغاربة يعيدون ترتيب تلك الأبجديات الفنية التي تعلموها هنا أو هناك، بما يفرضه هذا التمرين الحذر من تماسك مدرسي، وكياسة في خلخلة هشاشة القواعد الأكاديمية المرعية، مخافة الخروج عن إجماع مدرسي صارم يُكَلِّسُ الروح الفنية الثائرة ويحد من معنوياتها الجامحة.
ربما عاش، هذا اليتيم غريب الأطوار، عزلته المضاعفة، حين كان يعاين كيف تستقبل جمهرة من الأميين من ذوي العماء الفني أعماله الجسورة؛ تلك الأعمال التي كانت تحلق في مجرة أخرى، بعيدا عن كورال التشابه الذي يعيق انفراد الأجنحة… وحين كانت تصله بعض من تلك التعليقات الجانبية الغبية الجارحة، التي كان يطلقها بعض الجهلة، من تحت جلابيبهم، وهم يتندرون على شغله المختلف.. ربما أيضا، لهذا السبب ذهب الباحث الألمعي الراحل عبد الكبير الخطيبي إلى اعتبار ” الغرباوي غريبا عن صخبنا اليومي، وحده حديثه الخجول، غير المكتمل دائما، كان يجسد بعضا من تلك المسافة المتصدعة، قليلة التوازن داخل نشوته المنفصلة “.
ولعل هذا الأمر، هو ما كان قد انتبه إليه الكاتب والشاعر الفرنسي الكبير بيير روستاي – Pierre Roustay (1926 – 2009)، وهو يدنو بحذر شعري شديد من العالم الصباغي للغرباوي، حيث اعتبر إيماءاته الملونة الداكنة تملك، مع ذلك، كما هائلا من الأضواء، التي تهز المادة داخل اللون. كما أن حركيته البوهيمية المفرطة في الانفعالية، النابضة بالحياة، تترجم الجانب الحيوي لديه، وتعكس آلامه الجسدية والعقلية.
ما يؤكد رجحان ووجاهة مختلف هذه الاستنتاجات، وغيرها من الآراء النقدية التي توالت على قراءة صباغته، بعض ما سبق أن عبر عنه الفنان نفسه، في إحدى حواراته لمجلة ” أنفاس ” حين صرح بكونه يسعى إلى الإفلات من أسلوبية ذلك النوع من الاستشراق التصويري الحسي ومن اشتراطات تلك الواقعية الوصفية الباردة، استجابة لرغبته في التميز عن هذا الفن، لما يخفيه من عجز كبير في الاستجابة لطموحه الفني. وفي نفس السياق، اعتبر أن التشكيل هو الجواب الوحيد على كل تساؤلاته، كما أنه السبيل الأوحد الذي يجعله منفتحتا على إبدالات الحداثة المأمولة.
تبقى الإشارة، في الأخير، إلى أن الجيلالي الغرباوي لم يستسلم بسهولة لحالات الاكتئاب الشديدة والقلق المزمن والاضطراب المتواصل والأزمات النفسية العنيفة، التي كانت تتلبسه بين الفينة والأخرى، كما لم يفسح لها المجال لتقف عائقا دون تحقيق رغبته الجامحة في البصم على أسلوبية تصويرية تترجم جيناته الجمالية، وتجسد بعضا من قناعاته الفنية المغايرة. بل، على العكس من ذلك تماما، استطاع أن يستثمر كل هذا الكم الهائل من الكآبة والخسران ويوجههما نحو صياغة جملته الفنية الحرِّيفة، بما تتضمنه من مفردات تشكيلية جديدة، ترجمت حرارة روحه الخلاقة. وقد كانت النتيجة عبارة عن تخطيطات عنيفة وعاصفة في اندفاعية لونية، تحقق ما اعتبره الخطيبي ” تجريدية غنائية “، لا تداري الحقائق الشخصية ل” فنان الحركة ” الأول في المغرب، بقدر ما يقوم بتفكيكها وتقديمها، في شكل لوحات فنية جامحة، طقوسية وسحرية، تنهل من بلاغة المصادفة الواعية بحدودها الارتجالية، في أفق تكريس مجهوده الشخصي المثابر، الذي ظل يسعى، دائما، إلى تحقيق المجاوزة.
وبعد اثنين وعشرين سنة على رحيله، سيتذكر معهد العالم العربي في باريس بالاشتراك مع مؤسسة أونا المغربية، ذلك المعرض الاستيعادي الكبير الذي ظل معلقا في سماء المجهول، حيث ستحرص هاتين الجهتين على تنظيمه في سنة 1993، بما يليق بذكرى فنان عالمي كبير ومختلف كان ولايزال يسمى الجيلالي الغرباوي، ابن جرف الملحة اليتيم.
عزيز أزغاي