الرياضة المدرسية نظام أساس سائد في المجتمعات المتقدمة..
قطعت الرياضة المدرسية مراحل متقدمة استنادا إلى مناهج التدريب والتعليم..
وقد بدأ الاهتمام بها لكونها مظهرا من مظاهر السلوك الحضاري للفرد، وازداد الاهتماـم بها وتعددت خدماتها ومجالاتها، مما زاد في حث المتمدرسين على الاتجاه نحو
ممارسة الرياضة بشتى أنواعها في وقت الفراغ..
وفي وقتنا الحاضر ما فتئ الخبراء والباحثون في ميدان الرياضة وعلم الاجتماع
وغيرهم ، يفيدوننا بأحدث الطرق والمناهج التربوية، مستندين في ذلك إلى جملة من
العلوم والأبحاث الميدانية التي جعلت الفرد الممارس لنشاطاته موضوعا له، وهو
ما يجعل الدول المتقدمة تشهد تطورا مذهلا في مجال الرياضة ..
وبما أن النشاط الرياضي مجال محوري هام في حياة الفرد فهو يشكل مجالا هاما في تربيته، إذ نجد جميع العمليات التربوية والأساليب المستخدمة في تربية هذه الفئة تقوم أساسا على اللعب والنشاط والحركة لأجل إعداده لاحتلال مكانة في العالم الاجتماعي كفرد محترم في حدود قدراته الشخصية ومساعدته على تقوية قدراته البيئية والمادية والمعنوية..
إن الرياضة المدرسية محرك رئيسي لمعرفة مدى تقدم أي بلد في الميدان، وهي تتجه أساسا نحو تلاميذ المدارس والثانويات حيث تعمل على وضع الخطوات الأولى للطفل على الطريق الذي يمكنه من أن يصبح رياضيا في المستقبل متى توفرت الشروط الموضوعية لذلك من تأطير مناسب وكاف وبنيات تحتية ضرورية وتخطيط دقيق ضمن البرنامج الدراسي العام..
الرياضة المدرسية ركيزة أساس يعتمد عليها لتحقيق أهداف تربوية عامة من خلال دروس و أنشطة تكميلية… وهذه التربية الرياضية حلقة من حلقات التكوين العام ذهنيا وبدنيا و هي تعمل على تحقيق النمو الشامل و المتزن للتلميذ..
وقد انتبه المغرب إلى هذه القضية منذ عقود رغم ما كانت تعانيه البنيات المدرسية من خصاص لافت في هذا المنحى، ولعل المسؤولين قد انتبهوا إلى هذا الأمر فقرروا رفع وتيرة هذا الاهتمام باستحداث صيغة وزارية جديدة هي “وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة” في إطار مشروع تنموي أشمل جديد..
ويكمن دور الرياضة المدرسية أساسا في وضع القاعدة الاولى للتلميذ، و الكشف عن المواهب الشابة في مختلف الانشطة الرياضية في سن مبكر، وبالتالي يكون الاعتناء بها و تدعيمها خلال كل مراحل التعليم وذلك وفق تخطيط برامج تدريبية تنافسية وهو ما يسمح لهذه المواهب من رفع مستواها ليتم توجيه افضل البراعم منهم لمواصلة مشوارهم في نواد رياضية متخصصة..
ويمكن حصر فوائد الممارسة الرياضية المدرسية في:
- تحسين الأداء الجسماني للتلميذ..
- اكتسابه المهارات الأساسية..
- زيادة قدراته الجسمانية الطبيعية..
ويسعى البرنامج الرياضي إلى تحقيق جملة من الأهداف هي:
- إمداد التلاميذ بالمهارات الجسمانية المفيدة..
- تحسين النمو الجسماني ..
- المحافظة على اللياقة البدنية..
- القدرة على معرفة الحركات في مختلف المواقف..
- تنمية القدرة على ممارسة التمرينات الرياضية..
- تعليم القيم الاجتماعية المختلفة ، كالتعاون ، التسامح و الروح الرياضية..
- . تحسين و تطوير القدرات الابتكارية..
- اكتشاف و انتقاء المواهب الرياضية..
الرياضة ممارسة ثقافية واجتماعية ذات حمولة تربوية لتحقيق أهداف التكامل والمواطنة والعيش المشترك والتوازن النفسي، وهِيَ بالتالي رافعة تنموية، وتوكيدا على هذا أولى القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بالتربية والتَّكْوين وَالبَحْث العلمي الرياضة المدرسية أهمية خاصة تمثلت في تخصيص مشروع لهذه الغاية، وهو المشروع رقم 11 المتعلق بالارتقاء بالرياضة المَدْرَسِية مِنْ خِلَالِ ثلاثة تدابير رئيسية
تلبي احتياجات فئات مختلفة من الشباب (الفتيات والفتيان) بِمَا فِي ذَلِكَ التلاميذ فِي وضعية إعاقة وَهِيَ:
- إحداث مراكز رياضية للنهوض بالنشاط البدني وخاصة فِي المرحلة الابتدائية..
- إحداث برنامج”دراسة ورياضة” الَّذِي يسمح للنخبة الرياضية بالنجاح فِي مسيرتهم الرياضية والدراسية..
- الارتقاء بأنشطة الجمعية الرياضة المَدْرَسِية(ASS) الَّتِي تهدف إِلَى تطوير الرياضة للجميع..
والحقيقة أن الرياضة المدرسية في بلادنا – رغم بعض المؤشرات الإيجابية- ما زالت تعاني من خصاص مادي وتأطيري وبنيوي هيكلي..