أين كنتَ يا فيروس “كوفيد-19” ؟ و من أين جئتَ ؟ و إلى أين المسير ؟ أمْ هي حالات بين مراحل من مجهول إلى مجهول ؟ حتى إنَّ أغنى الدول التي احتكرت و تحتكر جرعات اللقاح منذ بداية الوباء على حساب الدول الفقيرة تبقى في حالة شرود ؟ فبيانات التطعيم الهامة بين الثروة (الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد) و معدل اللقاح للسكان ، إذا به بون شاسع بين هذه الدول . بينما انتشرت الجرعة الثالثة و الرابعة في الدول الغنية ، و إذ لا يزال إعطاء الجرعة الأولى في مهدها في الدول الأقل ثراءً . – (انظر) في هذه الخريطة التفاعلية ، يمكننا عرض الدول في شكل جغرافي يكون أيضاً في شكل جولة تناسبية مع عدد سكانها ، أوْ حتى في رسم بياني الذي يتعلق بمعدل اللقاح و الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد . – شدَّةُ اللون تشير إلى معدل التطعيم الكامل أوْ الجرعتين . فيبقى الرسم البياني شكلا من أشكال النماذج في العالم ، و التي تلخص الأشياء أكثر تعقيداً ، مما يمكن أنْ تظهره البيانات (إدوارد ماثيو) . – ثمة موْقع يُدْعى “أور وورد داتا” عالمنا في موْقع البيانات ، و قد أصبح مرْجعاً لقياس درجة حرارة “كوفيد-19” ، في مختلف بلدان العالم . وراء هذه الرسومات فريق من اثنين و عشرين متخصصاً منهم الفرنسي “إيدوارد ماثيو” ، الذي يشرح الدوْر المنوط به لجريدة “التحرير”، و حدود نهج الإحصاء في العالم. – هذا الموْقع أضحي ذات شعبية كبيرة مع جائحة “كورونا-فيروس” . فكيف تتميز هذه الشعبية أوْ الشهرة ؟ أولاً ، بحركة مرور منخفضة المستوى و مضاعفة إلى عشرة ، ثم من خلال زيادة قوية في الموارد البشرية . في بداية الجائحة كان عدد وباء المتحورات ستة ، أما الآن وقد أصبح اثنان و عشرون . و لكن الوصول إلى عامة الناس قد غير العمل أيضاً . – في سنة 2019م بدأ ، عالمنا في موْقع البيانات ، في الحصول على سمعة سيئة صغيرة في الأوساط الأكاديمية ، أوْ مع بعض الصحفيين و صناع القرار . – و يخيل إلي اليوم ، أننا (علماء الأوبئة) لم نعد نستطيع بإمكاننا البدْأ من مبدإ ذلك الشخص الذي يقرؤنا ، قد نحذره من قراءة تفسير البيانات ، فعلينا الإجابة على أسئلة أكثر تعقيداً . فمنذ حواليْ العامين ، و أنَّ منظمة الصحة العالمية ، قد أعلنتْ أنَّ جائحة “كوفيد-19” ، هي جائحة عالمية ، فأصبح و أمسى و بات السكان منقسمون للغاية حول نتائج الأزمة الصحية . – وفقا لمسح جديد أجرته “إيبسوس” (شركة المسح الفرنسية الدولية للماركيتينك) في ثلاثين دولة ، خمس و أربعون في المائة من المجموع الذين خضعوا للاستجواب ، يعتقدون أنَّ الفيروس كان مستمرّاً ، و أنَّ الجائحة ستنتهي قريبا ؟ هذا قد يزيد (ارتفاعاً) بمقدار اثنتيْ عشرة نقطة بالنسبة لسنة 2020م ، مما يوحي بأنَّ مواطني العالم يشعرون بأقلّ تهديد في نفس الحقبة من العام الماضي . – كما غيرتْ الدراسة الرأي المتعلق بإدارة الجائحة من طرف الحكومات . – تبقى “زيلاندا الجديدة” و “كندا” هما البلدان اللذان حصلا على أكبر عدد من الآراء الإيجابية ، فيما يتعلق بإدارة أزمات “الفيروس-كورونا” ، فكلاهما بمعدل على مستوى العالم ب 73% ، و تليهما ألمانيا بنسبة 71% ،و مملكة السويد ب 70%. كما أشارتْ إلى ذلك “إيبسوس” ، أنَّ هذه البلدان الأربعة حافظوا على نفس الترتيب ، كما كان ، في سنة 2020م ، على الرغم من أنهم اتبعوا مقاربات مختلفة في أساليبهم لإدارة الجائحة . و قد تطوَّر عدد الأشخاص الذين تمَّ اختبارهم إيجابياً ب “كوفيد-19” ، في جميع أنحاء العالم منذ بداية الجائحة (4/7/2022م) . – ها هنا على الأبواب الموْجة السابعة ، فيجب تجاوز هذه العتبة اليومية ، على مستوى الصحة العمومية . فهي الأولى من مدة ثلاثة أشهر : هي المتحورات الفرعية ل “أوميكرون” 4.AB ” و5 .AB” ، التي هي الآن غالبية السلالات ، مما سببتْ في عوْدة ظهور الوباء . – مشروع ، عالمنا في موْقع البيانات ، لجامعة “أكسفورد” “BIG-AATAAD -بيك داطا” ، خلق أزمة “كوفيد-19” : في كل أنحاء العالم يجد الناس بلدهم هو الأسوأ لإدارة “كوفيد-19” . كيف التعامل مع الوباء ؟ أساسيات التفاهم و التعامل مع أزمة الجائحة التي أخذت أرقاما ( جدَّدَتْ القدُرات لتعزيز إنعاش مستدام ) ، لإعادة تشكيلها في حالتها الأولى و بروسومات البيانات التي تعلق عليها . بقدْر الكثير من الكلمات التطبيقية لأكبر عدد من المعايير ، و معدل التحاليل الإيجابية ، ثمَّ معدل التكاثر و عدد الوفيات . في هذا الكوْن من بيانات الملكة (الحججية) ، موْقع “عالمنا في موقع البيانات” ، الذي أنشأه من قبل “ماكس روزير” ، من داخل جامعة “أكسفورد” ، فرضتْ نفسها كأحد المواقع الرئيسية لمتابعة تطوُر الوضع الصحي في العالم كله . – الفرنسي “”إيدوارد ماثيو” هو الذي يقود فريق مشروع “داتا” . فصحيفة “ليبيراسيون” تعود إلى هذه الأزمة من منظورها و من خلال البيانات . – بقدْر ما تكون الدولة غنية ، بقدْر ما يتمُّ تطعيم سكانها ضد “كوفيد-19” . – فحكام منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا تفاعلوا بسرعة لاحتواء انتشار الفيروس “كوفيد-19” ، من خلال تبني برامج سياسية و مؤسساتية على نطاق واسع لدعم العائلات و الشركات ، بإجراءات صارمة لاحتواء الأزمة ، وقد جعلت من الممكن الحد من مدة الموْجة الأولى ، ليتمَّ رفعها تدريجياً بدْءاً من شهر يونيو 2022م . منذ ذلك الحين أخذ تطوُر الواقع في اتجاهات مختلفة . ثمّ إنَّ دول الخليج العربي قد حدَّدَتْ من انتشار العدْوى إلى حين ، بينما في المنطقة يبدو الوضع الصحي أكثر حساسية بكثير . سوف تكون الأزمة دليلاً حاسماً ، من أجل المرونة الهاشة بها ، إذ يمكن أنْ تؤثر بشكل مأساوي على ازدهارها ، عن طريق التشكيك في استقرارها السياسي إذا تحققتْ و تجسدتْ على اقتصادات سكان منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا (ANEM) . – لعلها تكون حياة بين حياتين ، إذا استطاعت الحكومات الاعتماد على مبادرات سياسية مبتكرة لتعزيز الشمولية و تحسين الحماية الاجتماعية بتوْفير أجندة الإصلاح الهيكلي ، لصالح اقتصاد أكثر انفتاحاً ، مُواتي للقطاع الخاص في إطار أهداف التنمية المستدامة . و يتضمن هذا التحديث أحدث التحليلات على العواقب الاقتصادية و الاجتماعية للأزمة . فضلاً عن عناصر جديدة أيضاً حوْل قدْرة النظم الصحية على الصمود
عبد المجيد الإدريسي