أسرة بوخبزة:
أسرة بوخبزة من الأسر الجبلية التطوانية، وهي عمرانية الأصل، وتنحدر مدشر اغبالو، أحد مداشر ربع وراء الظّهر من قبيلة بني عروس، وقد انتقل منها إلى تطوان سيدي أحمد بوخبزة الذي سكن حومة العيون، إلاّ أنّه عاد إلى بني عروس وتوفّي به.
وقد تحدّث ابن المترجَم له، عميد الأسرة، عالم تطوان الكبير، سيدي محمد بوخبزة في أحد كنانيشه معرّفاً بالأسرة وأعيانها، قائلاً:
(نزحَ جدّ أبي إلى تطوان، وقطنها مدّةً، واشترى بها أملاكاً بحومة العيون، ورحل عنها إلى قبيلته، وهناك ولد جدّي الأستاذ الفقيه العدل، سيدي عبد الله بوخبزة، المشهور بين قدماء عدول تطوان وعلمائها زمن القاضي عزّيمان، وأفيلال… كان هو وأبوه وجدّه إلى ما لا نعلم من المعتنين بعلم التجويد والقراءات، وتحت يدي ممّا بقيَ من كتب التّجويد وشروح الشّاطبية والخرّاز وابن برّي الشّيء الكثير، وجلّها بخطّ أيديهم، وممّن كان في الذروة من الاعتناء بهذا الشّأن، عمّ جدّي الفقيه العلاّمة سيدي الطيّب، ومن آثاره عندي، مصحف شريف بخطّ يده، محشّى عليه بتحقيقات في القراءات السّبع مع رموزها المعروفة عندهم. ومع اعتناء أسلافي رحمهم الله تعالى بالقرآن وعلومه، كانوا قائمين إلى حدٍّ بعيد بفريضة الجهاد، وحسبي أن أسجّل هنا، أنّ هناك ثلاثة منهم استشهدوا في سبيل الله.
أحدهم: سيدي أحمد، قُتل في المعركة ودفن إزاء ضريح سيدي أحمد بن كيران داخل القبّة خارج باب الرّبَض قديماً، والمقابر الآن من تطّاوين.
والآخر: سيدي محمد فيما أعلم، استشهد في المعركة أيضاً، ودُفن قرب النّخلة المشهورة.
والآخر: سيّدي أحمد، أَسرَه الإفرنج، ولم يعثر له على أثر على ما سمعتُ والدي يحكي.
ولد جدّي بالقبيلة [بني عروس]، وللمرّة الثّانية تقدُم أسرتهم تطوان، وتتّخذها سكَناً، ومن ذلك الحين وهذه الأسرة قاطنة بهذه البلدة، معروفة بها، مقصودة من أهلها، ومات جدّ أبي سيّدي أحمد، وخلّف إخواناً ذكوراً وإناثاً، أعلم منهم: السيّد المكّي، والعلمي، ومحمد، وعبدالله (جدّي).
فأمّا المكّي والعلَمي فتعاطيا التّجارة، ونَبُه شأنهما، وتزوّج الأخير من أسَر تطوان العريقة،
أما العلمي فقد تزوج ببنت اقلاينة، وله منها بنتاً هي زوج الشريف الخراز، وابنها هو سيدي أحمد الخراز والد صديقنا الأستاذ عبدالله الخراز.
أمّا المكّي فقد كانت عنده ابنة النّجّار أوّلاً، وكريمة الصفّار ثانياً.
وأمّا محمد فلا أعلم من شأنه شيئاً.
أمّا جدّي، فتعاطى العلم وانتصب في سماط العدول، وكان ملحوظاً من جانب باشوات وقضاة تطوان، لكون السّلطان مولاي الحسن في زيارته التّاريخية لتطوان، سأل عنه وقصده، لما سمع عنه من معرفته بعلم الكيمياء والجداويل….
وبالجملة، فقد توفّي المغفور له –جدّي-، وخلّف من الأولاد: محمد، وأحمد، والأمين، وفاطمة.
أمّا الأمين (المترجَم له)، وهو والدي، فقد توفّي رحمه الله وعفا عنه، ظُهر يوم الأحد الأول من رجب الفرد، عام 1367هـ على ما أظنّ، عن سنّ يناهز السّتّين، بعد أن تقلّب في الوظائف الدّولية والحكومية، فقد كان عدْلاً، وكاتباً، وسكرتيراً، ثمّ نائباً عن الباشا، ثمّ عن القاضي، وهنا توفّي إثر مرض خفيف بعد أن رُشّح للقضاء، فقد كان الحال على وشك الانقلاب الذي شُوهد بعد موته ببضعة أشهر.
ولا حاجة إلى ذكر معرفته وعلمه، فقد كان مشهوراً في الوسَط، يُعدّ من الطّبقة الثّانية، فهو من تلامذة: الزواق، والرهوني، وابن الابّار، والفرطاخ، والمرير، وأفيلال. ولا بأس بالنّسبة لطبقته التي كلّ رأس مالها في العلم بعض المختصر، والتّحفة، والزّقّاقية، والألفية، والعمليّات، وخلّف من الأولاد أربعة: مصطفى، ومحمد (كاتب هذا التعريف)، وعبد الله، وعائشة).
اسمه ونسبه وولادته:
هو الفقيه، العدل الرّضى، المدرّس النّفاعة، الكاتب الخطيب، خليفة الباشا، ثمّ خليفة القاضي القاضي بتطوان، سيدي الأمين بن عبدالله بن أحمد بن الحاج أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن سعيد، بن يحيى بن عبد الله بن يحيى بن سعيد بن يحيى بن سيدي محمد، دفين زاويته بأصيلا. ابن الولي الصالح، سيدي الحاج علي بوخبزة، ابن مولانا الحسن بن محمد بن عمر بن غانم بن سعيد بن مسعود بن عمر ن محمد بن عمران، ابن مولانا إدريس الأنور. بهذا العمود في النسب، حدّث المترجَم له الفقيه الرهوني رحمه الله، وأثبته الأخير في عمدته.
وأمّا والدته: فهي الشريفة للاعشوش بن عبد الوهاب تنتسب لأسرة ابن عبد الوهاب الشريفة النسب. وقد ولد عام 1311هـ/1893م، ببيتهم الشهير بدرب الجعيدي، من حومة العيون، قبالة جامعه المنسوب للولي الصالح، سيدي أبي الحسن علي بن مسعود الجعيدي.
طلبه للعلم بتطوان وشيوخه بها:
طلب الفقيه سيدي الأمين العلم بمسقط رأسه بتطوان، ولم يخرج عنها لا إلى البادية ولا إلى فاس، وقد ساعده على نبوغه في العلم، وذكاه الفطري، وبيئته التي تزخر بأهل العلم، وأسرته الصغيرة التي كان على رأسها والده سيّدي عبد الله، الفقيه العدل، فاكتفى من الغنيمة بالإيّاب كما يقال. وبمسقط رأسه أخذ المبادئ الأوّلية، وحفظ القرآن الكريم، ثمّ أتبعه مباشرة بدراسة (الأوراق)، وهي الدّراسة الثانية التي تؤهّل المتلقّي لتعاطي الشهادة، والإفتاء، والقضاء.. وممن أخذ عنهم في المرحلة الثانية:
الفقيه القاضي، شيخ الجماعة بتطوان، سيدي أحمد الزواقي (وهو عمدته):
درس عليه بالجامع الكبير المختصر الخليلي بشرح الخرشي وبنّاني. والتّلخيص بشرح السّعد. والزّقّاقية، وجمع الجوامع بشرح المحلي، ما عليه من الحواشي المقرّرة، ولازالت نسخته التي درس بها محفوظ بمكتبة ولده الفقيه العالم سيدي محمد بوخبزة رحم الله الجميع، وعليها هوامش بخطّه ينقل فيها تقريرات وتحقيقات شيخه الزّواقي، وقد اطّلعتُ عليها.
الفقيه المؤرّخ، الوزير سيدي أحمد الرهوني:
درس عليه بمسجد العيون التّحفة بشرح التّاودي والتسولي. وصحيح الإمام البخاري. وبالزاوية التجانية: صحيح الإمام البخاري.
وعلى العلاّمة الفقيه المدرّس سيدي محمد ابن الابّار (الكبير).
والفقيه المحدّث، العالم النّحرير سيدي محمد الفرطاخ.
والعالم الفقيه القاضي رئيس الاستيناف الشرعي سيدي محمد المرير.
وعلى العالم الفقيه، وزير العدلية سيدي محمد بن التهامي أفيلال. كلّ هؤلاء درس عليهم العلوم المختلفة المعتادة، من علوم الآلة والشريعة.
وعلى الفقيه العالم الشاعر سيدي محمد البيضاوي الشنقيطي: النحو بألفية ابن مالك مع الاحمرار، وتحفة ابن عاصم.
وقد حدّثني ولَد المترجَم أستاذي وصديقي، العلامة سيدي محمد بوخبزة، أنّ شهرة والده في الوسط العلمي بتحقيقه في النّحو، نالها بملازمة الفقيه الشنقيطي المذكور الذي زار تطوان، فآواه تلميذه سيدي الأمين، وسكن مدّة بجامع العيون، وكانت مناسبة هامّة لأخذ بعض العلوم عليه، فكان الفقيه الشنقيطي يدرّس النحو على طريقة الشناقطة، فكان يدرّس ألفية ابن مالك ممزوجة بنصوص من الاحمرار لابن بونا، والاحمرار من الكتب التي يختصّ بها الشناقطة، وفيه زيادات على ألفية ابن مالك. وقد انتفع جمهور كبير من طلبة العلم آنذاك بعلم الفقيه الشنقيطي طيلة مقامه بينهم بتطوان، قبل أن يرحل إلى البيضاء، ومنها إلى تارودانت حيث توفّي رحمه الله.
وظائفه:
تقلّب في الوظائف الحكومية والدّينية. فقد كان عدْلاً، وكاتباً، وسكرتيراً، ثمّ نائباً عن الباشا، ثمّ عن القاضي، إضافة إلى ممارسته الخطابة بجامع الباشا مدّة مديدة، وهو الجامع الذي كان يؤدّي به سموّ الخليفة صلاة الجمعة رفقة الوفد الحكومي المرافق له، علاوة على ما كان يتميّز به من رخامة الصوت وجماله، وبسبب ذلك كان يقدّم لصلاة التراويح برمضان. وهذه قرارات وزيرية خاصة بتعيينه في المهام المنصوص عليها.
- قرار وزيري بتعيينه معاوناً لكاتب عامل مدينة تطوان عام 1346هـ/1928م، ونصّه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
يعلم من هذا الكتاب الممضى باسمنا بصفة رياسة الوزارة، واعتماد رتبة الصّدارة، أنّنا أذنّا بترشيح الطّالب الأرضى، السيّد الأمين بن عبد الله بوخبزة، معاوناً لكاتب عامل مدينة تطوان، على أن يكون راتبه السنوي 2.400 بسيطة، يأخذ ما ينوبه منه عند انصرام كلّ شهر، وعليه أن يقوم بما رشح له قياماً يؤذن بكفاءته، وينبئ عن مزيد تيقظه ونباهته، والواقف عليه يجري على مقتضاه، ولا يتعدّاه لسواه، والسلام. في 10 شوال عام 1346هـ موافق فاتح أبريل سنة 1928م.
محمد ابن عزوز وفقه الله.
- قرار وزيري بتعيينه في وظيف كاتب باشا تطوان عام: 1350هـ/1932م، ونصّه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
يعلم من هذا الكتاب الممضى باسمنا بصفة رياسة الوزارة، واعتماد رتبة الصّدارة، أنّنا أذنّا بترشيح الفقيه الأرضى، السيّد الأمين بن عبد الله بوخبزة لوظيف كاتب باشا تطوان، براتب سنويّ قدره 3600 بسّيطة إسبانية، تدفع له مشاهرة عند انتهاء كلّ شهر من المبلغ المعيّن في القسم الخامس والباب الثاني والفصل الأوّل من ميزانية المنطقة الجاري العمل بها. فليقم بما طوّقه قياماً يؤذن بنشاطه وحزمه، وينبئ عن مزيد اقتداره وصدق إخلاصه وعزمه، والواقف عليه يجري على مقتضاه، ولا يتعدّاه لسواه. والسلام. وفي 22 شوال عام 1350هـ موافق 1 فاتح مارس سنة 1932م.
أحمد الغنمية لطف الله به.
- قرار وزيري بإذن تعاطي العدالة من الدّرجة الأولى عام 1357هـ/1938م، ونصّه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
يعلم من هذا الكتاب الممضي باسمنا بصفة رياسة الوزارة، واعتماد رتبة الصّدارة، أنّه بعد الاطّلاع على الفقرة الثانية من الظهير الصادر في 7 رجب عام 1354هـ موافق 7 أكتوبر سنة 1935م، المتكفّل بتنظيم خطّة العدالة، والذي ينصّ على مبادئ القيام بها، وبعد الاطّلاع على الإفادة المحرّرة من جانب قاضي النّاحية الجبلية، وعلى إفادة سعادة وزير العدلية، قرّرنا منح الإذن للفقيه السيّد الأمين بن عبد الله بوخبزة لتعاطي خطّة العدالة ملحقاً لمحكمة تطوان، على أن يعتبر من الدّرجة الأولى، ويتعاطى كافّة الشّهادات بدون استثناء، طبقاً لما تقرّر بالفقرة الرابعة من الظهير المشار إليه، والواقف عليه يجري على مقتضاه، ولا يتعدّاه لسواه، والسّلام.
في 4 ربيع الأوّل عام 1357هـ موافق 3 مايو سنة 1938م.
أحمد الغنمية لطف الله به.
- قرار وزيري بترشيحه لوظيفة خليفة باشا تطوان عام 1362هـ/1943م، ونصّه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله
يعلم من هذا الكتاب الممضى باسمنا بصة رياسة الوزارة، واعتماد رتبة الصدارة، أنّنا أذنّا بترشيح الفقيه السيّد الأمين بن عبد الله بوخبزة، لوظيفة خليفة باشا تطوان، مع اعتبار الأقدمية والمفاعيل الإدارية، من فاتح أبريل سنة 1943، فلينهض لما طوّقه نهوض ذوي الحزم والاجتهاد، وليبد من الإخلاص ما يبرهن به عن كمال الاستعداد، والواقف عليه يجري على مقتضاه، ولا يتعدّاه لسواه، والسلام. في 14 ربيع الثاني عام 1362هـ، موافق 20 أبريل سنة 1943م.
أحمد الغنمية
- قرار وزيري بترشيحه لوظيفة خليفة قاضي تطوان عام 1363هـ/1944م، ونصّه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله
يعلم من الكتاب الممضى باسمنا بصفة رياسة وزارة العدلية للحكومة الخليفية، أنّه بناء على ترشيح الفقيه السيّد الأمين بن عبد الله بوخبزة لوظيفة خليفة قاضي تطوان بالمقاطعة الجبلية، بمقتضى الظهير الشّريف الصادر له بتاريخ 8 ربيع 1 النبوي عام 1363هـ موافق 17 أبريل سنة 1944م، وطبقاً لما تتطلبه المادّة 11 من الباب الثالث من قانون موظفي العدالة الشرعية، المصادق عليه بالظهير الشّريف المؤرّخ 13 جمادى الأولى عام 1358هـ، موافق فاتح يليه سنة 1939م، فإنا نعلمه بهذه التسمية وهذا التّرشيح ليشهر عن ساعد الجدّ في القيام بما رشّح له، مستعيناً بالله، ويقدّر لتلك الوظيفة قدرها، ويلاحظ في إجراء عمله شأنها وأمرها، والسلام.
حرر بوزارة العدلية في متمّ شوال عام 1363 موافق 17 أكتوبر سنة 1944.
وزير العدلية: محمد أفيلال لطف الله به
تلاميذه:
درّس الفقيه سيدي الأمين بوخبزة عدداً من الطّلبة الذين كانوا يقصدونه للأخذ عنه، ولم يكن مدرّساً رسمياً، ولا انقطع لهذه المهمّة، وإنّما كان يدرّس تحت طلب الطّلبة، ومن تلاميذه الآخذين عنه:
- الفقيه سيدي محمد بن عبد الصمد التجكاني.
- الفقيه الكاتب سيدي محمد بن عبد السلام الزرهوني.
- ولده العلامة الفقيه الأديب سيدي محمد بوخبزة، الذي يصف درسه فيقول: (قرأتُ على والدي «الأجرّومية» قراءةَ تحقيق وتدقيق، وبدأتُ قراءة «الألفية» عليه إلى أن وصلنا إلى باب الترخيم، فمرض مرض موته، وتوفّي بعد قليل، رحمه الله رحمة واسعة).
عضويته بالجمعية الخيرية الإسلامية:
مُنح الفقيه سيدي الأمين بوخبزة لقب عضو مساعد من طرف الجمعية الخيرية، نظراً لما كان يسدي إليها من خدمات، وما يقدّم لها من مساعدات، وقد تمّ منحه شهادة اعتراف ممهورة بتوقيع رئيسها: السيد عبد الكريم اللّبّادي. وكاتبها العام: السيد التهامي الوزاني عام 1935م.
وهذه رسالة من رئيسها تكشف عن الغرض، وتؤرّخ للحدث، وهذا نصّها:
الحمد لله وحده الجمعية الخيرية الإسلامية التطوانية
تطوان في: فاتح رجب عام 1354هـ موافق 29 سبتمبر سنة 1935م.
حضرة الفاضل المحترم، الفقيه الأمجد الأكرم، الكاتب الأفضل المكرّم، سيّدي الأمين بوخبزة، سلاماً واحتراماً.
تقديراً لعطفكم على هذه الجمعية، واعترافاً منها بالجميل، قرّر مجلسها الإداري في جلسته المنعقدة بتاريخ: 22 جمادى الثانية عامه، موافق 21 سبتمبر سنته، أن يمنح سيادتكم لقب (عضو مساعد)، طبقاً للمادّة التّاسعة والعشرين من القانون الأساسي، نظراً لما قمتم به نحو هذه المؤسسة من المبرّات التي تخلّد اسمكم على صفحات تاريخها، والتي سجّلناها لكم، مع خالص الشكر والامتنان.
وها تصلكم صحبة هذه الرّسالة شهادة اللّقب المذكور الرّسمية لهذه الجمعية، والمظنون أنّكم سوف لا تألون جهداً في تشجيع هذه المؤسّسة البرية، ومساعدتها في كلّ مناسبة.
وختاماً تفضّلوا بقبول فائق احترامات.
رئيس الجمعية: عبد الكريم اللّبّادي
ذريته:
تزوّج الفقيه سيدي الأمين بوخبزة أوّلاً بالشريفة للاطامة بن عبد الوهاب، وخلّف منها ولدان ثمّ طلّقها، ومات عقبه منها. ثمّ تزوّج ثانية بالسيّدة منّانة بنت محمد بن عبد السلام الزكاري، ثيّباً، حيث تزوّجت قبله الحاج محمد بن محمد العلْوي المريبطو، ولها منه عدّة أولاد، توفوا جميعاً.
ولسيدي الأمين من زوجه منانة الزكاري أربعة أبناء، ثلاثة ذكور، وأنثى. أمّا الذكور فهم:
- مصطفى: كان ناسخاً بقسم التوثيق بالمحكمة، وقد تزوّج السيّدة طامة بنت علي الرّيسوني. رحمهما الله. ومن ذرّيتهما: الأستاذ الأمين بوخبزة، وأخوه الدكتور أحمد…
- وعائشة: ربّة بيت، وقد تزوّجت بالسيّد محمد بن الحاج أحمد المريبطو، وقد توفيت منذ ثلاث سنوات. ولها بنين وحفدة.
- محمد (واسطة العقد)، وهو الفقيه الشهير، العالم الكبير، مفخرة تطوان والمغرب، والذي توفّي منذ شهور. وقد تزوّج بالسيّدة الشريفة أنَس بنت شيخ العالم الحاج محمد بن عبد الصمد التجكاني، حفظها الله، وبارك فيها، ومتّعها بالصّحة والعافية. وله منها ولدان وبنتان، أمّا الولدان فهما الأستاذان الفاضلان، السيّد أويس (كاتب وشاعر)، والمعافى (يشغل منصب المحاماة بمدينة تطوان)، وأمّا البنتان فكلتاهما تزوج وأنجب، حفظ الله الجميع.
- وعبد الله: وهو أصغر الأبناء، وقد تزوّج السيّدة آمنة بنت أحمد البقالي، ولم يرزقا بولد، وقد توفيا معاً رحمهما الله.
وفاته ومقبره:
توفّي الفقيه العدل، سيدي الأمين بوخبزة بعد عمر قضاه في تدريس العلم، والوظيف المخزني، يوم الأحد فاتح رجب الفرد عام 1367هـ موافق ل 10 ماي 1948م. ودفن بحوش أسرة الزكاري بمقبرة للاّرقية حيث زوجه وأبناؤه. رحمه الله رحمة واسعة، وأمطر عليه شآبيب رحمته، ورحم من تبعه من ذرّيّته، وسائر موتى المسلمين.
وللمعلومة التّاريخية، فالحوش الذي دفن به سيدي الأمين المترجم له، وابنه الفقيه سيدي محمد بوخبزة، هو حوش أسرة الزكاري (أصهاره)، والمترجم له أوّل واحد من أفراد أسرة بوخبزة يدفن به، إذ حوش بوخبزة تمّ نبشه وتسويته في أوائل الأربعينات من أجل وضع مصلى الجنائز بمدخل المقابر العمومية.