ازدان صالون الفن المعاصر ب” مول طنجة ” “mall de Tanger” بمدينة طنجة يوم الخميس ثاني عشر مايو/أيار 2022، بمعرض فني جماعي متميز ،احتضن المعرض خمسة وعشرون فنانا من داخل المغرب وخارجه،تحت إشراف السيد “نويي يان مييط” “noé mal mallet” صاحب “رواق 35 ماتس الأزرق” “atelier 35 Blue matisse” بمدينة طنجة.وسيضل المعرض مشرعا دراعيه لزواره إلى غاية 22 ماي 2022.
تميز المعرض بتنوع الفنانين وجنسياتهم وبتنوع أعمالهم وتعدد مشاربهم،كل اشتغل على اللوحة بطريقته الخاصة وإبداعه الفرادي المتميز فكان ثمار ذلك إبداعا متنوعا ورونقا إبداعيا تجانس فيه الفنان مع عمله .
كما تميز هذا المعرض كذلك بمكان عرضه وموقعه اذ تم العرض في “مركز تجاري” “mall de Tanger” امتزج فيه الفن مع الديكورات وباقي المنتوجات وهي فكرة معاصرة جديدة غير متداولة كثيرا بالمغرب بصفة عامة وبطنجة بصفة خاصة،كما كان لها الفضل في تكسير الحواجز بين الفنان والمتلقي و تقريب الفن لجميع شرائح المجتمع، ذلك أنها جعلت الإنسان العادي ينفتح على عالم الفن الذي أصبح مفروضا عليه في كل مكان.
وفي هذا الجو الفني الصاخب تألقت الفنانة التشكيلية سوسن المليحي بأعمالها المتميزة،وأفرغت مافي جعبلتها من غور الفن التشكيلي وخباياه ،ففجرت طاقتها الفنية بإبداعاتها التشكيلية التي أضفت على رواقها جمالية خاصة و أسلوب عرض متميز.
وهذا ليس غريبا على فنانة ولدت بمدينة الفنون أصيلة و تنتمي لعائلة فنية محضة فنهلت من ينبوع الفن التشكيلي ألا وهو عائلتها آل المليحي المعهود بتاريخ فني ،كما رضعت الفن من ورشات مرسم قصر الثقافة في مدينتنا أصيلة مع كبار فناني العالم،كما أنها سقلت موهبتها أكا ديميا بدراستها بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتطوان.
شاركت الفنانة سوسن المليحي في هذا المعرض بلوحات تشكيلية مختلفة الشكل والمضمون،وأعمال تركيبية راقية المستوى كما تميزت بأسلوب عرض متفرد، إذ عرضت اللوحات التشكيلية على الحائط كما هو معهود فيما المجسمات على أرضية المعرض بطريقة تركيبية منظمة، مما أعطى جمالية خاصة وأسلوب هندسي متميز، شاركت فيه جدران الرواق مع أرضيته فتلاعبت معه النظرة البصرية بين الأفق والأسفل في ربط بين اللوحة والمنشأة في محاولة إيجاد مربط الفرس بينهما،إنه أسلوب هندسي فني محنك،كما أن ترتيب المكعبات وتنظيمها على الأرض أعطى وحدة فنية متلاحمة الشكل مما أدى إلى شكل تريكبي معاصر فرض نفسه داخل الفضاء.
كانت لوحات الفنانة موسومة بأسلوبها الخاص وبلمستها الأنثوية المتفردة المصبوغة بالصوف المختلفة الألوان،وبالورق الطبيعي الشفاف الذي تعيد الفنانة تدويرها مع تلوينه أحيانا بألوان زاهية لافتة للنظر،مبهجة تغذي العين كما تغذي القلب و تشعر المشاهد بالفرحة والسرور منذ الوهلة الأولى قبل قراءتها واستنباط دلالتها،كما تشتغل الفنانة في هذه اللوحات على الحظ حيث تلقي الصباغة على اللوحة بحركة عفوية حرة معبرة بذلك على كيفية تصريف الطاقة الحركية بتلقائية وحرية مجردة من الضغوطات والقيود التي تكبل حياة الإنسان، وتمنعه من التقدم والسير إلى الأمام ،كما أنها تبحث في لوحاتها عن كيفية السيطرة عن الحظ الذي لا يمكن السيطرة عليه إلا إذا تركت الأمور للقدر ها وعفويتها دون ضغظ ودون تكلف،حينها يأتيك الحظ متدنيا. فكانت لوحاتها نافذة إلىى عمق المتلقي ،وخارقة لوجدانه وعقله
كما شاركت الفنانة سوسن التشكيلية سوسن المليحي بخمسة عشر مجسما زجاجيا شفافا،من مقاس 35سم حيث اشتغلت على المكعب الزجاجي المفتوح من ضلعه الأفقي،مفرغة الماء لمنتصفه، واضعة بداخله الصوف المختلفة الألوان لتصير مبللة، حتى تعبر عن المرأة وبراءتها وأحاسيسها الجياشة،فأصابت الفنانة بهذا المشروع التركيبي الإختراعي في جعلها المكعب الزجاجي كناية عن المرأة القابلة الانكسار والصوف المبللة كناية عن أحاسسها الدافئة التي بردت في الماديات،والصنعة.
هذا العمل التركيبي الفرادي و الغريب أضفى على الفضاء رونقا فراديا مبهرا للعين ،نافذا للقلب،مما يدل على ان الفنانة
ترصد إلى تصوير الواقع بطريقة مبتسمة ومبتهجة ،تحمل في طياتها شعائر مجللة بالحب والمصداقية والشفافية .
لقي المعرض إعجاب جمهور الفن التشكيلي وشخصيات وازنة من أهل الفن والثقافة حيث عبر الكاتب والناقد الدكتور عبد اللطيف شهبون على أن لوحات الفنانة التشكيلية سوسن المليحي بأنها ذات جمالية عاليةمستوى راق جدا،كما تفاعل المتلقي كثيرا مع المجسمات التكعيبية الزجاجية الشفافة ، كفكرة ووحدة فنية حديثة لافثة الإنتباه ،خارقة للعمق الحسي،ونافذة للمنبع الوجداني للمشاهد.
إنه باكورة عمل فني ومجهود إبداعي وممارسة فعلية تتفاعل مع الفنان وتفعل فيه ،إنه تفاعل الفنان مع الريشة والتقنية نظرية وممارسة داخل نسيجه الفني بشكل متقن فهما وإدراكا وإتقانا.
فنئ بنا عن النمطية وكسر قيود الشكل واللون إلى السير نحو خطابا جماليا بصريا بأبعاد تمنح المتلقي مساحة أوسع في قرائته للإبداع المجسد أمامه.
بهذه الأنشطة الثقافية الفنية التي تعتمد على الجوانب الجمالية والأخلاقية والنفسية والإاجتماعية الإقتصادية يمكن خلق الجمهور الذواق وتنمية الرؤى الجمالية والمعرفية للمشاهد في شكل دائرة تستوعب الإبداعات والرؤى والألوان الفنية اللامحدودة.
ضم معرض “صالون الفن المعاصر” “salon arte contemporain” أعمال فنانات و فنانين من المغرب وخارجه،وذلك بأعمال كل من:Herche BICHET، Emmanuel DÉLAMOU،NYM،رضوان الغواة ،مريم محيمو ،سوسن المليحي،سناء الغواة، منية الدادي، حكيم غيلان،عبد الرحيم أغديش،عز الدين الدكاري،مريم تكاديرت،يسمين أيت غرو،يونس أيت الحاج،أمال الشريف،عبد اللطيف المهدي،عبد النبي سروخ،هناء الورديغي،لمياء طهور،طارق فيطح،إسير عبد الرحمان، عواطف الدوكتير،حديمان محسن، جيهان يماس ، هشام المنصور،عبد السلام بوزرهون،فاطمة الراضي سامية السنوسي.
شروق المليحي