بناية أخرى نعود إليها و العود أحمد ، وهي الكائنة بطريق الرباط المحاذية لدرب حجرة الموقف وتحتاج فقط لبعض الترميم و الإصلاح اللازم ، لأنها أيلة للسقوط ومهترئة لتعود لنشاطاتها ومعارضها الجيدة للصناعات التقليدية ، وهي البناية التي كانت مخصصة لمدة طويلة لهذه المعارض طول السنة ولبعض الأنشطة و الندوات و المحاضرات الثقافية أحيانا أخرى و المهرجانات ، و خاصة وأن قطاع الصناعة التقليدية يلعب دورا كبيرا في التماسك الاجتماعي ،و التنمية المجالية ، كما أن تطوير هذا القطاع و تشجيعه من طرف الدولة أكثر فأكثر يبرهن كذلك على أهميته اللازمة في المنظومة الاجتماعية ووالاقتصادية ، وأهميته الكبرى والقصوى في التظاهرات المحلية ، و أحيانا كثيرة في الوطنية و الدولية التي تنظمها وزارة السياحة و الصناعة التقليدية و النقل الجوي و الاقتصاد الاجتماعي ، والتي تلعب دورا رئيسيا ورائدا على المستوى الخارجي من خلال عرض المنتوجات التي تبدعها أنامل الصناعة و الصانعات عبر هاته المدينة وعبر ربوع المملكة المغربية .
وهذا المجهود الذي كان من طرف الصناع التقليديين بمدينة القصر الكبير المجيدة والعريقة كان يؤكد على تظافر الجهود للمؤسسة التابعة لهذا القطاع والتي تعمل في انتقائية وتناغم بهذف تلميع صورة هاته المدينة والتعريف بما تزخر به من تراث حضاري مادي و لا مادي و ما يتم إنتاجه من منتوجات لصناع و صانعات هاته المدينة التاريخية و المنسية من بعض المسؤولين بوطننا العزيز ، وذلك بغرض تثمين هذا المنتوج و تسويقه لساكنة هاته المدينة و غيرها و فق معايير تتسم بالجودة ، والترويج لها سياحيا وصناعيا .
وهذا كان له الأثر الإيجابي من قبل في زيارته من طرف مواطني هذه المنطقة و المدن المجاورة لها …
لذلك فقد راج خلال المدة الأخيرة أن الوزارة المذكورة ستقوم بترميم و إصلاح هاته المؤسسة لهذه المدينة الوطنية الغيورة على بلدنا مند القدم كباقي المدن الأثرية و الحضارية بالمغرب ، كما أن هذه البناية ( أي المجمع المذكور ) ستضيف لها طبقات أخرى قصد توسيعها بعدما تم تحفيظها من طرف المحافظة العقارية بعد لأي و إلحاح و لمدة طويلة من طرف الوزارة المذكورة . وقد استبشر سكان هاته المدينة الغيورة على وحدة هذا الوطن و تقدمه الشامل . لهذه الالتفاتة من طرف السيدة المحترمة نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة و الصناعة التقليدية و النقل الجوي و الاقتصاد الاجتماعي، وعلى هذه البشرى والتي يتمنى الجميع أن تتحقق قريبا حتى تعود هاته البناية إلى عملها من من جديد تحت حلة ممتازة و قشيبة و بناءات جيدة ورائقة تسر الناظرين و الصناع المذكورين … لتؤدي دورها التنموي الذي تفتقر إليه هاته المدينة الغالية و في قطاعات أخرى عديدة بحول الله و قوته … هذا ، و لابد من الإشارة كذلك بهذه المناسبة إلى (( قاعة العلم )) بالقصر الكبير المعلمة الأخرى المعرضة للضياع مند سنوات وسنوات عديدة وقد أشرت إليها في جريدة ” الشمال 2000 ” الصامدة و العتيدة بالعدد الأسبوعي رقم : 737 ليوم الثلاثاء 17 إلى 23 يونيو 2014 بالصفحة 13 لأن هاته التحفة أصبحت معرضة للزوال بسبب الإهمال و مرتعا للمشردين و غيرهم ، و أشير كذلك إلى جزء صغير ذكرته في المقال المذكور من جديد ( وهناك أحد المآثر الأخرى ، الهامة و التي كانت تحفة معمارية للعين و للنقش و الزخرفة الأندلسية بمدينة غرناطة العريقة ، تلك هي بناية ( صالة بنديرا SALABANDERA ) ( أي قاعة العلم ) كما كانت تسمى في أيام الحماية و توجد بالمعسكر القديم ( المحلة ) ،الإسباني ، أيام الاستعمار الغاشم ” ( الذي توجد به الآن مدارس و بنايات و مؤسسات ) ( ودور أخرى ) _ هذا المعسكر كان أساسيا للإسبان بشمال المغرب ، و مركزيا و يوجد به جنود ( و ضباط ) كثيرون ، وهذه ( الصالة ) و هي عبارة عن مقر رئيسي للمعسكر ، و بعدما كانت نموذجا حيا و ذا نقش أندلسي ر فيع مثل النقوش الأندلسية البديعة التي توجد بقصور في مدن تاريخية كتطوان و فاس و مراكش و مكناس ( و غيرها من المدن المغربية الأخرى ) ، و بعدما استغلت بنايات و مساحات أخرى بهذا المعسكر للرياضة بأنواعها ( المختلفة ) من قبل بعد الاستقلال في الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي و بعدما أصبحت متداعية ( أكثر فأكثر ) للسقوط ، ورحلت عنها هذه التفتيشية ( مند مدة طويلة ) إلى بناية أخرى ، و حديقتها ظلت عبارة عن مقر للسكارى و المشردين و المشردين المتسكعين دون ترميم أو عناية تذكر ، و على الرغم من أن لجنة من وزارة الثقافة كانت قد زارت هذه المعلمة التاريخية مند سنوات خلت للعناية بها والحفاظ عليها فلم يتم إصلاح و ترميم البقية الباقية فيها ، وقد كانت من قبل بأسودها الرخامية المشيدة في نافورتين و التي كان يخرج من أفواهها ماء ( زلا لا ) وبها منظر رائع ، كمنظر الضراغم و السباع التي كانت بقصر الحمراء بغرناطة أيام ازدهار الأندلس خلال القرون الثمانية لمقام المسلمين و العرب بالجنة الدنيوية المفقودة .
وعليه يتساءل كثير من المهتمين و المثقفين والمولعين بالمأثر التاريخية ( وإلى الأن ) هل ستنقد هذه التحفة و المعلمة من طرف كل المسؤولين المعنيين و الغيورين على هذه المدينة التاريخية ( و التراث الحضاري ) أم ستبقى ذكرى هذه المعلمة المنسية في الذاكرة فقط ، لمثيلاتها من معالم و مأثر القصر الكبير المهمشة و التي ضاعت رغم النداءات و المقالات العديدة الصادرة من إعلاميي و مبدعي وأدباء هذه المدينة .
إلى أن ذكرت : ( و هكذا يتساءل السكان عن مصير هذا القصر الجميل و المعلمة التاريخية المتبقية من معالم هذا المعسكر القديم و بناءاته الأخرى الضائعة … و غيرها من المآثر الدالة و الهامة و عن مصيرها الذي آلت إليه … فهل ستلقى هذه التساؤلات أذانا صاغية لتحمي هذه الآثار من طرف وزارة الشؤون الثقافية …. أو من مجلس جهة طنجة – تطوان (الحسيمة) أو وكالة تنمية الأقاليم الشمالية ( التي لم يعد لها أثرا ) أو من له غيرة على مثل هاته المآثر الوطنية النادرة و التي تحافظ على مثيلاتها الأمم العريقة و الأصيلة ، ذلك لأنها تشكل جزءا هاما من تراث الأمة و شاهدا دالا و حيا على مجدها و حضارتها المشعة في الآفاق ، و التي تميزها عن باقي الأمم الأخرى أم ستضيع كما ضاعت مآثر خالدة بمدينتنا الغالية ) ص 13 من نفس مقالي بالجريدة الآنفة الذكر….
وللذكر كذلك فخلال السنة الماضية بمناسبة إحدى الأنشطة الجمعوية طالبت مرة أخرى في تدخل شفوي لي بدار الثقافة للمرحوم و الشاعر الكبير و الرائد و من رواد الشعر المغربي الحديث من محمد الخمار الكنوني بأنه لا بد من التعجيل لترميم من جديد معالم (قاعة العلم) المذكورة حتى لا تضيع معالمها و أثارها من الوجود و التمست ذلك من المسؤولين المعنيين بالأمر كلهم و من المجلس الجماعي الحالي، و لما صعد إلى منصة دار الثقافة هاته في حينها السيد: الحاج محمد السيمو رئيس المجلس البلدي لهذه المدينة المهمشة حيث قال بدوره شفاهيا: بأن هذا المجلس في القريب العاجل سيرمم هاته المعلمة التاريخية الهامة و يهتم بها بالقصر الكبير لكي لا تضيع و ستعود من جديد بحول الله في حلة جديدة و ممتازة للغاية لأنها مقررة في برنامج هذا المجلس الجماعي لمدينتنا هاته – ( برجالاتها و أبنائها و بناتها الغيورين عليها و على هذا الوطن الحبيب ….)
و نتمنى من أعماقنا و جوارحنا مع ساكنة هذه المدينة أن يتحقق هذا المطلب قريبا جدا مع مطلب و استعطاف لترميم و إصلاح المجمع الخاص بالمعارض المتواصلة للصناعات التقليدية لهاته المدينة حتى تعود بالخير العميم على الصناع و على القصر الكبير بالأنشطة الثقافية و الإبداعية من جديد كسابق عهدها بفضل بعض المسؤولين و خاصة تحت ظل و حماية و رعاية حامينا و موحدنا و باني المغرب الحديث جلالة المفدى و المحبوب محمد السادس حفظه الله و متعه بالصحة و العافية و أطال الله عمره.
عبد القادر أحمد بن قدور