ومما تقتضي الإشارة إليه أيضا أن بعض النبويات المعينية خلت تماما من القسم الذاتي، فتجد الشاعر يبدأها مباشرة بمديح النبي ﷺ والثناء عليه وذكر خصاله الطيبة من دون استهلال ولا استفتاح، إلا أن هذا النمط جاء قليلا، وتمظهر في نتف أو قطع لم تتجاوز أحد عشر بيتا في حدها الأقصى.
ومن نماذج هذه المديحيات البتراء قول الشيخ ماء العينين (ت1328ه/1910م) في مطلع قصيدته هذه التي تتألف من سبعة أبيات فقط:
مُحَمَّدُنَا الماحِي لَكَ اللَّهُ عَظّمَا | مَقَاماً وَقَدْراً فِي البَرَايَا وَكَرَّما | |
عَلَيْكَ صَلاَتِي وَالسَّلاَمِ بِمِثْلِ مَا | إِلَهِي قَدْ صَلَّى عَلَيْكَ وَسَلَّمَا[1] |
ومن ذلك أيضا قول الشاعر ما العينين مُحَمْدِ بن الشيخ أحمد الهيبة (ت1405هـ/1985م)[2] في هذين البيتين من نبوية تتألف في مجملها من عشرة أبيات فقط:
أَلاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُكَ زَائِرًا | لِتَقْضِيَ حَوْجَائِي مَدَى العُسْرِ وَاليُسْرِ | ||
فَأَنْتَ الَّذِي لَوْلاَكَ مَا كَانَ كَائِنٌ | مِنَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَفِي البَرِّ وَالبَحْرِ[3] |
رغم أننا لم نقف صراحة على مناسبة القصيدة، يمكن أن نستشف من خلال مضمونها أن الشاعر مُحَمْدِ كان يسعى بشدة لالتماس جاه النبي ﷺ من أجل قضاء مآربه وتحصيل الرزق الحلال والبركة في العمر، كما لو أنه أحس بانفراط عقد حياته، أو أنه كان يعاني من مرض ما، ولذلك جاءت نبويته مباشرة استغنى فيها عن القسم الذاتي.
د ــــ أن النبويات المعينية لم تكن في غالبيتها من إنتاج فردي، بل تم نظم بعضها خلال مساجلات إخوانية جمعت أبناء الأسرة المعينية وبعضا من مريدي طريقتهم وزاويتهم؛ فنظموا قصائد مشتركة في مديح خير البرية ﷺ ومن ذلك مثلا تلك المساجلة التي جمعت بين ماء العينين الشيخ مربيه ربه (ت1361ه/1942م) وماء العينين الشيخ محمد الإمام (ت1389ه/1970م) وماء العينين الشيخ الجيه (ت1361هـ/1942م) وماء العينين يَحَجْبُ بن خَطْرِ (ت1403هـ/1983م) وماء العينين بن الطالب إبراهيم (ت1352هـ/1934م) وغيرهم. وسنقتصر منها على هذه الأبيات فحسب:
قال الشيخ محمد الإمام:
هُوَ البَدْرُ فِي كٌلِّ أَفْعَالِهِ | وَبَحْرُ العُلُومِ الوَسَاعُ العَمْيقْ | |
بِهِ أَوْدَعَ اللَّهُ مِنْ سِرِّهِ | حَقَائِقَ عَنْهَا الصُّدُورُ تَضِيقْ[4] |
ثم قال الشيخ مربيه ربه:
بِمَوْلِدِهِ فَضُلَتْ مَكَّةٌ | وَبِالمومِنِينَ رَؤُوفٌ شَفِيقْ | |
وَطَابَتْ بِهِجْرَتِهِ طَيْبَةٌ | وَنِعْمَ الرَّفِيقُ وَذَاكَ العَتِيقْ[5] |
إنها مساجلات تؤكد لنا القيمة التي استحقها المديح النبوي عند الأسرة المعينية، كما توضح لنا بجلاء قدرة شعرائها على النظم في كل وقت وحين، وتظهر قوة ملكاتهم ومدى تفتق قرائحهم الشعرية.
ه ــــ أن المولديات المعينية وهي تلك القصائد التي قيلت خصيصا للاحتفاء بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف جاءت هي الأخرى قليلة بالمقارنة مع بقية النبويات التي قيلت من دون مناسبة؛ حيث وقفنا على أربع مولديات فقط من بين واحد وأربعين قصيدة اشتغلنا بها هنا، ما يمكن أن يدلل على أن غالبية المعينيين من الشعراء يرون بأن مديح النبي ﷺ لا يمكن أن يرتبط بمناسبة دون أخرى، أو أن يتم استحضار سيرته ﷺ في بعض المناسبات فقط، وإنما يدخل عندهم في باب الحب الخالص والأوراد اليومية التي دأبوا على ترديدها بكرة وأصيلا؛ تلك التي تعتبر فُرصة للتنافس في إبداع وتدبيج قصائد خالدة تستحضر مقامه ﷺ وتُعدِّد معجزاته ومُناسبةً لطلب شفاعته وعونه يوم يُبعثون.
أضف إلى ذلك أن هذه المولديات ــــ على قلتها ــــ لم تأت مكتملة الأركان. صحيح أنها مولديات لأنها قيلت أو نُظمت في ذكرى مولده ﷺ إلا أنها جاءت خالية مما يسمى بالمدح السياسي أو المدح السلطاني حيث إنها لم تُلق في حضرة السلطان أو من يقوم مقامه؛ وهو الذي كان يقف وراء الاحتفاء بهذه الليلة المباركة كما هو متداول معروف في تاريخ المولديات بالمغرب. ومن غير المستبعد أن يكون السبب في ذلك عائدا إلى تاريخ إنشائها، فقد نُظمت ثلاثة منها على التوالي أعوام 1340ه/1922م و1342هـ/1924م و1346ه/1928م، بينما الرابعة والخامسة لم نقف على تاريخيهما[6] وهذه السنوات كما هو معلوم تشير إلى فترة حالكة من تاريخ المغرب الحديث؛ تمكنت فيها السلطات الاستعمارية من بسط سيطرتها على كافة مناطق البلاد وعزلت شماله عن جنوبه وشرقه عن غربه، ولم يتمكن خلالها أعلام الحركة العلمية بالساقية الحمراء ووادي الذهب من ملاقاة إخوانهم والتواصل معهم في بقية مدن وبلدات المغرب.
ويمكن في هذا السياق أن نستثني قصيدة واحدة للشاعر ماء العينين بن العتيق (ت 1376ه/1957م) قالها في حضرة السلطان محمد بن يوسف في مسجده الخاص بدار المخزن عام 1356ه/1937م، وهي أيضا في نظرنا لا تدخل في باب المدائح النبوية، ولا حتى في خانة المولديات؛ بقدر ما تدخل في باب مدح السلطان وتهنئته بذكرى المولد النبوي الشريف؛ فقد جعلها صاحبها في أربعة وثلاثين بيتا، ولم يخصص منها سوى خمسة أبيات لليلة المولد النبوي؛ حلّت هذه الأبيات الخمسة بعد اثنين وعشرين بيتا في مدح السلطان، وهي بذلك ــــ أي القصيدة ــــ قد خالفت المنهج العام للمولديات الذي ينبني على ثلاثة أقسام رئيسة هي المقدمة والمديح النبوي والمدح السياسي. وابن العتيق نفسه يؤكد ذلك في تمهيده لها وذكر مناسبتها؛ إذ يقول: « … فلما كان قبل طلوع الفجر بقليل، ختموا المجلس بقصائد من إنشاء بعض أولئك الأجلة في مديح مولانا السلطان وتهنئته بعيد المولد الشريف، وما تفرق النادي حتى صلوا الصبح بمحضر من السلطان، وكنتُ ممن أنشأ تلك الليلة قصيدة في مدح مولانا السلطان وتهنئته بالعيد المولدي »[7]
ولا بأس أن ندرج هنا هذه الأبيات الخمسة:
فَاهْنَأْ بِهَا مِنْ لَيْلَةٍ سَرَّتْ بَشَا | ئِرُهَا بِجَدِّكَ وَاسْتَنَارَ ظَلاَمُهَا | |
هِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ المِلاَدِيِّ الَّتِي | عَمَّ البَرِيَّةَ خَيْرُهَا وَسَلاَمُهَا | |
هَلْ فِي اللَّيَالِي مَا يُوَازِي لَيْلَةً | عَنْ طَلْعَةِ المخْتَارِ زِيحَ لِثَامُهَا | |
مِنْ حُبِّهِ بَالَغْتُ فِي تَعْظِيمِهَا | أَوَ لَيْسَ مِنْ تَعْظِيمِهِ إِعْظَامُهَا | |
أَحْبِبْ بِهَا مِنْ مِدْحَةٍ نَبَوِيَّةٍ | بَاتَتْ تُدَارُ بِمُنْتَدَاكَ مُدَامُهَا[8] |
المحور الرابع ــــ مضامين ودلالات القصيدة النبوية المعينية:
من ناحية المضمون تعتبر المديحيات المعينية بحقٍّ سيرة نبوية شعرية شاملة، تستعرض مختلف مراحل حياته ﷺ؛ إنها أشجار وارفة طيبة، يستظل بظلها ويتنسم بأريجها مُنشئها ومنشدها وحافظها والمصغي إليها والمشتغل بها على السواء، الذين ما إن يهزوا بجذعها حتى تساقط عليهم رطبا جنيا. ولعلم اليقين فبمدارسة المديح النبوي تُروى القلوب وتشنف الأسماع وتنشرح الصدور ويسلو الحزين ويفرح.
ترد إذن في النبويات المعينية عدة مضامين من أبرزها ( ميلاده ﷺ، الإشارة إلى أسمائه وصفاته وخصاله ﷺ، طلب شفاعته والدعاء والتوسل بجاهه ﷺ، ذكر معجزاته ﷺ، التشوق إلى زيارة مدينته المنورة، غزواته ﷺ، خلفاؤه الراشدون وصحابته رضي الله عنهم، مؤاخاته ﷺ بين المهاجرين والأنصار، حوداث ووقائع رافقت حياته وبعثته ﷺ … ) غير أننا سنركز هنا على بعضها فقط:
أولا ــ حب النبي ﷺ والحث على مديحه:
لقد عبر المعينيون من الشعراء عن تفانيهم في حب النبي ﷺ وحب آل بيته الطيبين الطاهرين وعن تشوفهم الدائم إلى زيارة مدينته المنورة وروضته الشريفة. وإن من أبرز تجليات هذا العشق الأزلي إفصاحهم عن عدم قدرتهم على الصبر عن النبي ﷺ وفي ذلك يقول الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين (ت 1361ه/1942م):
فَيُحْمَدُ مِنَّا الصَّبْرُ إِلاَّ عَنِ النَّبِي | وَعَنْهُ انْعِدَامُ الصَّبْرِ يَسْتَوْجِبُ الشُّكْرَا[9] |
يا الله؛ فشاعرنا يعتبر أن عدم القدرة على الصبر عن حب النبي ﷺ ومديحه ومدارسة سيرته العطرة نعمة من الله جلّ وعلا تستوجب الثناء والشكر، فأكرم بها من نعمة وحبذا.
فَنِعْمَةُ اللَّهِ بِالهَادِي الشَّفِيعِ عَلَى | عَبِيدِهِ نِعْمَةٌ عَلْيَاءُ فَيْحَاءُ | |
فَأَشْكُرُ اللَّهَ حَيْثُ اللَّهُ مَنَّ بِهِ | شُكْراً يَطِيبُ بِهِ صُبْحٌ وَإِمْسَاءُ [10] |
ومن ذلك أيضا دعوتهم إلى الميل والجنوح عن كل ملذات الدنيا ومغريات الحياة إلى ذكر الحبيب ﷺ والجميل في هذا الأمر أنه تم الإخبار عنه من خلال أبيات التخلص أو الخروج، فجاء حقا تخلصا يتألف من وجهين؛ تخلص فني من القسم الذاتي، وتخلص روحي من الأدران وطوائف الشيطان، فنصبح أمام سلوك واقعي يربط المشتاق بالمشتاق إليه، عليه أغلى الصلاة وأزكى السلام.
ومن أمثلة ذلك قول الشاعر ماء العينين بن العتيق (ت 1376ه/1957م):
بَرْحُ الصَّبَابَةِ لَيْسَ مِنْهُ تَخَلُّصٌ | إِلاَّ إِلَى مَدْحِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ | |
تِلْكَ السَّبِيلُ إِذَا انْتَهَجْتَ سَوَاءَهَا | مَا إِنْ يَرُوقُكَ مَذْهَبٌ إِلاَّ هِي[11] |
ومن ذلك قول الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين (ت 1337ه/ 1919م)[12]:
وَقَدْ شَاقَنِي ذِكْرُ الحَبِيبِ مُحَمَّدِ | إِذَا اشْتَاقَ أَقْوَامٌ إِلَى الدَّلِّ وَالخَفَرْ | |
وَقَدْ شَاقَنِي لأْلاَءُ ذِكْرِ حَدِيثِهِ | إِذَا اشْتَاقَ قَوْمٌ للِثُّغُورِ وَللأُشَرْ | |
وَإِنْ سَمَرُوا فِي أُنْسِهِمْ وَحَدِيثِهِمْ | فَسِيرَتُهُ عِنْدِي التَّحَدُّثُ وَالسَّمَرْ[13] |
ومن تجليات هذا العشق أيضا؛ تفضيلهم لليلة المولد النبوي الشريف على ليلة القدر؛
فِي لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ خَيْرُ وَلَدِ |
مَوْلِدُهُ سُمِّيَ يَوْمَ الأَحَدِ |
وَعِنْدَنَا أَفْضَلُ لَيْلِ الموْلِدِ |
مِنْ لَيْلَةِ القَدْرِ بِخَيْرِ وَلَدِ [14] |
ثانيا ــ ذكر ميلاده ﷺ وما رافقه من علامات وبشائر:
تشترك النبويات المعينية بوجه عام في الحديث عن ميلاده ﷺ، إلا أنها تتباين في النهج أو الأسلوب الذي اعتمدته كل نبوية على حدة، فمنها التي وصف فيها ناظمها ليلة المولد النبوي وصفا عاما وكيف أنها غيرت وجه العالم وحملت معها البشرى لسائر الخلق والأنام.
يقول الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين (ت 1389ه/1970م):
أَيَا لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ حُقَّ لَكِ الفَخْرُ | بِمَوْلِدِ مَنْ يَعْنُو لِطَلْعَتِهِ البَدْرُ [15] |
ويقول الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين (ت 1337ه/ 1919م):
وَيَا لَيْلَةَ المِيلاَدِ يَا خَيْرَ لَيْلَةٍ | بِكِ ازْدَانَتِ بِكِ الدِّينُ قَدْ زَهَرْ | |
تَحَلَّيْتِ بِالموْلُودِ فِيكِ وَحُلِّيَتْ | جُيُودُ اللَّيَالِي مِنْ حُلِيِّكِ بِالنَّضِرْ | |
وَأَنْتَ يَا رَبِيعِي يَا رَبِيعُ وَمَرْتَعِي | بِمَوْلُودِكَ الأَسْمَى اسْتَدَامَ لَنَا البُشَرْ[16] |
ومنها الذي فصّل في ذلك تفصيلا دقيقا؛ فذكر الولادة والختان وقطع السرة والرضاعة، وغير ذلك مما يرتبط بهذا الحدث السعيد.
فَمَا اعْتَرَى أُمَّهُ مَغْصٌ وَلاَ وَحَمٌ | وَأَوْلَدَتْهُ نَقِيًّا بَعْدَ تِسْعَتِهِ | |
وَسُرَّ مُخْتَتِناً لِلَّهِ مُخْتَتِنٌ | مِنْ غَيْرِ مُوسَى تَوَلَّى قَطْعَ سُرَّتِهِ | |
وَشَبَّ شَهْراً شَبَابَ العَامِ إِنَّ لَهُ | رِزْقاً مِنَ اللَّهِ يَجْرِي غَيْرَ دِرَّتِهِ | |
أَمْسَتْ حَلِيمَةُ مَلأَى ثَدْيِهَا غَدَقٌ | وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ دَرٌّ قَبْلَ رضْعَتِهِ[17] |
ثم إنها تشترك في ذكر ما رافق حدث الولادة من علامات ومعجزات بغية التأكيد على صدق نبوته ﷺ ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ذكر علامة تداعي إيوان كسرى وخبو نار فارس، يقول الشاعر ماء العينين بن العتيق (ت 1376ه/1957م):
فَمَاذَا أَحَسَّتْ نَارُ فَارِسَ إِذْ خَبَتْ | وَغَارَتْ سَواَقِيهَا وَخَرَّ مَشِيدُهَا[18] |
ثالثا ـ ذكر معجزاته ﷺ:
حيث تم التطرق لدى جل الشعراء المعينيين إلى مختلف المعجزات التي ذكرتها لنا بالتفصيل أمهات كتب السيرة النبوية الشريفة، فلا تخلو نبوية معينية منها. وسأكتفي هنا بالإشارة إلى معجزة الإسراء والمعراج وما واكبها من حوادث من خلال أبيات للشيخ مربيه ربه.
مِنَ البَيْتِ للأَقْصَى تَمَطَّى بُرَاقَهُ | وَمِنْ ثَمَّ فِي المِعْرَاجِ للسِّدْرَةِ ارْتَقَى | |
وَفِي الرَّفْرَفِ العَالِي مِنَ السِّدْرَةِ انْتَهَى | إِلَى قَابَ قَوْسَيْ قُرْبِهِ جَلَّ مُرْتَقَى[19] |
ومنه أيضا الإشارة إلى تصديق أبي بكر الصديق رضي الله عنه لمعجزة الإسراء والمعراج، وكذا الإشارة إلى الصلوات التي فرضت فيها، وكانت خمسين صلاة قبل أن تخفف إلى خمس.
مَا ثَمَّ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ مُنْفَرِداً | وَمِعْرَجُ الرُّوحِ تَمَّ عِنْدَ سِدْرَتِهِ | |
لَمَّا تَوَحَّشَ زَجَّ اللَّهُ صَوْتَ أَبِي | بَكْرٍ فَكَانَ بِهِ إِينَاسُ وَحْشَتِهِ | |
أَوْحَى إِلَيْهِ الَّذِي أَوْحَاهُ وَافْتُرِضَتْ | خَمْسُونَ خَفَّفَهَا أَثْنَاءَ عَوْدَتِهِ[20] |
رابعا ـ العجز:
نقصد بالعجز هنا إجماع الشعراء المعينيين شأنهم في ذلك شأن كافة الشعراء المسلمين الذين مدحوا النبي الكريم ﷺ على عدم قدرتهم على الإحاطة بمدائحه أو معجزاته أو صفاته عليه أغلى الصلاة وأزكى السلام، وقد جاءت الأبيات التي عبرت عن هذا المعطى من الناحية الفنية في غاية الجلال والجمال، وتمكنت من تحقيق مقصدها واستيفاء المراد منها.
فالشاعر مُحَمْدِ بن الشيخ أحمد الهيبة (ت 1405ه/1985م) يؤكد أن عدّ مدائحه ﷺ من الأمور التي تُعيي وتؤود المفكر / المبدع، حتى وإن أطال فكره وأمعن نظره.
وَإِذَا أَرَادَ الفِكْرُ عَدَّ مَدِيحِهِ | أَعْيَا المفَكِّرَ مَدْحُهُ أَنْ يُعْدِدِ | |
لَكِنَّنِي مُسْتَخْدَمٌ لِمَدِيحِهِ | أَرْجُو صَلاَحَ الدِّينِ لاَ بِتَرَدُّدِ[21] |
وهي أيضا من الأمور التي تدخل في باب الادعاء والكذب الصريح البواح.
وَمَنْ يَدَّعِي مِنْ مَادِحٍ حَصْرَ مَدْحِهِ | فَبِالصُّقَرْ امْتَازَ ادِّعَاءً وَبِالبُقَرْ[22] |
فهل بعد ثناء الله عليه ﷺ ثناء؟ هل بعد تزكية الله له ﷺ رفعةٌ وبأواءُ؟ زكاه ربه من فوق سبع سماوات (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم) [ القلم: 4] وأسند إليه جلّ وعلا اسمين من أسمائه الحسنى (بِالمومِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيم) [ التوبة: 129]
أَبَعْدَ ثَنَاءِ اللَّهِ مَدْحٌ وَرِفْعَةٌ | وَفَخْرٌ وَتَفْضِيلٌ لِخَلْقٍ مِنَ البَشَرْ[23] |
يتساءل الشاعر الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين (ت 1337ه/ 1919م).
ودائما مع الشيخ أحمد الهيبة رجل الأدب والجهاد؛ الذي يقر ويعترف بعجزه وقصوره عن مديحه ﷺ وإن أتى بأبلغ نبوية، مؤكدا بأن من يسعى في ذلك فقد جنى الخسارة ليس إلا.
وَمَا مَادِحٌ يَوْماً بِأَبْلَغِ مِدْحَةٍ | تَطَاوَلَ إِلاَّ عَنْ مَدَائِحِهِ قَصَرْ | |
أُقِرُّ بِأَنِّي عَاجِزٌ عَنْ مَدِيحِهِ | وَمَنْ سَامَهُ حَصْراً فَقَدْ رَبِحَ الخَسَرْ[24] |
ومثله قول الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين (ت 1361ه/1942م):
لَعَمْرُكَ مَا أَثْنَى عَلَيْهِ مُبَالِغٌ | بِأَوْفَى الثَّنَا إِلاَّ انْثَنَى كَالمقَصِّرِ[25] |
وها هو الشيخ ماء العينين الأكبر الأشهر (ت 1328ه/1910م) يجلي هذا القصور ويبينه ذاكرا بعض أسمائه ﷺ، وكما هو معلوم لدى العرب والمسلمين فتعدد أسماء المسمى من رفعته وشرفه:
بِأَيِّ جِهَاتِ المدْحِ أَمْدَحُ أَحْمَدَا | وَسَمَّاهُ رَبِّي اللّهُ ذَا وَمُحَمَّدَا | |
وَلَوْ أَنَّ كُلَّ الكَوْنِ أَلْسِنَةٌ بَدَا | وَأَثْنَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ لَمْ يُحْصَ مَحْمَدَا[26] |
والأجمل من ذلك والأبهى أن يتم اعتبار هذا العجز مدحا في حد ذاته، إنه تعبير أسمى وأرقى عن حب المعينيين للنبي الكريم ﷺ، وما في ذلك شك.
كَذَلِكَ العَجْزُ عَنْ إِدْرَاكِ مَدْحِ رَسُو | لِ اللَّهِ مَدْحٌ وَمَا فِي ذَاكَ إِشْرَاكُ[27] |
المحور الخامس ــــ نفي ” الغلو ” عن النبويات المعينية:
من الواضح بأن موقف بعض علماء الفقه الإسلامي من ظاهرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هو الذي جعلهم يسمون المديحيات النبوية بكونها تحفل وتتأسس على حضور ظاهرة ” الغلو “، فما المقصود أولا بالغلو في المديح النبوي؟
الغلو في اللغة كما هو متداول، من غلا، يغلو، غلوا، نقول: غلا فلان في الأمر بمعنى جاوز الحد وأفرط فيه، فهو غال والجمع غلاة. وغلا في الدين بمعنى تشدّد وتصلّب.
أما الغلو حسب من يدعي حضوره من هؤلاء العلماء، فيتجلى من خلال مظهرين اثنين؛
أولهما: تلك القصائد التي قلّ فيها مديح النبي ﷺ في مقابل مدح آل بيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه تأييدا لحقهم في الخلافة[28] وهذا الأمر كما هو بيّن لا وجود له بتاتا عند الشعراء المعينيين، بقدر ما نجده عند شعراء الشيعة أمثال الكميت بن زيد الأسدي (ت 126هـ) ويمكن العودة إلى ديوانه ” هاشميات الكميت ” الذي نظمه تأييدا لحق الهاشميين في الخلافة، ودفاعا عن مشروعهم السياسي في مواجهة خصومهم من الجماعات والمذاهب الأخرى أمويين وخوارج …
ثانيهما: تلك النبويات التي سعت إلى رفع النبي ﷺ فوق مقامه البشري وفوق منزلة النبوة وإضفاء بعض الصفات الربانية عليه، ثم سؤاله من دون الله عز وجل. وهو الأمر الذي انتشر وساد حسب القائلين به بانتشار التصوف في العالم الإسلامي ابتداء من القرن السابع الهجري، وبصفة خاصة مع بردة الإمام البوصيري (ت696هـ/1295م)[29]
فإذا كان الوجه الأول من الغلو غائبا عند المعينيين ـــ كما أسلفنا ـــ ؛ فإن الوجه الثاني مردود عليه في بعض مظاهره، وقد جاء الرد بأسلوب شعري متين معجز من الناحيتين الفنية الأدبية والشرعية؛
وَيَكْفِيهِ تَنْزِيلُ الكِتَابِ بِمَدْحِهِ | وَأَوْصَافُهُ اللَّائِي بِسَالِفِ صُحْفِهِ | |
وَإِنِّي عَلَى اسْتِحْيَا تَطَفَّلْتُ بِالَّذِي | قَدَرْتُ عَلَيْهِ مِنْ مَحَاسِنِ وَصْفِهِ[30] |
فَأين هو هذا الغلو؟! والشاعر يؤكد بأن مدحه إنما هو تطفل وعجز أمام وصف الله له ﷺ بالرؤوف الرحيم. ألم يسند الله عز وجل إلى نبيه الكريم هذين الوصفين أو الاسمين الربانيين (بِالمومِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيم) [ التوبة: 129] ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً للْعَالَمِينَ ) [ الأنبياء: 106]
وليس عندي أجمل من رد الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين عمّن يسم بالغلو قصائد المديح النبوي بصفة عامة والنبويات المعينية على وجه الخصوص؛ فشاعرنا بعد أن جال وصال في مختلف الأغراض الشعرية؛ أُلقيت بفضل من الله وحكمةٍ عصا تَسياره وآب واستقرت به داره في غرض المديح النبوي، سائلا ومتسائلا مع زمرة المدّاحين كيف تخشى الغلو يمنعك من مدح الحبيب ﷺ؟ إنه التفريط والتقصير لا محالة وإن ظن المادح أنه بالغ في شعره.
هُنَاكَ عَصَا التَّسْيَارِ فِي المدْحِ أُلْقِيَتْ | فَلَيْسَ مِنْ وَرَاءِ اللَّهِ مِنْ مُتَحَكِّمِ | |
وَقَدْ حَكَمَ اللَّهُ العَظِيمُ بِفَضْلِهِ | عَلَى كُلِّ خَلْقٍ مُجْمَلٍ وَمُقَسَّمِ | |
أَتَخْشَى غُلُوَّ المدْحِ يَثْنِيكَ وَاسْمُهُ | تَقَارَنَ بِاسْمِ اللَّهِ كَبِّرْ وَأَنْعِمِ | |
نَعَمْ، نِعْمَ ذَا يَا حَبَّذَا وَخِصَالُهُ | بِهَا نَزَلَتْ آيُ الكِتَابِ المعَظَّمِ | |
فَلَسْتَ سِوَى التَّقْصِيرِ تَخْشَى بِهِ وَلَوْ | تَغَالَيْتَ فِي نَثْرٍ وَفِي مُتَنَظِّمِ[31] |
ويقول ماء العينين بن العتيق محددا بالضبط ماهية ” الغلو ” الذي ينبغي تركه وتفاديه؛
غُلُوُّ النَّصَارَى فِي المسِيحِ ضَلاَلَةٌ | فَذَرْهَا، وَقُلْ مَا فِي عُلاَهُ تَشَاؤُهُ[32] |
ففي قوله إشارة إلى ما جاء في صحيح البخاري من أن النبي ﷺ قال « لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ فإنما أنا عبده، فقولوا عبدُ الله ورسوله »[33] أي لا تمدحوني بالباطل ولا تُفرطوا في مدحي.
فالنصارى تجاوزوا الحدّ في مدح عيسى بن مريم عليه السلام حتى جعلوه إلها يعبدونه كما يعبدون الله فهذا هو الغلو المنهي عنه، فقالوا ابن الله ونحو ذلك مما هو شرك صريح كما في الآيتين الكريمتين ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) [المائدة 74] ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنِ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ) [المائدة 75]
فشاعرنا على دراية تامة بالذي قد يوصله إلى الغلو، شأنه في ذلك شأن كافة شعراء المنطقة المدّاحين الذين كانوا علماء مُشاركين جمعوا بين العلم والأدب والفقه، فعرفوا ما لهم وما عليهم، ولهذا لم يكونوا أهل غلو وإفراط، ولا أهل تقصير وجفاء، ولهذا أيضا ـــ كما قلنا سالفا ـــ فقد أفحمت النبويات المعينية من يسمها بالغلو من عدة نواح، من الناحية الأدبية والفنية ومن الناحية الجمالية، بله عنك الناحية الشرعية.
على سبيل الختم:
نستخلص مما سبق أن النبويات المعينية شكلت لونا شعريا متميزا، أثبت ذاته في سياق التأريخ للحركة الأدبية والفكرية التي عرفتها المنطقة إبّان القرنين الثالث عشر والرابع عشر هجريين، وهي النبويات التي جاءت متميزة على عدة مستويات بنية وأساليب وموضوعات، وأكدت ارتباط المعينيين كغيرهم من الشعراء الصحراويين بتراثهم الديني، وجلّت تعبيرهم عن عشقهم الأبدي للنبي الكريم ﷺ وتشوفهم الدائم إلى زيارة روضته الشريفة.
إنه العشق الذي لم يختزله المعينيون في الشعر فقط؛ بل عبّروا عنه، فأبدعوا كعادتهم وأمتعوا من خلال أجناس أدبية أخرى من أبرزها أدب الرحلة الحجازية.
وختاما ليست هذه الورقة البحثية سوى محاولة أولية، تطمح إلى أن ترسم بعض الخطوط والملامح في الأدب المعيني الذي لا يزال في حاجة ماسة إلى مزيد من الجمع والتحقيق والدراسة والطبع والنشر؛ خصوصا أن الكثير منه لا يزال في وضعه المخطوط، شأنه في ذلك شأن أدب وثقافة المنطقة بصفة عامة.
والله من وراء القصد، وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- المصادر والمراجع:
أولا: الكتب المطبوعة:
- البخاري، محمد بن إسماعيل، الجامع الصحيح للبخاري من رواية أبي ذر الهُروي، تقديم وتحقيق وتعليق عبد القادر شيبة الحمد، الطبعة 1، 1429 هـ/2008م، الجزء 2.
- الجراري، عباس. الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء الطبعة الثانية 1402هـ/1982م، الجزء الأول.
- الجراري، عباس. شعر الصحراء، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير مطبعة المعارف الجديدة، الرباط
- جماعة من المؤلفين، حقوق النبي ﷺ بين الإجلال والإخلال، كتاب البيان ” سلسلة تصدر عن مجلة البيان السعودية ” 1422ه/2001م.
- السوسي، محمد المختار. سوس العالمة، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر والتوزيع، ط 2 1414هـ/1984م.
- السوسي، محمد المختار. المعسول، مطبعة النجاح الدار البيضاء، الجزء السادس، 1382/1962م.
- الشنقيطي، أحمد بن الأمين. الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، والكلام على تلك البلاد تحديدا وتخطيطا وعاداتهم وأخلاقهم وما يتعلق بذلك، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، الطبعة 6، 1429هـ/2008 م.
- ابن الشمس، أحمد. النفحة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية، جزآن، مطبعة الجمالية، مصر، الطبعة الأولى، 1330 هـ.
- الظريف، محمد. الحياة الأدبية في زاوية الشيخ ماء العينين، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، مطبعة بني إزناسن، سلا، الطبعة 1، 2003.
- الشيخ ماء العينين، محمد المصطفى. مبصر التشوف على منتخب التصوف، تحقيق: الظريف محمد وعيناق محمد، منشورات الرابطة المحمدية للعلماء، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط 1، د ت.
- ماء العينين، بن العتيق. الرحلة المعينية، تحقيق: الظريف محمد، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، ط 1، 1998.
- المقري، أحمد بن محمد. فتح المتعال في مدح النعال، تحقيق أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان، 2006.
- بن الشيخ مامينا، الطالب أخيار. الشيخ ماء العينين: علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية، مطبعة المعارف الجديدة، ط 2، الرباط 2011، جزآن.
- اليعقوبي سيدي محمد ولد بزيد، مُعجم المؤلفين في القطر الشنقيطي، مؤسسة سعيدان للطباعة والنشر، تونس، 1996.
ثانيا: الدواوين الشعرية:
- الشيخ ماء العينين، محمد المصطفى. الديوان، تحقيق: بسام محمد بارود، إصدارات الساحة الخزرجية، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008م.
- ماء العينين، مُحَمْدِ بن الشيخ أحمد الهيبة. الديوان، جمع وتحقيق وتقديم ماء العينين النعمة علي منشورات جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة 1 1431هـ/2010م.
- الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين، الديوان، جمع وتحقيق ودراسة: ماء العينين العالية، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، رقم 17، مطبعة بني إزناسن، سلا، ط 1، 2004.
- الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، جمع وتحقيق وتقديم ماء العينين النعمة علي. منشورات وزارة الثقافة، دار المناهل، الرباط 2007، جزآن.
- ماء العينين، بن العتيق. الديوان، جمع وتحقيق وتقديم محمد الظريف، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، رقم 18، مطبعة بني إزناسن، سلا، الطبعة 1، 2004.
ثالثا: البحوث الجامعية:
- أعلام الحركة الأدبية والفكرية في الصحراء المغربية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين أطروحة لنيل الدكتوراة الوطنية في الآداب، تخصص النص الأدبي العربي القديم، إعداد: مرزوك، سمير، تحت إشراف د. عبد الله المرابط الترغي، وعبد اللطيف شهبون، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تطوان، 2015، القسم الأول.
- الشعر العربي في الصحراء المغربية: جذوره التاريخية، ظواهره وقضاياه، أطروحة لنيل دكتوراة الدولة في الأدب، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، إعداد: مفدي، أحمد، إشراف: د. عباس الجراري، السنة الجامعية: 1989 ـــ 1990 الجزآن الثاني والثالث.
- ديوان في مدح الشيخ ماء العينين، رسالة لنيل دبلوم السلك الثالث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط، تحقيق: محمد الأمين خليفة، إشراف: د. أحمد شوقي بنبين، السنة الجامعية 1993 ـــ 1994، جزآن.
رابعا: الدوريات:
- مجلة ” دعوة الحق ” السنة 22، عدد 3، رجب 1401هـ/ ماي 1981م.
[1] الشيخ ماء العينين، محمد المصطفى، الديوان، م س، ص 126.
[2] هو ماء العينين، مُحَمْدِ بن الشيخ أحمد الهيبة؛ العالم العلاّمة والأديب والشاعر المجيد، ولد بالسمارة عام 1326ه/1908م. من مؤلفاته ” إفادة المريد لسلوك طريق التصوف الرشيد ” عرض فيه لعلم التصوف وطرقه وأركانه وأهميته في حياة المسلم. توفي في كلميم باب الصحراء عام 1405هـ/1985م.
[3] ماء العينين، مُحَمْدِ بن الشيخ أحمد الهيبة. الديوان، جمع وتحقيق وتقديم ماء العينين النعمة علي، منشورات جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة 1، 1431هـ/2010م، ص 111.
[4] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين. الديوان، جمع وتحقيق وتقديم ماء العينين النعمة علي. منشورات وزارة الثقافة، دار المناهل، الرباط 2007، الجزء الثاني ص 460.
[5] نفسه، ص 460.
[6] المولديات الثلاثة للشاعر الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، أنظرها في ديوانه، القسم الأول، م س، ص 139 و 213 و 286، بينما الرابعة عبارة عن قطعة من خمسة أبيات للشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين، راجع ديوانه، م س، ص 183، والخامسة للشيخ ماء العينين، أنظر ديوانه م س، ص 127 ـــ 128.
[7] بن العتيق، ماء العينين. الرحلة المعينية، تحقيق: الظريف محمد، منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، ط 1، 1998، ص 218.
[8] بن العتيق، ماء العينين. الرحلة المعينية، م س، ص 219 ــــ 220. الديوان، م س، ص 359.
[9] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الأول، م س، ص 143.
[10] نفسه، ص 143.
[11] بن العتيق، ماء العينين، الديوان، م س، ص 517.
[12] هو الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين، رجل الأدب والجهاد والعلاّمة الدّرّاكة، ولد عام (1294ه/1875م) من مؤلفاته ” سراج الظلم فيما يجب للمعلم والمتعلم ” توفي ودفن بأكردوس نواحي تزنيت وتافراوت عام (1337ه/1919م).
[13] بن العتيق، ماء العينين. الرحلة المعينية، م س، ص 158 ــــ 159.
[14] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الأول، م س، ص 292 ( القصيدة من مشطور الرجز ) وللاستزادة من موضوع المفاضلة بين ليلة المولد و ليلة القدر يرجى العودة إلى كتاب ” جنى الجنتين في شرف الليلتين: ليلة القدر وليلة المولد ” وهناك من سماه ” جنى الجنتين في التفضيل بين الليلتين: ليلة القدر وليلة المولد ” للإمام الحافظ الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني المريني (ت 781 هـ).
[15] الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين، م س، ص 183.
[16] بن العتيق، ماء العينين، الرحلة المعينية، م س، ص 160.
[17] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الأول، م س، ص 217 .
[18] بن العتيق، ماء العينين، الديوان، م س، ص 128.
[19] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الثاني، م س، ص 444 .
[20] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الأول، م س، ص 218.
[21] ماء العينين. محمد بن الشيخ أحمد الهيبة، الديوان، م س، ص 88.
[22] نقلا عن بن العتيق، ماء العينين، الرحلة المعينية، م س، ص 161.
[23] بن العتيق، ماء العينين، الرحلة المعينية، م س، ص 162.
[24] نفسه، ص 176.
[25] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الأول، م س، ص 353 .
[26] الشيخ ماء العينين، محمد المصطفى، الديوان، م س، ص 126.
[27] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الثاني، م س، ص 468.
[28] جماعة من المؤلفين، حقوق النبي ﷺ بين الإجلال والإخلال، كتاب البيان ” سلسلة تصدر عن مجلة البيان السعودية ” 1422ه/2001م، ص 174.
[29] نفسه، ص 176.
[30] الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين، الديوان، م س، ص 210.
[31] الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين، الديوان، الجزء الثاني، م س، ص 545.
[32] بن العتيق، ماء العينين، الديوان، م س، ص 450.
[33] محمد بن إسماعيل، البخاري، الجامع الصحيح للبخاري من رواية أبي ذر الهُروي، تقديم وتحقيق وتعليق عبد القادر شيبة الحمد، الطبعة الأولى 1429 هـ/2008م، الجزء الثاني، كتاب الحدود، باب قول الله عز وجل ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنَ اَهْلِهَا ) رقم الحديث 3329، ص 309.
د. سمير مرزوك