احتفل العالم، يوم الثلاثاء 8 مارس الجاري، بعيد المرأة وهي مناسبة يتم الاحتفال بها، سنويا، منذ أكثر من قرن وتشكل رمزا للكفاح النسوي ضد أشكال الميز وانعدام المساواة…
والحق أقول أن الاحتفال بهذا اليوم أمرجد هام، إذ يعتبر احتفالا بالنصف الثاني للمجتمع…
والمرأة، عموما، هي الأم الغالية.. هي الأخت العزيزة.. هي الإبنة “الدلوعة” مهما كبرت..
هي القريبة والجارة والزميلة..
والمناسبة هاته فرصة كذلك للتحسيس بقيمة المرأة وحقها في حياة كريمة، تتمتع فيها بحقوقها كاملة.
وتخليدا لليوم العالمي للمرأة، جرت العادة أن تنظم مجموعة من الإدارات والمؤسسات، بما فيها بعض الوزارات لقاءات تكريمية على شرف نساء كل قطاع على حدة في أوقات، تتزامن وهذا اليوم العالمي…
ويتم الحرص على أن يخلد هذا اليوم، تحت شعارات عدة، حتى يتم تسليط الضوء على الدور الوازن الذي تلعبه المرأة في شتى المجالات، وكذا إبراز مشاركتها الفعالة والناجعة في تحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنشدها جل القطاعات. كما يتم تكريم مجموعة من النساء المتميزات على مستوى مختلف مواقعهن، عربونا على مجهوداتهن المتواصلة ومسارهن المهني، الحافل بالعطاء والتضحية ونكران الذات، فضلا عن أنه يتم اغتنام المناسبة ذاتها، لتنظيم معارض لمنتوجات حرفية ومجالية، مثلا، لعدد من التعاونيات والجمعيات والصانعات الفرادى اللواتي راكمن خبرة وتجربة طويلة في مجالات إنتاج وتحويل وتثمين المنتجات المحلية…
ولعل خير مثال في الحديث عن المرأة ووصفها، ما قاله أحد الحكماء: “إنّ تلك المرأة التي تقوم على هزّ السّرير لأطفالها صغارًا، هي ذاتها القادرة على أن تهزّ العالم، لأنّها المصنع الأوّل للقادة، حيث تزداد معها صلابة الرّجال وتصميمهم على بلوغ الأهداف”.
لكن مع الأسف، يبقى هذا الاحتفال شكليا، فقط، في ظل مجتمعات لازالت غارقة في الجهل والأمية، بعيدة عن استيعاب الدروس والعبر.
ويكفي ما يقع في 8 مارس بالضبط، من سلوكات دنيئة وتصرفات منحطة، تستهدف المرأة، حيث تطرد من بيت الزوجية وتهان وسط الجيران.. تطعن بواسطة السلاح الأبيض في الشارع العام…
تغتصب، بدون وازع أخلاقي، في واضحة النهار.. فماذا أصاب المجتمع ؟
محمد إمغران