…و مضيتُ أتخطىَّ المختبرات العالمية حتى انتهيتُ إلى رباعية اللقاحات : الأمريكية “موديرنا” و”فايزر” ، بالتحالف مع “بيوتيك” الألمانية ، ثمَّ “سينوفاك” و “سينوفارم” الصينيتين ، و “أسترازينيكا” لجامعة أكسفورد البريطانية .
– فإذا بيَ ألمح بالنزر و ببعض ما أعرف عن رباعية اللقاحات ، ناهيك عن “اسبوتنيك 5” الروسية ، و “بهارات-بيوتيكنولوجي”الهندية ثمَّ ثلاثة عشر آخرين مترشحات لهذا السباق في تحديات اقتصادية هائلة ، و قد وصلن إلى المرحلة الأخيرة من المختبرات السريرية .
– كان الحكم دائما على خطر الجائحة ، بعدد الوفيات التي يسببها الوباء مثل الزكام الإسباني ، الذي خلف بين 20 و 50 مليون من الموْتى حسب معهد باستور ، وربما بعد إعادة بعض عمليات التقييم الأخيرة ، اتضح أنها تراوحت بين 5،2% إلى 5% من سكان العالم . مع “كوفيذ-19” يتمُّ التقييم باستخدام الإيجابيات بدون أعراض “أسانتوماتيك” ، لمحاولة جعل الأمر في غاية الخطورة . يجب أن يؤخذ “كوفيذ-19” على محمل الجدّ . في بحث يوازن هذا الأمر ، فقد تصبح فيتامين “د” أفضل حليف لنا ضدّ “كورونا-فيروس”؟ مجموعة من الباحثين يحاولون الإجابة عن هذا السؤال ، في دراسة لمعرفة العلاقة بين أشكال الحالات الخطيرة ل”كوفيذ-19” و نقص في فيتامين “د”. في دراسة أخرى أجريتْ بمركز المستشفى الجامعي بأنجيرس ، و نُشرتْ في الدورية العلمية للمغذيات (التي توَفرُ الكالوريات و الطاقة للمحافظة على وظائف الجسم ) ، أظهرت على وجه الخصوص أنَّ فيتامين “د” قد يكون لها آثار مفيدة على صحة كبار السنّ . لتؤكد ذلك استطلاعات أخرى أنكلوساكسونية ، نُشرتْ في الأسابيع الماضية . هل هذه بمحض الصدفة أم سبب حقيقي من شأنه أنْ يجعل المرضى أكثر ضعفاً للفيروس؟ مصادر الفيتامين “د” ، شعاع الشمس ، و في الأسماك الذهنية ، و في البيض و المنتجات الغذائية ، و كلها تساعد على جهاز المناعة . الهرمون هذا من نوع المنشط (فئة الدهون) المعروف عنه أنه يُصلح العظام بالكلسيوم ، و الدفاع عن خطر هشاشة العظام (مرض العمود الفقري) . لكن الأبحاث في العشرين الأعوام الأخيرة قد أثبتتْ أنه يعمل أيضاً على وظيفة المناعة و تكاثر الخلايا في العضلات و في الدماغ . لدى الإنسان أجهزة في جميع أعضاء الجسم لاستقبال فيتامين “د” . و هذه الجُزَيء (سيلول) يمكنه تحسين نظام جسم الإنسان بأكمله . كما أنَّ لها تأثير على تقاطعات الخلية ، و التي تلعب دوراً في إقحام الفيروس داخل جسم الإنسان . ليشرح ذلك “هوف بوسط بريجيت حوسان” ، طبيب و مشارك في تأليف كتاب “فيتامين – د – طريقة الاستعمال” . – خط الدفاع الأوَّل ضدَّ العوامل المُعديَة التي تحيط بالإنسان هو تعزيز المناعة لديه . و قد قارن الباحثون المرضى الذين نجوا من “كوفيذ-19” ، و الذين قضوا من جرَّاء الجائحة . هؤلاء ظهرتْ عليهم التهابات غير متناسبة ، و قد تكون مرتبطة بالوفاة . هذه النتيجة لم تمنع استكمال أبحاث أخرى ، و مواصلتها بالأدوية المضادة للفيروسات . أما الآن فالعديد من الأدوية المتاحة ، يقول “نيكولاسدودي” تسمح بإجابات أوضح من حيث الرعاية . و يذكر كمثال على ذلك الدراسة البريطانية “ريكوفري” ، وقد نُشرتْ في منتصف شهر يونيو(2020م) ، بعيّنة بلغتْ 11500مريض من 175مستشفى . و حتى في هذه الحالات ،التي في البداية كان العلاج بالمضادات الفيروسية ، لكن لم يكن لها أية نجاعة.
– تحرص دراسة من وكالة الأدوية الأروبية ليتم تفويض لقاح “فايزر” و “موديرنا” ، أواخر ديسمبر أم بداية من يناير 2021م ، و الذي يعتمد على تكنولوجيا ، إذ لم يتم تطعيمه من قبل في عالم المناعة ، و استعمالها (التكنولوجيا) في تصنيع لقاح عن طريق الحمض الريبي المرسال (الريبونوكليك/أ.ر.ن) . – التعاون أو التحالف بين “فايزر” و “بيوتيك-تكنولوجي” الألمانية . عالم في علم المناعة البروفيسور “ألاً فينشير” يدعو إلى الحذر . و يغذي الأمل نحو العودة إلى حياة طبيعية . المختبران يُراهنان على الحمض الريبي المرسال وهي تقنية جديدة حتى الآن ، وهو موضوع مصل سوف يتمُّ ترخيصه و تسويقه . فقط شركتا “فايزر” و “موديرنا” تعتمدان على منصة اللقاح هاته . الحمض الريبي المرسال هو نسخة مؤقتة لرمز جيني . و هذا الأخير يحتوي على تعليمات لإنتاج البروتينات بواسطة الخلايا البشرية ، مثل البروتين “سبايْك” ، وهو المفتاح الذي يسمح ل “سارس-كوف-2” باختراق الخلايا . الهدف من هذه العملية هي الانضمام إلى اللقاحات الأكثر تقليدية ، و تدريب جسم الإنسان ليتعرَّفَ على هذا البروتين ، من أجل أنْ يكون أفضل تسلحاً ضدَّ الفيروس . – على ضوْء البحث عن اللقاحات ، هناك ثلاثة مرشحين آخرين في المرحلة الثالثة ، وهم ، يستخدمون التقنيات التقليدية مثل الفيروس المُعطل (الميت) . وهذا هو الحال بالنسبة للقاحات المرشحين الصينيين “سينوفاك” و سينوفارما” ، ثم لقاح “بهارات بيوتيك” الهندية ، أو لقاحات البروتين ، وهي منصة اللقاح التي يقوم عليها مرشح “نوفاكس”. – منذ بضع سنوات خلتْ ، يذكر البروفيسور “جاً دانييل لوليفير” أنَّ منظمات مختلفة ، بما في ذلك المنظمة العالمية للصحة ، وهم يؤكدون على أهمية الاكتراث بلقاحات جديدة ضدّ بعض الأعداد من الأمراض المستجدَّة، و تكرار فاشيات الأمراض المستجدة ، مثل “الإيبولا” (إيبولا فيروس ، الذي يسبب الحمى و غالباً ما تكون مصحوبة بالنزيف) ، و “سارس-كوف-2” ، أو فيروس “زيكا” و الذي يُنقلُ عن طريق الباعوض، لأنَّ هذه الفيروسات قادرة على جلب التهابات خطيرة ، وقد تنشأ فجأة في شكل وبائي . فإنه في هذا السياق، وعلى دَرْب لقاحات الحمض الريبي ، قد تمَّ تطويره ، لأنه أسهل للتصنيع و أسرع في التكاثر .
– “موديرنا” : أوَّلُ دراسة علمية نُشرت باللغة الإنجليزية بمجلة الطب بإنجلترا الجديدة تشير إلى أنَّ مرشح “موديرنا” للقاح “كوفيذ-19” أنه يضمن الحصانة لمدة ثلاثة أشهر . فيما يخص تحييد الأجسام المُضادَة ، استمرَّ الكشف عنها عند جميع المشاركين خلال مائة و تسعة عشر يوماً ، أيْ بعد تلقيح الجرعة الثانية لأربعة و ثلاثين شخصاً بالغاً و في صحة جيّدة . إذ الحمض الريبي يقلل من مخاطر الأعراض الجانبية .
– التطعيمات تعتبر أداة أساسية في الصحة العومية ، لوجود كائن (الفيروس) ، لا ما أحبُّ أنْ يكون ، و إنما أصفه على لسان علماء علم المناعة . وهو الذي نزل بالمظلة فجأة ، فأجبر سكان كوكب الأرض اليوم لا لقاء و لا ملتقى بينهم ! قال الله جلَّ في عُلاه :و بشّر الصابرين–صدق الله العظيم-س.(البقرة الآية 155).
عبد المجيد الإدريسي.