المغرب يحتفل بالذكرى 42 للمسيرة الخضراء المظفرة
جريدة الشمال – عزيز كنوني (المسيرة الخضراء )
الجمعة 17 نوفمبر 2017 – 11:29:26
تلك بعض من معاني ودلالات “المسيرة الخضراء” التي تفتقت عنها عبقرية الراحل الحسن الثاني رحمه الله، الملك الذي لن يجود الزمان بمثله، علما وعملا وغيرة على بلده، عبقرية أدهشت العالم بجوهر حكمتها، وحسن تنظيمها وكونها فتحت طريقا ثالثة في وجه الشعوب لتحقيق حريتها وفرض احترام وحدة ترابها عن طريق السلم، لا بواسطة الحرب والدمار.
الحسن الثاني رحمه الله اختار كتاب الله والعلم الوطني، لتحرير صحراء المغرب، التي لم تكن دوما إلا مغربية، بشهادة التاريخ والمواثيق الدولية، ونجح بنداء من بضع كلمات نورانية، أن يعبئ فوق ثلاثمائة وخمسين ألف مغربية ومغربي، في مسيرة من مختلف جهات البلاد، لاستخلاص الأرض من مستعمر الصحراء، ” دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”
الله الله الله الله
حاملين كتاب الله و طريقنا مستقيم إخوانا فالصحراء يسالونا الرحم
يا قاصدين الصحراء أبوابها مفتوحة مسيرتنا الخضراء نتيجة مربوحة
فيها أمن و سلام تاريخ مجد الوطن بلا حرب بلا سلاح معجزة الزمان
——————————–
في جو من الاعتزاز والوطنية الصادقة وروح الوفاء للوحدة الترابية، احتفل الشعب المغربي قاطبة، بالذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة التي دعا إليها جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، سنة 1975 من أجل تحرير الصحراء واسترجاعها من المحتل الاسباني الغاصب، تلك المسيرة الشعبية الفريدة، التي شكلت حدثا سياسيا دوليا هاما ، أثار إعجاب شعوب العالم في مختلف القارات، بسلميتها وقدرتها على تعبئة مآت الآلالف من المواطنين في شتى جهات المغرب والدفع بهم في اتجاه الصحراء، استجابة لنداء الوطن
وبهذه المناسبة الخالدة، انطلقت في مختلف حواضر وبوادي المغرب، وككل سنة، ، تظاهرات ثقافية وفنية وندوات علمية ، احتفاء بذكرى استر جاع الصحراء المغربية. ويلح مواطنونا في الأقاليم الجنوبية على إظهار مشاعر الاعتزاز بانتسابهم إلى بلدهم المغرب وبالجهود المبذولة، بإشراف جلالة الملك الذي أعلن عن مخطط الحكم الذاتي لأقاليم الصحراء، سنة 2007، وخص هذه الأقاليم سنة 2015، ببرنامج تنمية، رصد له ما يناهز 8 ملايير درهم.
“النموذج التنموي” لأقاليم الصحراء عرض خلال شهر اكتوبر الماضي، على الدورة 72 للجنة الرابعة لمنظمة الأمم المتحدة، بنيويورك، بحضور ممثلي الصحراء الذين عرضوا مختلف جوانب هذا النموذج القائم على تنمية قطاعات الفلاحة، والثقافة، والسياحة، والصيد البحري، والخدمات الصحية، والتعليم والتكنولوجيا، والبنيات التحتية.
وخلال هذا الاجتماع الدولي، أكد العديد من الدول العربية والأوروبية والآسيوية والأمريكية اللاتينية والإفريقية، دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية كما تقدم به المغرب، سنة 2007، ومن بين الدول الإفريقية من كانت تدور في فلك الجزائر المناوئة والمناهضة لوحدة الأراضي المغربية التي اقتطع الاستعمار الفرنسي أجزاء منها لفائدة “جزائره الفرنسية”، قبل 1912، تاريخ احتلال المغرب.
حدث “المسيرة الخضراء”، الذي يعتبره المغاربة ملحمة ودنية وفتحا مبينا من فتوحات المغرب المجيدة، يجدد ، كل عام، عزم المغاربة على مزيد من النضال من أجل صيانة الوحدة الترابية المغربية ووحدة الشعب المغربي المعتز بوطنه في حدوده التاريخية والوطنية.
والمغرب، المصر على تخليد ملاحمه الوطنية، التي تشكل محطات منيرة في تاريخه المجيد، ليرنو إلى ربط الحاضر بالماضي والمستقبل، عبر توعية النشء الجديد والأجيال المتلاحقة ، بعظمة بلادهم وتاريخها المجيد، وإشعاعها الواسع على العالم، عبر قرون وأجيال، علما وثقافة وقيما حضارية.
والأمل أن تسترجع النخب السياسية المغربية الحالية الشعور بالقسم الوطنية، عبر استيعاب مقاصد “المسيرة الخضراء” ورموزها الوطنية وغاياتها البعدية، وتجدد شعاراتها وغاياتها وتقطع مع الشعبوية والسياسوية وتتوجه إلى العمل الجاد من أجل بناء الوطن، وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الانسان، بعد أن دعم دستور 2011 دور الأحزاب والنخب والمؤسسات السياسية والأهلية، في تدبير شؤون البلد والتخطيط لمستقبله في ظل الثوابت الوطنية التي أجمع الشعب عليها عن اقتناع وإيمان.... !!!