مع الارتفاع المهول في عدد الإصابات تكون بلادنا قد دخلت بشكل عنيف في الموجة الثانية لفيروس كورونا، وسط توقعات مخيفة تتحدث عن تسجيل مزيد من الإصابات والوفيات خصوصا مع اشتداد فصلي الشتاء والخريف.
لا أحد يشكك الآن في أن الوباء أصبح متفشيا بيننا في كل فضاءات المجالات العمومية، وأن احتمال الإصابة به أصبح أمرا مرتقبا في أي لحظة ممكنة لا قدر الله.
الحكومة منذ أن ضرب هذا الوباء بلادنا وهي تواجهه بمجموعة من الإجراءات الاحترازية، بدء من الحجر الصحي الشامل مرورا بحالة الطوارئ العامة التي ما نزال نجتازها.
وفي افتتاحيات سابقة أشرنا إلى أن المسؤولية الصحية في هذه المرحلة الحرجة قد أصبحت مشتركة بين ما تتخذه الدولة من إجراءات تحسبية وبين الوعي الذاتي بخطورة الوباء. ولعل الأمر الآن أصبح أكثر إلحاحية على المسؤولية الفردية لمجابهة احتمالية الإصابة.
لم يعد بإمكان مستشفياتنا، بل مستشفيات حتى الدول العظمى، استيعاب الأعداد المرتفعة جدا من الإصابات اليومية. وهو ما يلقي بظلاله على التدبير الذاتي لهذه المرحلة الجديدة الشرسة من الوباء.
كل الأطباء والخبراء يلحون اليوم على أن الاستراتيجيات الفردية صارت جزء ملحا للتخفيف من حدة هذه الكارثة الإنسانية.
وكخطوة أولى وأساسية من هذه الاستراتيجية الفردية هو الالتزام الصارم بكل إجراءات الوقاية…ارتداء الكمامة بشكل متلازم، تحقيق مسافة التباعد الجسدي والاجتماعي المنصوص عليها صحيا، والاستعمال المسترسل لمواد التعقيم الطبية.
تليه بعد ذلك، كما ينص على ذلك العديد من الأطباء المختصون، تقوية المناعة الجسدية وذلك عن طريق الالتزام ببرنامج غذائي ودوائي يحقق ذلك.
ما تؤكد عليه المنظومة الصحية هو أن التزود اليومي بجرعات طبية من فيثامين C يوفر للجسد مناعة مضمونة، سواء كان ذلك عن طريق اقتنائه كعقاقير، أو عن طريق تحضيره واستخلاصه من الوجبات الغذائية الطبيعية التي تتضمنه.
ما نروم إلى التأكيد عليه في هذا السياق هو أن التدبير الذاتي الفردي لمجابهة الموجة الثانية الرهيبة من هذا الوباء، كإجراء استباقي، أصبح أمر حياة او موت.
لنكن على وعي كامل بأن الوباء يتربص بنا في كل وحين وحال، ولنكن أكثر وعيا بأن منظومتنا الصحية لم يعد بمقدورها توفير ما يتطلبه الوضع من مجابهة قوية ضد هذا التهديد الجدي الذي يعصف ببلادنا.
الجميع يتابع الارتفاع اليومي المهول في أعداد الإصابات والوفيات، ويتابع بحسرة الموقف الحرج الذي تعيشه منظومتنا الصحية أمام تزايدها، لكن القليل من يتساءل، بكل المسؤولية الوطنية، عن دوره الفردي في التقليل من حجم الأضرار المرتقبة التي تتربص بوطننا.
إلقاء نظرة بسيطة في الجو العام لحياتنا اليومية بالشوارع والمقاهي والمنتزهات وعلى وسائل النقل وغيرها من مرافق النشاط العام، نظرة بسيطة تجعلنا نقتنع بأننا غير واعين بجدية الخطر.
الارتخاء والتهور، وأحيانا العناد، هو السمة الغالبة على سلوكنا اليومي ونحن في قلب الخطر.
نكررها مرة أخرى….تعزيز الوقاية…تقوية المناعة هما الحل المؤقت، في انتظار أن يرفع الحي القيوم عنا هذا البلاء.
عبد الإله المويسي