عرف الموسم الدراسي الحالي (2022/2021) انطلاقة شبه متعثرة بالنسبة لعدد من المتمدرسين التابعين إداريا لمجموعة من الجماعات الترابية بإقليم الحسيمة، نظير غياب النقل المدرسي الذي توقفت خدماته لفائدة الأطفال القاطنين بجوار مدينة الحسيمة، وذلك اعتبارا لانتهاء المدة القانونية للعقد الذي أبرمه رئيس الجهة إلياس العمري مع شركة خاصة بالنقل المدرسي، تتكفل بمقتضى بنودها بمهمة نقل الأطفال المتمدرسين.
ووعيا من السلطات الإقليمية بمدى استفحال ظاهرة الهدر المدرسي، الذي أثّر حتما على سيرورة التعليم بالمنطقة، عملت هذه السلطات على تخصيص خمسة وثلاثين حافلة تتكفل بعملية نقل الأطفال المتمدرسين القاطنين بالجماعات الترابية المجاورة لمدينة الحسيمة، بهدف التقليل ولو نسبيا من ظاهرة الهدر المدرسي، ومع ذلك بقيت مجموعة أخرى من المداشر والقرى النائية التي لم يتمكن متمدرسوها من الالتحاق بالمؤسسات التربوية لغياب وسائل النقل.
هذا الأمر أكدته جمعية أباء وأولياء تلاميذ الثانوية الإعدادية (محمد الطرهوشي) بالجماعة الترابية النكور، كون ظاهرة الهدر المدرسي تفاقمت وبشكل خطير بدواري “الرابظة” و”بوقياضن”، حيث أن أطفال المدشرين لم تشملهم خدمة النقل، الأمر الذي ترتب عنه اضطرار أولياء هؤلاء التلاميذ إلى اللجوء لاستعمال النقل السِّري، علما أنه يشكل خطورة على حياة الأطفال، ومع ذلك فلا بديل ولا خيار لأولياء الأمور من مواجهة غياب النقل إلا بالنقل السري بدلا من الهدر المدرسي، الذي يعتبره أولياء الأمور آفة خطيرة.
وأشارت الجمعية وفق مصادر عليمة، بأن الاستثناء من النقل هَمَّ فقط متمدرسي المدشرين المشار إليهما أعلاه والذين يشكلون أغلبية المتمدرسين على مستوى الجماعة، والسبب في ذلك لا يعلمه أحد، هل هو خطأ متعمد؟ أم نسيان؟ كما طالبت الجمعية من السلطات المختصة الى تصحيح الوضع وتمكين متمدرسي المدشرين من الاستفادة من النقل المدرسي الذي وضعته السلطات الإقليمية رهن إشارة كل الجماعات الترابية بالإقليم.
تجدر الإشارة إلى ان الأغلبية من متمدرسي المدشرين المذكورين سالفا يتوقفون عن متابعة دراستهم بمجرد الحصول على الشهادة الابتدائية، في حين أن فرصة مواصلة الدراسة على مستوى مركز “أمنود” غير ممكنة لأن أغلبية السكان ليس بمقدور مستواهم الاجتماعي تحمل ذلك.