ا/ في سنة 2008 كتبت بنتي صبح تدوينة عن والدي الحاج محمد بن الحسن شهبون عنونتها ب ” روح حية ” .
قالت صبح :
” ما زلت أعيش قريبة من جدي وقد توفي منذ ثمان سنوات.. أمس تكلمت معه فترك لي وصيته ، تأملاته وتدبراته .. وعندما استيقظت كتبت بسرعة ثم أبلغت في الحال والدي بالذي جرى وقد ظل عالقا بذهني.
حديث جدي نبراس لنباهته التي لا تضاهى..
قال لي جدي :
– صرحي دوما بما تفكرين وتحسين دونما نية الإيذاء..
– كوني كريمة حسا ومعنى..
– جودي بأحسن ما لديك ؛ فما يخرج من جهة يدخل من جهة أخرى..
– ما يفنى هو الشبح أما الروح فهي حية أبدا..
ب / في زمن مواز كتب وائل ( ابن شقيقتي فطومة شهبون ) من الديار الإسبانية حيث يقيم منذ سنوات..
كتب وائل خلاصة حديث دار بينه وبين جده الحاج محمد بن الحسن شهبون ذات منامة :
” أوصاني جدي :
– كن قائد حياتك ثم وجهها وجهة تلائم عفة والتزاما..
– لتكن مبادئك واضحة ولا تستبدلها بأحد أو شيء..باستثناء متى كان الأمر معيقا لكرامة الآخرين..
– أحب مقربيك وساعدهم متى كانوا في مسيس حاجة..
– ما تتمناه من خير لنفسك تمنى ضعفه لغيرك..
– اشتغل بعفة وأد مسؤولياتك بأحسن ما تعرف..
– تقاسم جميل ما تمنحه لك الحياة مع الذين يعترضون طريقك وهم في وضع حاجة..
– أحب الحياة واعرف كيف تتمتع بخيراتها ، وتذكر ان الحياة غالية ورخيصة ، وهذه الأخيرة ليست بحياة!
– كن كريما حسا ومعنى وامنح أحسن ما فيك متذكرا أن ما يبذل من جهة يمنح من جهة ثانية..
– كن مع الله واطلب من الله ان يضعك حيثما يريد.. ولا تخف .
– تذكر أن المحبة تشمل الإنسان والحيوان..
– تذكر أني أحبك وأني سعيد بكونك قادرا أن تصنع بحياتك ما لم أتمكن من صنعه ، وكن واثقا أني سأكون معك لنستمتع سويا..
ج / بعد وفاة صهري المرحوم عبد النبي البدري ، وقد كان قيد حياته نموذجا لابوة كريمة ذات عمق إنساني عظيم موسوم بتواضع وعفة وخفض جناح لكل من تعرف إليه عن تقدير ومحبة..
كتب وائل وشقيقته مهجة وشقيقه أحمد في حق والدهم المرحوم عبد النبي البدري :
بسم الله
الحمد لله
شكرا أستاذنا على تعليمنا أن :
– الوصية التي سنتركها في هذه العاجلة هي أعمالنا..
– الصفح عن الإذايات دليل خير..
– الابتعاد عن الإمارات حكمة وتبصرة..
– النبل مع الإنسانية وموقعها الأساس الأسرة اهم من كل المواقع والسلطة..
كان والدي الحاج محمد شهبون مربيا حكيما متخلقا بآداب القرآن الكريم منافحا عن بناء هوية أبنائه بناء أساسه الأخلاق المحمدية ؛ لاقتناعه أن هوية الشخص يتعين ان تكون هوية طيبة وليست هوية سيئة محتكمة إلى حرية رعناء منفلت من كل وازع ديني أو أخلاقي..وعلى هذا النهج كان فكر وسلوك صهري المرحوم عبد النبي لاقتناعه أن الأسرة أساس بناء الهوية المثلى
عبد اللطيف شهبون