…أعلن مختبر “لانسيت” عن شاب أمريكي ، عمره 25 سنة ، في رحلته مع “كوفيد~19” ، أنَّ تعرُّضهُ للإصابة بالعدوى للمرَّة الثانية ، كانتْ أشدَّ عليه من الأولى . و قد تمَّ إحصاء هذه الحالة ، للإصابة بالعدوى ، لمن تكرَّرتْ عنده ثانية ، و ذلك أنَّ من الراجح تكرارها عند خمس عشرة حالة في العالم . إذا بالعلماء يتتبعون هذا الموضوع عن كثب . هذه الحالة المخيفة عند الطبيب الأمريكي “مارك باندوري” ، نشرت على الصفحات العلمية ل “لانسيت” . قصة لمريض من “نيفادا” أصيب مرتين ب”سارس~كوف~2″ ، إلا أنَّ النسخة الثانية من “كوفيد~19” كانتْ أسوأ من الأولى . من 25مارس إلى غاية 27أبريل 2020م ، كان يعاني من السعال و الغثيان ، و صداع الرأس و الإسهال . بعد أنْ تعافى أقبل على الاختبار المجهري يوم 26ماي ، الذي أظهر حالته السلبية . بعد يومين ، أيْ يوم 28ماي بدأ يشكو من ارتفاع درجة الحرارة ، و صداع الرأس و الغثيان . فوجب وضعه على جهاز الأوكسيجين ، يوم 5يونيو . فتم تأكيد العدوى بالجهاز المجهري ، ثم التسلسل الجيني للفيروسان . و في هذا القبيل اتضح للباحثين أنهم يميلون للقائين بصيغتين مختلفتين من الفيروسات . ~ الحالة الأولى هي إعادة العدوى من سلالتين مختلفتين من “سارس~كوف~2” . تمَّ وصفها بمدينة “هونج كونج” ، في نهاية شهر غشت ، بينما ~ الحالة الثانية ، كانت أكثر اطمئناناً لأنها بدون أعراض “أسامبتوماتيك” . مع تكاثر الاختبارات يكتشف الباحثون الالتهابات بالعدوى ، في كل مكان من العالم . الدكتور “مارك باندرو” الباحث وهو يحدد أربع حالات في العالم . بينما المتخصص في الأمراض المُعدية في جامعة “هارفارد” ، البروفيسور “راجيس ت غاندي” ، يسرد ثلاثة عشرة من الانتكاسات ، إضافة إلى حالة تم وصفها مؤخراً ب “إسرائيل” ، و أخرى ب “هولاندا” . ~ طبيعة تكرار العدوى ، هامة جدّاً ، لأنها توَفر للعلماء معلومات عن الحماية التي يوَفرها جهاز المناعة ، بعد الإصابة بالفيروس للمرة الأولى . لم يتم الكشف عن أي التهاب لتكرار العدوى قبل شهر غشت 2020م . يمكن الاستنتاج من هذه الحالات ، أنها ليست ، أولا بأعداد كثيرة . و في وصف حالة العدوى التي تكررت عند المريض الإسرائيلي ، يذكر الدكتور “جيديون كورين” ، أنَّ عشرات الملايين من الأشخاص المصابين ، بداية من الجائحة ، لم تتكرر الالتهابات بالعدوى عليهم للمرة الثانية قبل شهر غشت . إلا أنَّ بعض حالات المرض الطويل الأمد ، تمَّ تفسيرها خطأ ، كحالة لعوْدة العدوى . ~ إذا كانت ملاحظة الدكتور “كورين” ، وهو يتحدث عن ندْرة ظاهرة التهاب الفيروس ، و قد كانت مشبعة بالفطرة السليمة . إذ احتوت على تهدئة مع الأخذ في الاعتبار صعوبة الاكتشاف بطريقة مؤكدة لتكرار الالتهابات و خصوصاً إذا لم تكن للمرضى أعراض . ~ في أي حالة ثانية عند تكرار العدوى الشديدة يمكن فهم هذه الظاهرة .. و حسب “مارك باندرو” وهو يتشاغل عن البحث ، جاءني تحرير مقال له على “لانسيت” ، أنَّ هناك ثلاثة تفسيرات محتملة . و قد يكون سبب العدوى عن طريق سلالات أكثر ضراوة من الفيروس ، أو التعرُّض أكبر لعدد من الفيروسات للمرة الثانية ، أو ، أخيراً ، وجود الأجسام المضادة التي تساعد على العدوى . الآلية معروفة في حالة حمى “الضنك” ، و يشرح ذلك لجريدة “ليبيراسيون” ، “لورانس وييس” ، عالم في علم المناعة ، في المستشفى الأروبي “جورج بومبيدو” بفرنسا . فلا يمكننا أنْ نرتاح للمناعة المكتسبة عن طريق العدوى . الأشخاص المصابون يظلون ملوثين . مما دعا عالم المناعة “يالي أكيكو إيوازاكي” لتحرير مقال في “لانسيت” ، يقول ما معناه ، أنَّ الاتهابات و إعادة العدوى تعلمنا أنْ لا نعتمد على المناعة التي اكتسبناها من العدوى الطبيعية لتحقيق وحدة المجموعة . هذه الاستراتيجية ليست قاتلة فقط للعديد ، و لكنها ليست فعالة . لذا فالوقاية المقدمة من خلال اللقاح يمكن أنْ تكون أفضل من الوقاية بسبب عدوى طبيعية ، إذا كانت استراتيجية اللقاحات تشمل إعادة التطعيم .و يخلص “لورانس وييس” أنه ليس لدينا حالياً بيانات كافية على المناعة ل “كوفيد~19” ،لاستخلاص نتائج نهائية. ~ يا لطيف ، يا لطيف ، الطف بعبادك .. قال الله جلَّ في علاه : إنَّ ربّي لطيف لما يشاء و إنه هو العليم الحكيم ..صدق الله العظيم ، سورة ،يوسف الآية المائة .
عبد المجيد الإدريسي