مسعى هذا الحديث الشذري مد جسور مع فكرة مركزية ذات مفاصل ؛ مؤداها : أن الشيخ المتحقق المرتاض في مقامات اليقين ـ نضر الله أيامه ـ نبراس ومفتاح في باب الله وعلاج من كل أضرار وملمات ..
بسطا لهذا أقول :
1 / اذا كانت معرفة الله سبحانه وتعالى متأتية بمعرفة الانسان لنفسه ” من عرف نفسه عرف ربه ” فليس بمكنة الانسان أن يعرف نفسه دون سند أو وسيلة ؛ والسند أو الوسيلة كامنان في وارث السر المحمدي ؛ اسلاما وايمانا واحسانا..
2 / الشيخ الدال على الله عنوان رحمته التي يتوق اليها الناس فرادى وجماعات لمعالجة أدوائهم واختطاط الطريق لمنجاتهم في ظرفيات ثلجية كدرة عنفية معمقة لمعضلات اللاستواء ..
3 / الالتفاف القلبي حول الشيخ المربي ؛ شيخ الوقت ، استمدادا واعتمادا لهو أعز ما يطلب..
4/ الانتظام في طريقته انشداد يفرض :
ـ حرصا على خدمته..
ـ امتثالا لتوجيهه..
ـ التقاطا لدرره..
5 / الانتظام يفضي الى الاستماع ، والاستماع يقود الى الاتباع ، والاتباع يديم الطاعة ، والطاعة تستبصر في فضاءات العمل المرضي لله ولرسوله
6 / الانتظام مشتل روحاني دائم السقي ، متشوف لانبات رباني يعمر الباطن ، ويعمق النظر في الذات ” وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؟ ”
7 / الانتظام جبر وغرس وخروج من تعب النفس الى واحات وراحات الشهود.. وجميع ذلك موكول لمن بوأه رب العزة مرتبة عالية ، وجعله قواما على مقتضيات الرحمة ؛ وهو الشيخ الكامل
8 / الانتظام :
ـ فضاء نظر تربوي ..
ـ منهاج الشيخ الكامل..
ـ مشتل ” وما أتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا ”
9 / الانتظام محبة ؛ والمحبة:
ـ دليل من دلائل خيرات صلاح واصلاح
ـ مطالعة لمنة وتثبيت لسنة ؛ سنة سيد الخلق أجمعين..
10 / الانتظام باعث على ايثار الحق بالجارحة والقلب ؛ لكون القلب باب الله ، ومنبع أسراره ، وعنصر تجلياته ؛ تجليات الوجود وما حوى ..
وهذه المحبة نابعة من نظر في آيات الله وارتياض في مقاماته لمعالجة أدواء نفس أمارة.. وأساس هذه المحبة صدق التوجه في محبة الشيخ الكامل المنتسب لمولاه .. وبهذا الصدق يتم تشييد محبة يقينية مع الشيخ الواصل/ الموصل لمحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ تأهلا لمحبة رب العزة والجبروت .. والتوجه يرتبط بالباطن ” ان الله لا ينظر الى صوركم ، ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم ”
12 ـ وأما الشيخ الكامل فطريقة ومنهاج ؛ فهو طريقة تساعد على الوصول بصحيح نظر مؤسس على ايمان مشروط بعمل صالح ؛ وهذه الطريقة نابعة من مصدر أوحد هو رسول الله صلى الله عيه وسلم..
وهو منهاج بما يعنيه من أسلوب ومضمون معتمد على أوراد وأذكار ؛ جوهرها النفيس ذكر الله ؛ الذي هو عماد السير
” اعلم أنه لو كانت المعاصي مثل زبد البحر ..وكانت هي سبب ذكر العبد لله ، فأين البحر من ذلك الذكر ؟ ” ولذكر الله أكبر” ؛ لأجل ذلك قالوا : من عصى وذكر الله أفضل ممن لم يعص ولم يذكر ”
نحمد الله حمدا كثيرا أن يسر لنا ما يقينا من دجل مقنن ؛ يمارسه :
اما مروجو دورات ومراكز .. أو مدربو ” تنمية ذاتية ” أو” تطوير ذاتي ” أو ” كوتشينغ ” أو بائعو الأمل للناس ” أو ” منتحلو صفات..” أو ” مدعو خبرات ” أو ” منشطو كرنفالات ..” أو مدعو علوم ..”
والخلاصة :
سقف العلاجات والمراقي لا يتحقق الا عن طريق صحبة مراعية لمقامات الفلاح ..اذ لا صحبة الا بصحبة من أفلح ؛ صحبة الشيخ المربي المرتاض في مقامات اليقين ، والحمد لله على ذلك.
د.عبد اللطيف شهبون