بعد معاناة طويلة الأمد مع الإعاقة الجسدية التي ازداد بها الطفل إياد طبيب، البالغ من العمر حوالي سنة ونصف، تنفس والداه الصعداء، بفضل تدخل ورعاية جلالة الملك، وتنسيق وزارة الصحة مع جميع المصالح المختصة، بما فيها الجهات الإسبانية، وتحديدا المستشفى الجراحي ببرشلونة، حيث أجريت، مؤخرا للطفل عملية جراحية كللت بالنجاح، وذلك على مستوى عموده الفقري. وهي عملية جراحية مكلفة، ينصح بإجرائها بالخارج، تتطلب مبلغ 57 مليون سنتيم، حسب التقارير وكشوفات المستشفى الإسباني الذي قام بتخفيض نسبة من الثمن الإجمالي، قدرها 7 ملايين سنتيم، تتوفر جريدة الشمال على الملف الطبي للطفل المريض الذي كان والده عبد العزيز طبيب، المعتقل السابق الذي قضى نصيبا من عقوبة حبسية بمختلف سجون المملكة، إثرتورطه في جريمة جنائية، إبان فترة مراهقته وطيشه، أدى ثمنها غاليا. وبعد الإفراج عنه بعفو ملكي استثنائي، منذ بضع سنوات، ظل يتردد طويلا على مركز مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء بطنجة، بحثا عن مساعدته في إيجاد شغل شريف وقارله، لكي يعيل بواسطته نفسه وأسرته الصغيرة، إلا أن الأمور لم تذهب كما كان السجين السابق يمني به نفسه، بل انضاف لديه هذا المشكل الصحي المتعلق بابنه “إياد” الذي تألم كثيرا بسببه، بل و ضاق صدره واسودت الدنيا أمام عينيه في الوقت الذي خاصم النوم جفنيه لفترات، هوالذي لم يجد حتى العمل، بعد إطلاق سراحه، خاصة وأن شهادة حسن السيرة بقيت تشكل له عائقا في كثيرمن فرص العمل التي أتيحت له، رغم أنه غادرالمؤسسة السجنية، بنوع من النضج والانضباط ولاشيء يهمه غيرالتفكيروالانشغال بأمورحياته المستقبلية، علما أن هذه الجريدة وجريدة طنجة كانتا قد تابعتا هذا الملف وأسالتا الكثيرمن المداد بشأنه في أعدادهما السابقة.
وكما يقال أنه مهما طالت ليالي الهم والأسى والانتظار، لابد وأن تشرق شمس الانفراج والارتياح، بل لابد وأن تسطع شمس الحقيقة كما هي، فيأخذ كل ذي حق حقه، حسب التصريح الذي أدلى به لنا المعتقل السابق عبد العزيز طبيب، الموجود حاليا بالديار الاسبانية، وبالضبط بمدينة برشلونة، حيث فاجأنا، مؤخرا، بمراسلة جاء فيها أن طفله الوحيد “إياد” البالغ من العمرحوالي سنة ونصف، أجرى عملية جراحية كللت له بالنجاح، وأن حالته الصحية مستقرة ولله الحمد، فضلا عن المعاملة الإنسانية الرائعة جدا التي عوملوا بها جميعا من طرف العاملين بالمصحة والطاقم الطبي بها، مع التخفيض (7ملايين سنتيم) من مبلغ العملية، لتصبح فقط بخمسين (50) مليون سنتيم، مشيرا إلى أنه يشكر بالمقام الأول صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، حيث تدخل الديوان الملكي وواكب إجراءات الملف الصحي الذي تم إهماله في البداية بوزارة الصحة ، كما يشكرجميع الجهات المختصة، مؤسسسة محمد السادس لإدماج السجناء بالرباط، ومديرمركزإدماج السجناء بطنجة والعاملين به، وولاية الأمن وولاية طنجة وكذا الرجل الطيب إكرام عفيفي المدير الجهوي لوزارة الصحة الذي لازال يواكب هذه العملية الجراحية ويتابع الإجراءات الواجبة بعدها. كما يتقدم بشكر خاص للرجل الشهم والمتفاني في عطائه ومواقفه الانسانية العظيمة جدا، المساعد الاجتماعي بمؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء ـ فرع طنجة الأمر يتعلق بالسيد عبد العزيز صبري الذي ـ وكما يؤكد المتحدث ـ يرجع له الفضل في العديد من المواقف الجبارة، كتواصله المستمر والشاق مع كافة المصالح الإدارية، بدءا بالمستشفى الجراحي ببرشلونة، بهدف الحصول على devis الخاص بالعملية، والتقرير الطبي، وما واجه ذلك من صعوبات على مستوى إجراء الفحوصات الطبية، بالإضافة إلى إجراء هذا المساعد الاجتماعي “عبد العزيزصبري” لكل الأموروالتفاصيل الصغيرة والكبيرة، للحصول على تأشيرة السفرللطفل ولوالديه معا، وفي وقت سريع.
وأوضح عبد العزيزطبيب، حسب علمه، أنه من العارأن لا يتوصل المرشد الاجتماعي المذكور برسالة تنويه من طرف إدارة مؤسسة محمد السادس التي ربما لاتعرف الكثير عن هذا الإنجاز الرائع لفائدة حالة إنسانية تعد الأولى من نوعها، لعب خلالها السيد صبري دورالسفير الإنساني الذي شرف الوطن وهو يتواصل يوميا من المغرب بطنجة مع مسؤولين وأطباء إسبان، من أجل إنقاذ براءة وفلذة كبده. وأضاف والد الطفل أنه عندما كان يتابع الملف الطبي لابنه، ويسافركثيرا من وإلى طنجة والرباط ويحتج بشكل حضاري، دفاعا عن قضية علاج ابنه، كان يتعرض مرارا للاعتقال المؤقت ببعض الوزارات والإدارات بكل من الرباط وطنجة، وذلك إما من طرف الأمن العادي أومن طرف الأمن الاستعلاماتي، مشيرا إلى أنه تعب كثيرا من أجل الوصول إلى علاج ابنه “إياد”.وهذا التعب مصدره بعض الموظفين والمسؤولين الذين لايستحقون أن يكونوا في مناصبهم، لكن التعب تمت إزالته شيئا فشيئا، وذلك بفضل بعض الموظفين والمسؤولين الرائعين الذين سعد بهم، حقا، لكونهم يقدمون صورة جميلة عن الوطن، تحت قيادة ملك عظيم، يريد الخير كل الخيرلرعاياه الأوفياء من طنجة إلى الكويرة.
محمد إمغران