في ربيع 1994 رحلت إلى آداب فاس للمشاركة في ندوة ” التجربة الصوفية في الأدب العربي ” أقامتها شعبة اللغة العربية تكريما للأستاذ الدكتور محمد السرغيني . دامت الندوة ثلاثة أيام ، وتميزت بتنظيم بديع ، ضم :
.معارض أعمال فكرية وإبداعية للمكرم
.رسائل واطاريح أشرف عليها
.لوحات مستوحاة من شعره..
. محورين دراسيين يهمان : – التجربة الصوفية في الأدب العربي..
- فكر وابداع محمد السرغيني
.شهادات..
. عروضا مهداة..
كانت الندوة تعبيرا أخلاقيا وعلميا تجاه ذات كريمة ؛ هي ذات الأستاذ محمد السرغيني ، وفرصة نادرة للقاء إخوان صفاء وخلان وفاء.. وجل ما قدم من عروض شد الحضور بفتوحاتها العلمية والمنهجية .. وأما مداخلة الأستاذ الدكتور محمد السرغيني ، والتي اختار لها عنوانا مثيرا هو : ” تداعيات حول لقاء السرغيني بابن سبعين ” فقد ألفت بين الفلسفة والتصوف ..وأكد فيها جملة محصلات ، هي خلاصة مقارنة نبيهة :
.اهتمام السرغيني بابن سبعين يشبه لقاء ابن رشد بابن عربي..
.اهتمام السرغيني بابن سبعين ترجم شوقا للقاء الشعر بالتصوف والخيال بالذوق والجمال بالعرفان..
.لقاء ابن رشد بابن عربي هو لقاء الفلسفة بالتصوف والنظر بالكشف والبرهان بالوجدان..
.لقاء ابن رشد بابن عربي لقاء صوفي شعري في جوهره بما حواه من إشارات ، ورموز ، وانفعالات ، وانفعالات مضادة من محبة وتطلع للمشاركة في التجربة الخارقة.. ومن رفض للانحباس في أفق واحد مسدود.. لكن اللقاء فشل منذ اللحظة الثانية من بدايته ، بعد أن أربك المتصوف الفيلسوف باجابته المتضادة ، إلا أن هذا الفشل لم يوقف اللقاء ، بل استمر ، لكن من طرف واحد ، وفي مقام آخر هو مقام الرؤية الخارقة من وراء حجاب..
. أما السرغيني فقد طلب ابن سبعين ، وكان لقاؤه به مرتين ، لكن عبر حجاب النص ..وتنم هذه الرغبة في اللقاء عن اعتراف بانسداد ما في أفق البحث من جنس القول الشعري.. واختياره جنس القول الصوفي ..
. لم يقرأ السرغيني ابن سبعين كشاعر او عاشق بل قرأه كمحقق باحث ، وهو ما أسدل حجابا آخر بينه وبين المتصوف المتمرد..
أين الكليات من هذه التكريمات؟
د. عبد اللطيف شهبون