استرواحا من تعب الأيام.. حل القاعد الماشي بالحاضرة الراشدية. كانت غاصة بقصادها الناشدين سانحة انشراح.. وآثار الإنهاك الكوفيدي بادية على وجوههم..
بمساعدة عبد الجواد تمكن القاعد الماشي من الاستقرار في نزل واقع على بضع خطوات من ساحة «وطا حمام».
في المساء كان له لقاء مع رشيد؛ الباحث في بلاغة الخطاب الصوفي؛ أجرى معه حديثا خاطفا حول الأبيات المنسوبة للإمام الجنيد رضي الله عنه؛ والتي اهتم بشرحها علماء وشيوخ وعارفون منذ القرن التاسع الهجري من أمثال : محمد بن يوسف السنوسي وعبد الجواد القنائي المصري الشافعي وسيدي أحمد بن عجيبة ومحمد بن علي الخروبي الطرابلسي وأحمد التيجاني ومحمد بن سعيد الشريف الحسني وسيدي عبد العزيز بن الصديق الغماري رضي الله عنهم.
في «وطا حمام» اغتنم القاعد الماشي بعض الوقت لإجراء حديث مع رشيد في شرح سيدي عبد العزيز بن الصديق الموسوم بـ: «كشف الريب عن أبيات الجنيد توضأ بماء الغيب».
تقول الأبيات :
توضأ بماء الغيب إن كنت ذا سر
وإلا تيمم بالصعيد أو الصخر
وقدم إماما كنت أنت إمامه
وصل صلاة الفجر في أول العصر
فهذي صلاة العارفين بربهم
فإن كنت منهم فانضح البر بالبحر
خاطب القاعد الماشي الباحث رشيد :
هل تعلم أن شرح سيدي عبد العزيز بن الصديق رحمه الله من أهم الشروح، لعمق تكوينه واتساع إجازاته وكثرة تواليفه التي ناهزت الثمانين أو فاقتها بين مطبوع ومخطوط..
ثم تابع القاعد الماشي : حظيت بلقاء المرحوم سيدي عبد العزيز في زمن موار بالأحداث بعد انتقالي من الرباط إلى طنجة.
وأما شرحه المذكور فمُنبنٍ على حجاج صوفي رفيع واستدعاء الشاهد القرآني والحديثي والمثال والحكمة..
أحس القاعد الماشي أن مُخاطبَه قد انفتحت أمامه أبواب جديدة، فناوله مصورة الشرح الصديقي المبارك، ودعا له بالسداد والتوفيق.
د. عبد اللطيف شهبون