«.. لا يـــنبغي أن .. نغفــل المواعيــد والاســتحقاقات الأخــرى … المتعلقــة بإقــرار اللامركزيــة واللاتمركــز فــي قطــاع التـــربية والتكويـــن، وضمــان تسـييـــر محكــم لمختلــف المؤسســات التعليمـــية، وتفعيــل دور آبــاء وأولياء التلامـــيذ في تدبيـــر الحياة المدرســـية بوصفهم شــركاء أساسـييـــن في تعليم وتـــربية أبنائهم على امتــداد مســارهم الدراســـي..».
مقتطف من الرسالة الملكية السامـية بمناسبة انطلاق الموسم الدراسـي في سنة 2000
تخضع جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ للظهير 1.58.376 الصادر سنة 1958 القاضي بحق تأسيس الجمعيات.
في سنة 1960 دعـت وزارة التــربية الوطنــية إلـى إحـداث “جمعيـات آبـاء التلاميذ” وتعمـيمها..
وتوالـى صدور النصوص التنظيمـية المتعلقة بهـذه الجمعيـات لتدقيـق و تنظيم مهامهـا وعلاقتهـا بالشـأن التـربوي وبالمدرسة لكونها هيـآت تمثيليـة للأسر لـدى مؤسسـات التـربية والتكوين، وتعتبر حسب المذكرة 155 الصادرة سنة 2011 في شأن تفعيل أدوار الحياة المدرسية جمعية شريكة للمؤسسات التعليمية في تفعيل الحياة المدرسية..
وفي المادة 20 من القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ورد “تفعيل دور جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشأن التربوي لاسيما منها جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ في توثيق وترسيخ الصلات بين فضاءات التمدرس والأسر من أجل ضمان مواظبة المتعلمين على الدراسة”..
ولأجرأة ذلك صدر المرسوم رقم 2.20.475 المتعلق بتحديد قواعد اشتغال وأداور ومهام جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ في علاقتها بمؤسسات التربية والتكوين سواء العمومية منها والخصوصية،والذي يهدف إلى تأطير وتيسير انخراط أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ في الشأن التربوي والإسهام في الإرتقاء بمؤسسات التربية والتكوين وتطوير أدائها في إطار التنسيق والإحترام المتبادل للأدوار بينها وبين مؤسسات التربية والتكوين و مراعاة لمبدأي المسؤولية والاستمرارية.
وتتمثل قواعد الاشتغال في :
- جعل مصلحة التلاميذ ومؤسسة التربية والتكوين، أولوية لعملها وأنشطتها؛
- التقيد بمقتضيات النظام الداخلي لمؤسسة التربية والتكوين ؛
- عقد اجتماعات دورية مع إدارة مؤسسات التربية والتكوين ؛
- احترام الأدوار والاختصاصات والضوابط المنظمة لمهامها ولصلاحيات الفاعلين التربويين داخل مؤسسات التربية والتكوين ؛
- الالتزام بالشفافية تجاه منخرطيها ومؤسسات التربية والتكوين التي تشتغل فيها ؛
- المشاركة الفعلية لممثليها في مجالس مؤسسات التربية والتكوين ؛
- التزام الحياد في الخلافات الداخلية ؛
و حدد المرسوم عمل هذه الجمعيات بشكل دقيق ضمن المجالات التالية:
- مشروع المؤسسة؛ من خلال الإسهام في جميع مراحله(الإعداد،التنفيذ والتقييم)..
- الدعم التربوي والاجتماعي؛
- اليقظة والمواكبة والتتبع المستمر؛
- التحسيس والتوعية والتأطير؛
ولتمتين ومأسسة الشراكة بين الأسرة والمدرسة، قامت الوزارة الوصية بالمصادقة على ميثاق العلاقة بين جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ والمؤسسة التعليمية كوثيقة توقع بين مدير المؤسسة ورئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ على مستوى المؤسسة التعليمية، و تتضمن بالإضافة إلى الديباجة وأهداف الميثاق التزامات الطرفين في إطار العلاقة التي تجمعهما وكذا تدبير الخلافات إن وجدت..
وفي هذا الإطار التنظيمي بادرت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة إلى تنظيم حملة تواصلية حول عمل الأسر وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ في التعبئة لفائدة المدرسة خلال الفترة الممتدة ما بين 11 و16 أكتوبر 2021 بشعار :” معا من أجل مد جسور التواصل ودعم التعاون بين الأسرة والمدرسة”..
وانخرطت المديريات الإقليمية لأكاديمية الشمال في هذه الحملة التربوية الموجهة من خلال برامج عمل متنوعة شملت تنظيم:
- لقاءات تواصلية لفائدة الجمعيات..
- لقاءات تواصلية لفائدة مدراء المؤسسات التعليمية..
- دورات تكوينية ..
- أيام دراسية..
- عمليات لإنتاج دعامات تواصلية ونشرها بهدف العمل على تعبئة الأسر وتحفيزها لتكوين تمثيليات لها للمرافعة حول مدرسة المستقبل..
والحقيقة أن هذه الجمعيات لن تستطيع مهمتها على الأوجه المطلوبة ما لم تتقيد بجملة ضوابط؛منها:
- عدم توظيفها في أعمال خارج إطارها المنظم؛ وهو تربوي تعليمي محض.
- ضرورة ارتكانها إلى استراتيجية عمل منظم في أبعاده الداعمة لما تقوم به المؤسسات التربوية التعليمية.
- اعتماد مكاتبها على كفاءات علمية وتربوية تضم كافة المجالات وتؤمن بأن هذه الرسالة يتضامن على أدائها النساء والرجال بمعيار عادل وبناء.
- ضرورة إيمانها بكون مسؤوليتها يؤطرها ثالوث المواكبة الوقاية والتمنيع.
- الاهتمام بالتنسيق المنتظم مع كافة الأطراف التربوية والتعليمية والإدارية.
د. فدوى أحماد