المحافظون على الصلوات الخمس، وعلى رأسهم أئمة المساجد والمؤذنون، يستعينون عادة بحصص أوقات الصلاة، التي تُصدرها – على رأس كل شهر هجري- نظارات الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمملكتنا الشريفة.
وصديقي الذي دأب منذ الصغر، على أداء الصلاة مع الجماعة، من هؤلاء المواظبين على اقتناء الحصة التي تصدرها نظارة أوقاف تطوان، ومن المستأنسين بها. فهي لديه كالساعات في أيدينا، بها يحدد أوقات الصلاة، أو كالبوصلة، تأخذ بيده إلى بيوت الله خمس مرات في اليوم والليلة.
لكن هاله ما أصابها من تعديل وتغيير، حين امتدت إليها أيدي التعديل والتغيير منذ سبع سنوات تقريبا.
وتسبب هذا التعديل الذي لا يدري أسبابه ولا دواعيه، في طمس التوقيت العربي ومحوه، فقد تعّود على تفرد حصة تطوان، باحترام التوقيت العربي، وتخصيص خانة بجانبه، للتوقيت الإداري، لتوضيح الفرق بين الساعتين.
وبالمراس ،كان يتجلى له هذا الفرق واضحا بينا في الثانية عشرة والربع زوالا. فإذا أذن المؤذن لصلاة الظهر في هذا التوقيت المضبوط ضبطا تاما، فإن ما زاد عنه من دقائق، فهو توقيت إداري ،قد يمتد ليصل إلى خمس وثلاثين دقيقة إذا طال النهار، وقد يتقلص إلى خمس دقائق إذا قصر.
المهم، أن هناك فرقا بينا واضحا للعيان، بين التوقيتين، يراه المتصفح للحصة في هذا الوقت بالذات، وقت أذان الظهر.
كما تسبب هذا التحريف الذي عرفتْه حصص تطوان، في حذف أذانين اثنين: أذان الظهر الثاني، وكان يؤذن له في الواحدة والنصف بالتوقيت العربي. وأذان العصر الثاني، وكان يُسمع بعد الأول بربع ساعة.
والمثير للعجب، أن هذين الأذانين، لا زالا يرددان في مدن كشفشاون، وطنجة، وفاس، ومكناس.
ومن نقائص هذه الحصة المعدلة، تقصير المدة الزمنية بين صلاتي المغرب والعشاء.
تم هذا التغيير – كما يقول صاحبي – دون أن تستنكره الجهات التي لها اهتمام بالشأن الديني، ودون أن تشير إليه الصحافة ولو إشارة عابرة.
وهذا ربما يفهم منه، أن الأمر اقتصر على تطوان وحدها، وأنه إذا كان قد مس حصة أوقات الصلاة، فإنه لم يمس الجوهر، وإنما حدَّ من أصوات المؤذنين، وجعلها ترتفع خمس مرات – لا سبعاً – في اليوم والليلة.
والسؤال الذي طُرح آنذاك، ولا زال يطرح لحد الآن: لِمَ اقتصر التعديل والحذف على حصص تطوان؟
للجواب على هذا السؤال، هناك عريضة ستُرفع في هذه الأيام، إلى الجهات المسؤولة بالرباط علها تجد عندها الجواب، وتعيد لمساجد تطوان، ما تعارف عليه الآباء والأجداد، وما هو معمول به في عدة مدن مغربية عريقة.
مصطفى حجـــاج