يعرف المغرب كجميع بلدان المعمور تفشي فيروس « كورونا » الذي كسر حاجز الثلاثة ملايين عالميا والستة ألاف وطنيا، ومن أجل الحد من انتشار الوباء، اتخذت بلادنا بفضل التوجيهات الملكية السامية إجراءات احترازية استباقية، وجعلت المحافظة على صحة وسلامة المواطنين أولوية الأولويات، بمجرد بدء انتشار الفيروس في العالم وتسجيل أول حالة إصابة في المغرب، وحتى قبل أن تصفه المنظمة العالمية للصحة بأنه جائحة، وكل ذلك مكن المغرب من التحكم في الحالة الوبائية ببلادنا اليوم..
مما لا شك فيه أن هناك أسئلة عدة في ذهن المواطنين حول الحالة الوبائية سواء وطنيا أو جهويا وإقليميا، لذلك ومواكبة منها للظروف والمستجدات الوبائية بإقليم العرائش، أنجزت جريدة الشمال حوارا حول الحالة الوبائية للإقليم مع السيد عبد السلام دهبي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالعرائش، وذلك من خلال الأسئلة التالية :
- من خلال المستجدات والمعطيات الحالية، ما هو تقييمكم للحالة الوبائية لإقليم العرائش ؟
ج ـ الوضعية الوبائية بإقليم العرائش مستقرة ويمكن أن نعطي بعض المعطيات الأساسية المتعلقة بهذا الوباء، حيث هناك 153 حالة إصابة، 2 وفيات، 74 حالة شفاء، أي بنسبة 50 في المائة، 77 حالة استشفاء، 934 حالة مستبعدة و0 حالة إنعاش، إذ ليست هناك أي حالة خطيرة، كما لم تسجل آثار جانبية لاستعمال الأدوية.وفي الفترة الأخيرة من النصف الثاني من شهر أبريل، ظهرت بؤرتان للوباء، فتجندت لها مصالح المندوبية وجميع المصالح المنخرطة في تنفيذ وتنزيل المخطط الإقليمي لمكافحة مرض “كوفيد19”.وكانت أول بؤرة في مؤسسة عمومية على مستوى جماعة القصر الكبير، إذ ظهرت بها 7 حالات لدى موظفي ونزلاء المؤسسة ذاتها، فتم اتخاذ جميع التدابير الاحترازية والتكفل بالحالات المذكورة وإجراء تحاليل مخبرية على المصابين، بمن فيهم المخاطين وتم التحكم في جميع هاته الحالات، باستثناء مريض واحد هو في طور الشفاء.وبموازاة مع ذلك ظهرت بؤرة أخرى على مستوى مدينة العرائش، تمثلت في وحدة صناعية خاصة بميناء المدينة.فبعد ظهور أول حالة بها، فإن مصالح الوزارة قامت بتجنيد جميع اللوجستيك والموارد البشرية المتوفرة لديها، والقيام بمجموعة من الإجراءات، سواء فيما يتعلق بالتعقيم أو التكفل بالمخالطين وإجراء التحاليل المخبرية، فتمت محاصرة هذه البؤرة من أجل التحكم فيها نهائيا والتغلب عليها.فإلى حدود الساعة تم تسجيل مجموعة من الحالات وكلها استفادت من عمليات الاستشفاء، عدد منها تجاوز ما مجموعه 50 حالة، تم الإعلان عن شفائها.
وهناك كذلك حالات أخرى في طور الشفاء، تستفيد من العلاج على مستوى الوحدتين للتكفل بمرضى “كوفيد 19″، سواء بمستشفى العرائش أو بالقصر الكبير. إذن، فمجملا، هذه البؤرة تمت محاصرتها. طبعا وخلفت بعض البؤر العائلية التي تم تحديدها ومحاصرتها والتكفل بها. والوضع إلى حدود الساعة متحكم فيه والحمد لله، وجميع الأطر الصحية بالمندوبية وكذلك المصالح الخارجية الأخرى التي تشتغل معنا هي مجندة ليل نهار، تتبع الوضع من أجل وضع حد لهذا الوباء على مستوى الإقليم.
- هل يمكن القول أن تدابير الحجر الصحي كانت لها تداعيات إيجابية على ساكنة الإقليم ؟
ج ـ بلادنا على مستوى الدولة اتخذت مجموعة من التدابير الاحترازية والوقائية من بينها الحجر الصحي الذي ساهم بنسبة كبيرة في الحد من انتشار الوباء أو العدوى بسائر الأقاليم عل غرار إقليمنا.
- المغرب وافق على استخدام عقار “كلوروكين” في العلاج، فهل في رأيكم نتائج ذلك كانت حاسمة؟
ج ـ بالنسبة للعلاج فقد طبقت الوزارة مخططا يتضمن ثلاثة مرتكزات أساسية هي، الوقاية، كشف الحالات، والتكفل بالحالات. ففي هذا المرتكز الثالث الذي هو عنصر بروتوكولي علاجي، حيث تبنته الوزارة وتتبعناه على مستوى الإقليم. ويتكون من مادة “كلوروكين” ومادة “لزيترومسين، بالإضافة إلى أدوية مكملة، حيث أن 151 حالة تستفيد في إطار بروتوكول الوزارة. وإذا رجعنا إلى النتائج، فإن نسبة الشفاء هي 50 في المائة، أي 74 حالة شفيت، بالإضافة إلى 15 حالة يمكن الإعلان عن شفائها.
في الحقيقة هو بروتوكول مجد وفعال ونتائجه إيجابية.وبالنسبة للمرضى الذين يتعافون، فإنهم يستفيدون من المتابعة لمدة تتجاوز14 يوما، وذلك من طرف مجموعة من الفرق التي لا تهتم بالكيماوي فقط، يل وبالعلاج النفسي والظروف المحيطة بالعلاج، كتوفير الراحة والإيواء والمعاملة والتغذية والنظافة.وهنا فرق تقوم يوميا بتقديم مساعدات وتتواصل مع الأطر، والهدف هو أن تمر تجربة المرضى وأفراد عائلاتهم بطريقة سهلة وليست طويلة الأمد، وتحسيس هؤلاء المرضى وجميع المواطنين بالأمان والطمأنينة.
- ما هي توقعاتكم لتطورفيروس”كوفيد19″ في الأيام المقبلة على مستوى الإقليم؟
ج ـ عن توقعات تطور الوباء، أقول إن هناك رصدا مستمرا، لمدة 24س/24 ساعة من حيث إجراء التحاليل والتوصل بالمعطيات.وحاليا فالوضعية مستقرة والحمد لله، باستثناء الفترة ما بين 15 و20 أبريل وما عرفته من بؤر.وعلى العموم، فنحن متفائلون، لكن من الصعب معرفة الحالة الوبائية، وهنا لابد للمواطنين من التزامهم الكبير بالحجر الصحي، وارتدائهم الكمامات واحترامهم لقواعد النظافة الشخصية والعامة، للتغلب على الوباء.
- ماذا عن الوضعية اللوجستية للكشف عن الفيروس بالإقليم ؟
ج ـ سؤال اللوجستيك سؤال كبير، لا يمكن الخوض فيه في دقيقة أو خمس دقائق. فهناك مخطط إقليمي كبير محكم وهناك مجموعة من المتدخلين، مندوبية وزارة الصحة، والمصالح الخارجية والسلطات الإقليمية وأطر القطاع العام والخاص والجماعات المحلية.وأساسه يشمل ثلاثة مرتكزات كما سلف القول، أولا، الوقاية من الوباء بالتحسيس والتوعية من خلال مجموعة من المتدخلين الذين ينسقون مع الوزارة، ثانيا الكشف، حيث تم تشكيل فرق تعمل ليل نهار، ترصد وتراقب الوباء والحالات المؤكدة، بالإضافة إلى التكوين المستمر لهذه الفرق، منها التي تهتم بتلقي مكالمات المواطنين والتفاعل معها، ومنها المكلفة بالتدخل السريع لمتابعة المخالطين وزيارتهم بالمنازل، ومنها الإسعاف الطبي، فضلا عن فرق تباشر التحاليل المخبرية على مستوى الوحدات، مع تسخير اللوجستيك الضروري من ألبسة ومواد تعقيم ووسائل النقل، رباعية الدفع تجوب 8 مناطق بالإقليم وتشرف على مرحلة الكشف وتأكيد الحالات، حيث تم تجهيز الوحدات وتوفير وسائل الوقاية والحماية والأدوية بحصص كافية، فضلا عن تخصيص أسرة، 95 سريرا بالعرائش و120 سريرا بالقصر الكبير، وفرقا للمداومة، طبية وتمريضية وإدارية، حيث استفادت من الدورات التكوينية، بالإضافة إلى توفير التغذية والحراسة…فمجملا، نجد أن مختلف الإجراءات المرتبطة باللوجستيك، لا تتجاوز طاقتها الاستيعابية نسبة 40 في المائة، لكن مصالح المندوبية تبقى مجندة، بدعم من السلطات والسيد العامل ـ مشكوراـ الذي يتفاعل مع تطورات الوباء ويدعمنا بشكل كبير وهذا أمر إيجابي، بالإضافة إلى فرقة تابعة للقوات المسلحة الملكية تضم ما مجموعه 18 إطارا، هذه الفرقة تساعد ـ مشكورة هي الأخرى ـ فرقنا في كشف الحالات والفحص الخاص لفرز المشتبه منها، إذ تشتغل 24س/24س على غرار قطاع الصحة والوقاية المدنية في نقل الحالات من وإلى المنازل.وهناك أيضا فرق تتابع مدى توفر اللوجستيك وسيرورته، فرق إدارية تهيئ كافة الظروف من أجل مكافحة هذا الوباء.
- رسالتكم لساكنة إقليم العرائش في ظروف الحجر الصحي والجائحة ؟
ج ـ أشكر المواطنين على تفهمهم لظروف الحجر الصحي، فهو مسألة أساسية، إذ لابد من التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات التي تحد من العدوى وانتشار الوباء. ذلك أن مصالحنا رهن الإشارة لجميع المواطنات والمواطنين، من خلال رقم ألو يقظة: 300 والرقم الأخضر 081004747 ورقم الخدمة الطبية الاستعجالية الخاص بالجهة 141، فضلا عن أرقام مندوبية وزارة الصحة لتقديم كافة التوضيحات والإجابة عن استفسارات المواطنين، وعن أرقام أطر التدخل السريع من أجل التدخل على مستوى منازل الساكنة، وشكرا لكم.
أجرى الحوار محمد إمغران