س1 ـ فنانتنا سميرة نبدأ بالسؤال حول البدايات الأولى للالتقائك بالغناء، والتي ستمنح المغرب هذا الفنانة المميزة؟
و للتأكيد فقط ان تجربتي الفنية تضم تلاث مراحل كل واحدة تستمد روحها من الأخرى
الأولى مع الراحل مصطفى الرحماني في أداء “الليريك” باللغة العربية، و هو مشروع تطلب متي سنوات من المثابرة والدراسة، كان من ثماره تحقيق مجموعة مشاريع فنية ..
الثانية هي تجربتي في الغناء، و البحث في غنائيات البحر الأبيض المتوسط وهو مشروع متكامل قربني من جمهور أوسع
حققت فيه كثرا من الإنجازات الفنية، ونلت به أاكبر عدد من الجوائز والاستحقاقات.
والثالثة هي عصارة المرحلة الأولى و الثانية اشتغالي على نسيج الموسيقى المغربية المغاربية المتوسطية اي أداء اعمال جديدة بصوت السوبرانو.
س2 ـ أين يمكن تصنيف تجربة الغناء عند سميرة القادري؟
1 ـ سأتكلم عن تجربتي في غناء “الليد” وليس الأوبرا. “الليد” أو القصيد السمفوني أو “الكانطاطاا” أو حتى المونودراما الأوبرالية. للأسف لم اشتغل على عمل ظخم أوبرالي متكامل، عمل كما نراه عند الغرب. عندنا بعض المحاولات لكنها لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب على الرغم من ثرائنا الأدبي. وهذا كان يدفعني دائما إلى طرح سؤال ملح:
ـ هل نحن عاجزين عن الاشتغال على الثروات الفكرية والأدبية؟
أنا كنت محظوظة أنني اديت “الليد” وليس الأوبرا. على الرغم من ان ” الليد” بطبيعة الحال يعتمد على نفس التقنيات الأوبرالية..
اشتغلت مع أستاذي على اللغة العربية، خضنا نقاشا عميقا في كيفية نطلق بها الحرف العربي الذي يختلف عن نظيره اللاتيني، وكانت تجربة جديدة مع غياب المراجع. كنا نتساءل معا حول الكيفية التي سننطق بها حرف الحاء أو القاف مثلا في طبقات صوتية خارج “الأوكتاف”، وخارج السلم الموسيقي. وكنا نعلم أن هذا سيعرض الحنجرة إلى جرح، لأن الحاء والقاف والعين والهاء ليست أصواتا سطحية بل جوفية عميقة على مستوى المونيطيقا.
نحن للأسف لم نتناول الغناء “الليريكي” العربي بالدرس والتحليل. كان مطلوبا مثلا أن يرجع المتخصصون في الصوتيات والغناء الليريكي إلى مدرسة أم كلثوم ويتناولوها بالتحليل واستخلاص القواعد. لم يعلمنا أحد كيف كيف أن ام كلثوم غنت واستمرت في الغناء منذ الصغر إلى عمر متقدم. نحن نبحث في التجارب الغربية ولا نبحث في تجاربنا العربية العريقة ـ تقنيات تجويد القرآن كنموذج وكمدرسة متكاملة في مخارج الحروف.
شخصيا اشتغلت أكثر لعشر سنوات على نصوص الشعر العربي، وصغتها في قوالب “الليد” المعروف عند ألمانيا، والذي اشتهر به “shubert”. غير أنه يجب التذكير أن مصطفى عائشة الرحماني رحمه الله كان سباقا إلى هذا، وأنا آمنت بتجربته على الرغم من صعوبتها والنخبويه التي قد تبدو بها، وركبنا معا صهوة المغامرة.
أستطيع أن أقول أن بداياتي الأولى كانت صعبة وشاقة، لكني رغم ذلك شكلت حضورا متميزا، ليس على المستوى الجماهيري أو الشعبوي، بل على مستوى الجودة. فقد تابع تجربتي نقاد وشعراء كسوبرانو، عربية. غنيت لجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، ولأغلب الشعراء العرب مثل أمل دنقل وعبدالوهاب البياتي وسعيد عقل، بل أيضا لشعراء غير عرب قمنا بترجمة نصوصهم، ولا يمكنك أن تتصور الجمال الذي بدت به نصوصهم بلغتنا تغنى على مسارح العالم.
شخصيا كنت أشعر بهذه السعادة وبهذا الفخر وأنا أرى اللغة العربية بجمالها وخصوصيتها وعمقها تتجسد في قوالب الموسيقى العالمة..Musique Savante فقد عملنا على تطويع اللغة العربية في قوالب الغناء الليريكي..chant Lyrique بتقنيات الغناء الأوبرالي الإيطالي المعروف بـ Bel Canto. وهو شعور غالبا ما يختلط لدي بأمنية عظيمة عندي هي أن تتأسس مدرسة خاصة بهذه اللغة تنافس وتضاهي المدارس المعروفة في التجارب العالمية الشهيرة.
س3 ـ هل سميرة القادري راضية عن منجز سميرة القادري؟
بالرغم من اختياري لطريق شاق و صعب أقول أنني مزلت آمنة لهذا الاختيار. أواصل مشواري بأمانة دون أن أنحدر إلى هاوية الفن الاجتراري الاستهلاكي . بالرغم مما تعج به الساحة الفنية من ضوضاء و تلوث أسبح عكس الرياح. أواصل ما دمت أحقق إشباعا ذاتيا أتقاسمه مع جمهور نوعي أحترمه و يحترمني .
س4 ـ كيف تنظر سميرة إلى اهتمام التلفزيون المغربي بالأغنية المغربية
هناك صعوبات كثيرة تعترض تجارب جيدة في العالم العربي وعلى رأسها الإعلام المقصر في خدمة الفن الراقي، و في تسليط الضوء على إلاشراقات الجيدة .
س5 ـ ما العمل الفني الذي تتمنى سميرة القادري لو أنها هي من انجزته؟
من الأعمال العالمية الأوبرالية التي كلما استمتعت إليها تمنيت أن أكون من أنجزها هي عمل “شهرزاد” المقتبس من الأدب الشرقي “الف ليلة و ليلة”. فهو يصور بالموسيقى أواء الشرق العربي في العصر الوسيط . شهرزاد عمل ظخم من تأليف المؤلف الموسيقي ” ري ميكس كورسكوف”.
س6 ـ ما الذي تطالب به سميرة القادري فنيا؟
أدعو المؤلفين العرب لإعادة الاشتغال على نصوص من التراث العربي . فلدينا كنوز أدبية اشتغل عليها الغرب واقتبسوا منها، في حين لا زلنا مقصرين. وكم أتمنى في هذا الصدد أن أرى اعمالا أوبرالية عربية بخصوصيات عربية مغربية مغاربية .
حاورها عبد الإله المويسي