حول عقوبة الإعدام
الخميس 02 فبراير 2017 – 18:44:28
تبعـًا لمقال الأستاذ مصطفى بديع السوسي في زاوية (شذرات) لجريدة الشمال الغراء عدد 872 بتاريخ 17 يناير 2017 تحت عنوان (الإعدام والحق في الحياة). أنوه بهذا المقال القيم الذي أفاد فيه صاحبه وأجاد بما يزيل كل لبس في هذا الموضوع الذي أصبح كما قال (الأسطوانة المشروخة التي يشنفون بها آذاننا بين الحين والآخر، رغم قرفها). وتأكيداً لما جاء في المقال أسوق بعض الأمثلة الأخرى التي تبين تهافت وتناقض الرافعين لشعار إلغاء عقوبة الإعدام لما تمثله في زعمهم من وحشية ومن المس بالحق المقدس في الحياة.
ففي العديد من البرامج والحلقات التلفزية يطل علينا بين الفينة والأخرى رجال ونساء من المجتمع المخملي يتباكون جميعا حول عقوبة الإعدام الجائرة. وهنا أسائل بعض السيدات (الحقوقيات) بالخصوص عن موقفهن حول هذه العقوبة إذا اغتصب أحد أطفالهن من طرف وحش آدمي ثم قتل وألقي بجثته في حفرة واعترف الجاني بفعلته الشنيعة، أكنن إذ ذاك يطلبن الشفقة بالمجرم وتمتيعه بظروف التخفيف وحقه المشروع في الحياة معززا مكرما، أم العكس؟!!. كما أسوق مثالا آخر ناطقا في هذا الموضوع: لما وقع الحدث الإرهابي في مقهى ومطعم (أركانة) وسط مدينة مراكش وراح ضحيته عدد من المواطنين والسياح الأجانب الأبرياء، وقدم المجرم أمام العدالة، وفعلا نطق القضاء بالحكم العادل قصاصا وهو الإعدام.
فماذا كان رد فعـل أسر الضَحـايـا خصوصا القادمين من بلاد (حقوق الإنسان والحق المقدّس في الحياة) كان ردهم بالطبع هو التهليل للحكم الذي صدر في الواقعة ولم يقولوا أبدا، وقد فَقدوا فلَـذات أكبـادِهم في هُجُـوم غـادر، لم يقـترفـوا معه إثمـًا.. إنَّنـا نطالب بالشفقة وحق هذا المجرم في الحياة؟!.