ونحن نستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، يكون من الأروع الانخراط في التضامن الاجتماعي وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، بسبب “الظروف الوبائية”.أي النداء موجه هنا بالخصوص إلى الذين أمطرهم الله بأرزاق لاتعد ولاتحصى، لكي يفكروا في إدخال الفرحة بخروف على الأرامل وأطفالهم وعلى الفقراء والمستضعفين، عموما، بدلا من بقائهم في برجهم العالي وانغماسهم في ملذات الحياة ومتاهاتها، متجردين من الرحمة والانسانية وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا، لاتهمهم دمعة متألم ولانبرة حزين ولاصرخة يتيم، علما أن البسطاء من المجتمع المغربي، ذوي الأيادي القصيرة، يعطون من احتياجاتهم، حسب قدرتهم المتاحة، فيساهمون ولوبالقليل في توفيرثمن كبش صغيروالتصدق به على محتاجين، ليكون في الموعد، يوم العيد..
وحقا، إن تعاليم ديننا الإسلامي كانت سباقة إلى فرض وطرح هذا السلوك الإنساني، الموسوم بالرحمة، وجعله أمرا مألوفا جدا بين العباد، بل وثقافة يومية ولاسيما بالنسبة لمن يستطيعون العطاء والإنفاق، بحكم إمكانياتهم المتاحة والكبيرة.وهذا التضامن والانخراط فيه ليس بالضرورة أن يكون مفعلا من طرف مؤسسات الدولة التي تختلق بعض الأعذارالطارئة وتضع بعض الشروط المعجزة، بين الحين والآخر، أمام الفئات الهاشة والمحتاجة.ذلك أنه بواسطة التضامن اليومي البسيط بين العباد يمكن التخفيف أو التغلب تماما على تداعيات الوباء وتحقيق الأهداف والغايات التي باتت تفرضها متطلبات دعم صمود الإنسان وتلبية الاحتياجات المجتمعية في ظل انعدام الموارد لدى فئات عريضة من الفقراء والمحتاجين وهذا التضامن سيقود لا محالة إلى تعزيز أهمية التعاون بين أفراد المجتمع وجعله أمرا حتميا مثل مادة الأوكسجين، مع التركيز على الأشخاص المرضى بالأمراض المزمنة وكبار السن وذوي الإعاقة وذوي الدخل المحدود ، أخذا بعين الاعتبارلكل الانعكاسات الفظيعة التي قد تترتب عن تفشي الوباء، إن لم تكن قد ترتبت بالفعل.
ولا شك أنه من ثمار التضامن، جعل الفرد يشعر بأنه غيرمنفصل أومعزول عن المجتمع أوعن الناس لوقوفهم إلى جانبه في السراء والضراء، بتوثيق الصلات والعلاقات الأخوية وتعزيز الروابط المجتمعية وتقوية أواصرالمحبة بينهم في مواجهتهم للأزمات ، مما قد ينكس على الجميع بالخير العميم، فأين نحن من هذا كله ؟
محمد إمغران