في مركز “أحد الغربية” الذي يبعد بقرابة أربعين كيلومترا عن مدينة طنجة، صدحت إلى الوجود “دار الأمومة” في مارس سنة 2020 لتكون مركزا للعناية الطبية والاجتماعية بالنساء القرويات الحوامل قبل وبعد الوضع.
فبعد ان كانت الجماعة في حاجة ماسة لمشاريع تنموية تبث الروح فيها باعتبارها من أهم الجماعات الترابية، جاءت دار الأمومة لتكون بمثابة البلسم الذي سيضمد جراح المعاناة.
يعد هذا المرفق الممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فاعلا بامتياز للنهوض بأوضاع النساء في العالم القروي، وسد الخصاص الحاصل في المنشآت الصحية، حيث تسهر على خدمات صحية للقرب لفائدة الحوامل والأمهات المرضعات القاطنات بقرى نائية بعيدة عن المراكز الصحية والمستشفيات الواقعة بعمالة طنجة أصيلة.
ويسهر على تسيير هذا المرفق الحيوي ممرضتين متخصصتين في الولادة، فضلا عن طاقم إداري يتكفل بالقيام بالإجراءات الإدارية بالنسبة للنساء الحوامل المقبلات على الوضع، وكذا تتبع الأوضاع الصحية لهن، وصحة مواليدهن.
فعلا إنها مبادرة طيبة أقدمت عليها الجماعة الترابية “أحد الغربية” حيث أن المركز الصحي لا يتوفر على مؤهلات بشرية وتقنية للقيام بهذا العمل الاجتماعي الذي يستدعي تعبئة مادية وتقنية خاصة.
ان مرفق “دار الأمومة” بأحد الغربية يقدم خدمات جليلة للمرأة القروية، خاصة وأن مركز الجماعة يبعد عن أقرب مستشفى بمدينة أصيلة بحوالي اثنين وعشرون كيلومترا يضاف إليها المسافة الفاصلة بين المركز وأبعد نقطة في الجماعة التي قد تصل أحيانا الى خمسة عشر كيلومترا، كما أن مستشفيات مدينة طنجة تبعد بحوالي أربعين كيلومترا. والامتياز الذي تقدمه “دار الأمومة” يتمثل في أن المرأة التي هي مقبلة على الوضع لها الحق في الإقامة بالدار يومين أو ثلاثة أيام قبل الوضع، وقد تبقى بعد الوضع لفترة زمنية حتى تتحسن حالتها وحالة صحة جنينها وخاصة في المواسم الممطرة.
هذه الدار، لاقت استحسان العديد من النساء المستفيدات الحوامل والمرضعات من أوساط قروية فقيرة، إذ أشادوا بحسن الاستقبال وجودة الخدمات الطبية والاجتماعية المقدمة في دار الأمومة.