ولجنا هذه الألفية الثالثة بديموقراطية عاثرة حظ..!
او لعلنا بها عاثرو حظ !؟
ما زال المنطق الذي يسود هو :
” تسيير الأخلاق ” بدل ” تخليق السياسة ” !؟
حيثما وليت وجهك تقرأ او تسمع أو ترى اغتصابا للحق ؛ في علاقة المواطن بمؤسسات الدولة أو بمؤسساتها التمثيلية او في منظوماتها الحزبية والنقابية والحقوقية ..
في جل هذه المؤسسات ينضب الحياء ..ويزدهر الرياء ..مما يولد في الذوات درجات استثنائية من التوتر واليأس..
قد يرتاح المواطن على مضض.. لكن سرعان ما تعاوده انفعالات محبطة ، فتنسد أمامه فسح التواصل ..ويتشرنق في وحدته ، وهو :
نافخ في رماد .. مرتو من هباء.. منقطع عن مفرد..
منفصل عن جمع..
ما كان ينبغي أن يدنيه يقصيه..
في كل البنيات الهرمية للمجتمع السياسي والمدني راس او رؤوس تأبى تصريف الحق والعقلانية والأخلاقي شأن هو شأن عام ..
في كل البنيات الهرمية حركة ذات سمعة مستهجنة ..حركة ساعية إلى الوراء ؛ لا يعادلها سوى اغتصاب ونهب وقنص ..لكون رؤوس الهياكل نضب فيها الحياء ..
واما الذين يعيشون خارج هذه الفضاءات .. يواكبون في وقاية وتمنيع ، فليس أمامهم سوى هذا السبيل :
سلاما وليشربوا البحار !
د. عبد اللطيف شهبون