عثرت بين أوراقي على كلمة قلتها في حق أخي وصديقي الأستاذ عبد العزيز السعود، يوم كرّمه نادي الاتحاد، فوجدتها مناسِبة لدردشتي هاته، وهاهو نصها:
“إخواني الأعزاء، أعضاء نادي الاتحاد.
أحييكم تحية من عند الله مباركة طيبة.
وبعد
فقد عرفت أخانا الكريم، الأستاذ عبد العزيز السعود، في ثانوية القاضي عياض، يوم اضطلعنا بمهمة التدريس. وعرفته عن قرب، يوم أسسنا جمعية تطاون أسمير، على تقوى من الله ورضوان.
كان ذلك في يناير من سنة 1995. وكنا جماعة لا تزيد على العشرين أو الواحد والعشرين فردا، اتفق رأيهم على وضع اللبنات الأولى للجمعية، وكان الهدف الأسمى الذي وضعناه نُصب أعيننا، إعادة الاعتبار لمدينة تطوان.
واجتمع الرأي على اختيار الأستاذ عبد العزيز السعود، ليكون رئيسا منتدبا للجمعية، كما تم اختياري لأعمل إلى جانبه أمينا للمال، ثم كاتبا عاما للجمعية فيما بعد.
ومن يومها وعبد ربه، والطاقم الذي كان يشكل المكتب التنفيذي آنذاك، تحت رئاسة السيد محمد الطريس، نعمل في وئام وانسجام، هاجسُنا السير بهذا المركب الذي ركبناه، عن طواعية واختيار، نحو بر الأمان.
الأخ عبد العزيز بالطبع، كان الذي يمسك بالزمام، ويسير بالركب السير الحثيث تارة، والسير الهين تارة.
وفي المحطات الانتخابية، كان يريد تسليم المشعل للآخرين، فنجدد فيه الثقة، فإذا هو بواصل أداء رسالته على الوجه المطلوب، لا يستبد بالرأي، ولا يتخذ قرارا انفراديا، ولا يتصرف إلا وفق القرارات التي يتفق عليها المكتب التنفيذي في اجتماعاته الدورية.
وتخطّي العتبة الأولى في أي مشروع، أمر محفوف بالمخاطر، ونسبة الفشل فيه، قد تكون موازية لنسبة النجاح أو دونها. ولولا حنكة وخبرة الأخ عبد العزيز ورباطة جأشه، لما استطعنا أن نجتاز عقبات وعقبات، منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم توفر الجمعية على مقر قار، وعدم توفرها على دخل قار.
ويوم شعر رئيسنا المنتدب السيد عبد العزيز السعود بالتعب والعياء، والتمس منا أن نعفيه بعد مشوار استغرق إحدى عشرة سنة، عز علينا أن نجيبه إلى طلبه، ولكن أمام إصراره، استجبنا – على مضض – لرغبته، شاكرين له ما بذل من جهد ووقت، في سبيل تحقيق الأهداف، والوصول إلى الغايات.
وكما عرفت أخانا عبد العزيز في جمعية تطاون أسمير، عرفته في نادي الاتحاد، يوم اضطلع برئاسة مكتبه الإداري، الإنسان المتزن، المقتدر الذي يألف ويؤلف.
وإذا كان قد امتنع عن تجديد ترشيحه لفترة أخرى، فقد ترك بصماته واضحة في هذا النادي العتيد.
متعك الله أخي بالصحة والعافية، وجزاك أحسن الجزاء، وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
مصطفى حجاج