عقدة اسمها المغرب، اكتوى ويكتوي بها نظام الجارة الشرقية الذي أثبت أن لاشغل له غيرالنبش في شؤون المملكة والتعرض لقضاياها العادلة والمصيرية، لعرقلة أي تقدم يخدم مصالحها، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا….
هذه العقدة ليست وليدة اليوم، بل فتح النظام الجزائري عينيه عليها، عندما اشتد عوده، شيئا فشيئا وأزاح عنه سلاسل الاستعمارالفرنسي، بمساعدة المغرب، كما هو وارد جليا في مراجع تاريخية، لاتتحدث عن ذلك من فراغ.. أوبنوع من اللف والدوران، بل وبشهادة الجزائريين أنفسهم ومن مختلف شرائحهم، خاصة منهم الذين ارتشفوا رحيق ..الأصالة وتحلوا بالوفاء والإخلاص، مرددين دائما “خاوة خاوة”…إلا أن نظام العسكرالشرقي تبقى عقدته إزاء المملكة هي شغله الشاغل على مدى عقود، تناوب خلالها على الحكم رؤساء “رضعوا” مثل بعضهم نفس “الحليب الاصطناعي”…لكن خلال السنوات الأخيرة، تضخمت العقدة أكثر، لاسيما بعد الحادث الذي وقع، مؤخرا، المتجلي في سعي الممثل الدائم للجزائرلدى الأمم المتحدة إلى عرقلة اعتماد بيان صادرعن المجموعة العربية في نيويورك حول الاعتداء الإسرائيلي الأخيرعلى الأماكن المقدسة بالقدس وذلك لسبب وحيد، كونه يشيرإلى لجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وإلى عمل رئيسها جلالة الملك محمد السادس.. وقبل هذا الحادث، كان المغرب قد ضبط في وقت سابق أموره جيدا بمعبرالكركرات، فضلا عن عودة مياه العلاقة المغربية الإسبانية إلى مجاريها والمثيرفيها أنها عادت على مائدة الإفطار، خلال هذا الشهرالفضيل وكأن هذه العلاقة المغربية الإسبانية تريد أن “تتبرك بالنفحات الروحانية لشهرالخيروالفلاح…”، الأمرالذي يثيردائما حنق نظام العسكرالجزائري، عندما تصله أخبار، مثل هاته، حول نشاطات المغرب أوإنجازاته التي يحققها على عدة مستويات، المغرب المساند بالمشروعية الدولية التي أضحت مع حقه، في الوقت الذي أصبحت البوليساريو والجزائرخارج أية مشروعية، تجيزلهما العودة إلى ممارسات سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي . وحسب العديد من المصادر، فإن”مجلس الأمن لا يمكن له الاحتفاظ بقرارات متناقضة بشان القضية الوطنية، قرارات تنصص على الاستفتاء لتقريرالمصير، المؤدي الى الاستفتاء، رغم أن هذه القرارات كانت معلقة على شرط واقف هو ضرورة موافقة أطراف النزاع على شروط ومسطرة الاستفتاء وهو ما يعني أن أطراف النزاع إذا لم تتفق على شروط ومكانيزمات الاستفتاء ، فإن هذا سوف لن يطبق أبد الدهر، مما يعني بقاء النزاع مفتوحا إلى أجل غيرمسمى .”
وآخرا، حسب ما قيل في أكثرمن خطاب رسمي وما جاء في أكثرمن تدوينة عبروسائل التواصل الاجتماعي، فإن”شعارتقريرالمصيرالذي ترفعه الجزائر ليس له من تفسيرغيرخطة أومناورة خبيثة لفصل الصحراء عن المغرب وتقزيمه وقطع امتداده عن العمق الإفريقي، لإضعافه ومن ثم جعله تابعا لها . وبعبارة أخرى، فالموقف الجزائري من تقريرالمصيرالمؤدي إلى الاستقلال ليس هوالدفاع عن حق الصحراويين في أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم ، لأن الجزائرلا تعترف حتى بتقريرالمصيرللجزائريين الذين يخضعون لنظام غاية في البشاعة الدكتاتورية العسكرية، لكنها تستخدم شعار”تقريرالمصير” لتصفية حسابات سياسية تاريخية مع المغرب الدولة العريقة في الحضارة وفي التاريخ”.
محمد إمغران