في إطار الاختصاصات المناطة بالأقاليم و الصلاحيات المخولة لرؤساء هذه الوحدات الترابية، ما فتئ رئيس مجلس إقليم شفشاون عبدالرحيم بوعزة يبذل المساعي الحثيثة،عبر التواصل المباشر وغير المباشر، لدى المصالح المركزية المختصة لمعالجة العديد من القضايا التي تندرج ضمن الأولويات التنموية للإقليم و الانشغالات الحثيثة لسكانه.
وفي هذا السياق، ونظرا لما تلعبه الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين شفشاون وتطوان من دور حيوي على مستوى النقل والتنقل بين إقليم شفشاون وإقليم تطوان و طنجة عاصمة الجهة، وبالتالي تيسير والتنقل والتواصل الطرقي عبر الطريق السيار و البحري عبر الميناء المتوسطي والجوي عبر مطار ابن بطوطة، فقد بادر عبدالرحيم بوعزة إلى مكاتبة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء في موضوع الوضعية المتدهورة لهذه الطريق الأساسية والمحورية التي ازدادت-حسب الرسالة الموجهة إلى الوزير- حدة مخاطرها مع تساقطات أمطار الخير التي تعرفها بلادنا.
ونبهت الرسالة إلى أنه من شأن تدهور حالة الطريق المذكورة مع وتيرة الأشغال البطيئة، إضافة إلى عدم وجود تشوير طرقي بمقاطع طرقية أن يشكل خطرا على مستعملي هذه الطريق وقد يعرضهم لحوادث سير مميتة لا قدر الله.
وأشارت الرسالة من جانب آخر إلى أن تدهور بنيات هذه الطريق من شأنه أن يضر كثيرا بقطاع السياحة-المتضرر أصلا بسب جائحة كوفيد 19- عصب الحياة للسكان( ما يفوق 500 ألف نسمة) وكذا بمختلف القطاعات الحيوية والأنشطة الاقتصادية بالإقليم، على اعتبار أن هذه الطريق تفتح الإقليم على باقي أقاليم وجهات المملكة.
وأضافت الرسالة أن هذه الطريق هي المنفذ الرئيسي الذي يستعمل في حالات الاستعجال الصحي حيث يضطر إلى نقل المرضى للاستشفاء بمدينتي تطوان و طنجة خاصة؛ وتدهورها يؤثر سلبا على الوضع الصحي لغياب بنيات صحية مناسبة بالإقليم.
والتمس عبدالرحيم بوعزة في ختام الرسالة من معالي الوزير إعطاء تعليماته للمصالح المختصة التابعة له لتسريع استكمال إنجاز الطريق الرابطة بين شفشاون وتطوان لأن لها دور محوري في التنمية الشاملة لإقليم شفشاون، كما أن إتمام أشغال هذه الطريق وبنياتها الفنية هو تجسيد لانتظارات سكان إقليم شفشاون والأقاليم المجاورة…
هذه الطريق التي يشتكي مستعملوها من بطء الأشغال التي تخضع لها منذ سنوات والتي تنجز عبر أشطر، كان سبق للمجلس الإقليمي لشفشاون، دعما لمشروعها المتكامل ذي الأهمية البالغة، قد صادق على اتفاقية شراكة في شأن تثنية شطرها الأخير الممتد على مسافة 21 كلم تقريبا( يربط المقطع بين دوار أشكراد ودار أقوبع) إلى جانب المجلس الإقليمي لتطوان ومجلس الجهة ووكالة إنعاش و تنمية أقاليم الشمال ووزارة التجهيز، حيث قدرت تكلفة المشروع بحوالي 300 مليون درهم، على أن تنطلق الأشغال خلال السنة الجارية، وهو وعد ينتظر سكان إقليم شفشاون والأقاليم المجاورة الوفاء به حيث إن المعاناة مع هذه الطريق طالت مدتها،بل إن تأخر إنجازها سيفوت فرصة خروج الإقليم بسرعة من الركود بل الأزمة التي أثقلت كاهله منذ اتخاذ بلادنا للتدابير الوقائية والصحية لمواجهة وباء كوفيد 19.
وتجدر الإشارة إلى أن المدخل الشمالي لمدينة شفشاون الذي أعطيت مؤخرا انطلاقة تثنيته على طول 4 كلم(ط ج رقم 412) في إطار برنامج التأهيل الحضري لمدينة شفشاون 2016/2022 يعتبر امتدادا طبيعيا للطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين شفشاون و تطوان ومحورا من محاورها الأساسية، ويساهم المجلس الإقليمي ب 7 ملايين درهم في إطار شراكة مع وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال في مشروع تهيئة رصيف هذه الطريق وإنارتها و تشجيرها.
إن البنيات الأساسية والتجهيزات والمرافق الضرورية التي تربط أقاليم الجهة
ومدنها وقراها، وعلى رأسها الطرق لا يمكن الحديث عن جهوية ذات دينامية وأثر بدونها، فلا بد من العدالة المجالية ليس فقط بين الجهات بل كذلك داخل كل جهة على حدة حتى نقطع مع مغرب السرعيتن الذي ورثناه عن الاستعمار: النافع وغير النافع، المتمدن وغير المتمدن، المتأخر والمتقدم…على المستوى المتوسط والبعيد.
عبدالحي مفتاح