يخلد الشعب المغربي الذكرى الثالثة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، اليوم السبت 30 يوليوز2022. ومنذ أسبوع كان المغاربة أطلقوا وسم”الشعب يبايع_ملكه”على منصة “تويتر”، هذا الوسم الذي لقي تفاعلا واسعا وتصدرالمنصة في وقت قصير، حيث بلغت تغريداته حوالي 5000 في ساعات قليلة وما زال في تزايد مستمر، تعبيرا منهم على تشبثهم الراسخ بالعرش العلوي المجيد وتجديدا للبيعة التي في عنقهم تجاه ملكهم محمد السادس.
وكان إطلاق الوسم متزامنا مع اقتراب تاريخ حفل البيعة الذي تم تأجيله هذه السنة، بسبب الظروف التي تمليها الجائحة، مما دفع المغاربة إلى التعبيرعن مدى تشبثهم بأهداب العرش وتجديد بيعتهم وولائهم بطريقتهم الخاصة، مشيرين إلى أن”الذكرى 23 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين التي يحتفل بها الشعب المغربي ، بداية من 30 يوليوزالجاري، هي مناسبة متجددة لتجسيد العروة الوثقى التي تربط المغاربة بالعرش العلوي المجيد وفرصة للتوقف عند أهم الإنجازات التي حققتها المملكة، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك”.
تعلق المغاربة بالعرش العلوي ليس بجديد، حيث كان العلماء، على الدوام، وفق العديد من كتب التاريخ، في مقدمة المبايعين لملك المغرب الشرعي ومعهم سائر فئات الشعب وشرائحه ولعل خير مثال على متانة العلاقة بين العرش والشعب في هذا البلد الأمين، نجاح الأمة في الامتحان في وقت عصيب، إبان الحماية، عندما أراد المستعمرون تمزيق شمل الأمة ووحدتها وتفريق كلمتها من خلال الظهير البربري وكذا التطاول على رمز سيادة الأمة ووحدتها، جلالة الملك المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، بخلعه عن عرشه ونفيه خارج وطنه والمجيء بالصنيعة، ابن عرفة لتحقيق مآربهم وتنفيذ متطلباتهم وأهدافهم..
ولم يكن الجواب أوضح من تلكم الملاحم البطولية التي خاضها الشعب بأكمله، بصدق وتلقائية، مرددين كلمة “إلى عرشه” وهي كلمة جامعة تختصر فصولاً مشرقة من تاريخ الكفاح الوطني ضد المستعمر..كما أن التفاف الشعب حول العرش، كان مكشوفا للعيان وتم التعبيرعنه بأسلوب حضاري متميز، منذ أوائل عهد جلالة المغفورله محمد الخامس، من خلال عيد العرش الذي أصبح الشعب يحتفل به في أجواء خاصة ومفعمة بالغبطة والسرور..
وقامت الدولة العلوية، كما يقول مؤرخ المملكة المرحوم عبد الوهاب بن منصور:”لا بزعامة قبلية، كما قام بنومرين في المغرب ولا بدعوة دينية، كما قام المرابطون والموحدون وإنما قامت، اعتماداً على ما كانت تتمتع به لدى الشعب المغربي، من احترام وقداسة، لأنها من سلالة رسول الله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم..”
والخلاصة القول، كل هذا المجد لايعجب الجارة الشرقية وهذا شأنها ولايروق”كبراناتها”وذاك مرضهم، فاللهم اشفهم ..هؤلاء الذين ينفثون سمومهم في مناسبة وغيرمناسبة، للمس بمملكة تتنفس تاريخ حضارة عريقة، ذات ثوابت مكينة..
محمد إمغران