كما هومعلوم، انطلقت الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي 42، في إطارالدورة 35 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، ابتداء من 29 أكتوبرإلى غاية 18 من شهرنونبرالجاري، باستضافة ست ندوات حول مواضيع راهنية.وملحوظ كذلك أن هذا الموسم الثقافي الدولي طال عمره، إذ ينشط سنة عن أخرى على مدى عقود حتى أصبح من أبرزالمواسم الثقافية العالمية، بل قبلة لافتة تقصدها صفوة من الباحثين والكتاب والمفكرين والشعراء والفنانين وأصحاب قرارنافذين، القادمين من مختلف بقاع العالم، من أفريقيا والوطن العربي وأوروبا وآسيا وأمريكا…مما يعتبرمفخرة للمغرب الذي يستضيف على أرضه، سنويا، سفراء عالميين للفكروالفن والإبداع والسياسة والثقافة عامة..إلا أن ما يستدعي إثارته مجددا هوإلى أي حد تكون مدينة أصيلة في مستوى هذا الحدث الكبيرالذي يكبرمع توالي السنين، بالنظرإلى كيفية تدبيرشأنها المحلي وضرورة النهوض ببنيتها التحتية التي هي في أمس الحاجة إلى أخذها بعين الاعتبار، خاصة أنها مدينة صغيرة المساحة، مما يعني أنه يمكن التغلب بسهولة على مشاكلها المتنوعة وبالتالي القطع مع المثل الشعبي، القائل :”أصيلة صغيرة ومحاينها كبيرة”.
وفي هذا السياق، كثيرا ما كانت هذه المدينة التي توصف، واحسرتاه، “بجوهرة شمال المغرب” مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام، فهي باستثناء المنطقة السياحية بها والتي تبدو في حلة أنيقة ونظيقة، تعاني كثيرا على مستوى باقي أحيائها، حيث يمكن الوقوف على أحياء الصفيح وانتشارالأزبال والشوارع المحفرة.ويعتبرحي “المكسيك” مثالا واضحا لمظاهرالتهميش المستشرية فيه، خاصة فيما يتعلق بجانب النظافة، فضلا عن وضعية الأسواق ولاسيما سوق صغير، يؤدي إلى باب”الحومر” وانعدام محطات في المستوى، لكي تحتضن أسطول النقل الحضري، بأنواعه، بالإضافة إلى الهشاشة والضعف الكبيرفي مراكزالتطبيب والاستشفاء وكذا غياب المساحات الخضراء والمتنفسات الطبيعية…
صحيح أن العديد من المدن المغربية قد تعرف مشاكل من هذا النوع، لكن مدينة أصيلة من اللائق أن تختلف عنهم نحو الأحسن، لأنها صغيرة المساحة من جهة، ولأنها تحتضن موسما ثقافيا دوليا ومعمرا من جهة ثانية، يحتاج إلى نزل وفنادق لائقة وبنية تحتية جيدة، لتكون في مستوى هذا الحدث الكبير، فإلى متى سيبقى تهميش”جوهرة شمال المغرب” ساري المفعول ؟
محمد إمغران