إن تحقيق نتائج أي مؤسسة رهين بجملة عوامل مادية وأدبية..
ولا شك أن التحفيز بما يعنيه من دلالات: الإسراع في التفاعل وخلق الدواعي والأسباب والبواعث والدوافع عوامل أساسية للتقدم في التحصيل والحث على الاجتهاد والدعوة إلى الانضباط والتوجيه نحو الإسراع في التنفيذ ورفع منسوب المردودية..
كل مؤسسة ذات صلة بالإنتاج والتنمية تواجه تحديات لبلوغ أهدافها، وعلى رأس هذه التحديات الحاجة إلى آليات وأفراد يتمتعون بقدر كبير من النجاعة وتجسيد هذا المطلب في الأنشطة التنظيمية الفعالة التي تُعنى ببلوغ الأهداف وتمكن من مواكبة التطور المطلوب..
يمثل التحفيز أحد المحاور الأساسية نشاطا حيويا تسعى الإدارة لاستغلاله من أجل:
- الارتقاء بالآداء الوظيفي..
- تحسين الجانب الاجتماعي للمستهدفين..
- تنمية العلاقات العامة الداخلية ..
والتحفيز يشمل المجهودات التي تبذلها الإدارة لحث العاملين على زيادة إنتاجيتهم وذلك من خلال:
- إشباع حاجياتهم الحالية..
- خلق حاجيات جديدة لديهم..
- السعي نحو إشباع تلك الحاجيات شريطة أن يتميز ذلك بالإستمرارية و التجديد..
وأما سياسة التحفيز فهي المنحى التنظيمي الخاص بأي مؤسسة في كيفية التأثير على مواردها البشرية باستعمال مختلف أنواع الحوافز الخاصة بها لغرض تحقيق أهداف العامل وتفعيل آدائه حتى تتحقق أهداف المؤسسة..
وفي المنظومة التربويَّة التعليمية يتداخل مُحيط المؤسسة والفاعلين فيها؛ خاصَّة: المُدَرِّس والمتعلم اللذين يشكلان عنصرين أساسيين في العملية التعليمية/ التعلمية فضلا عن السياسات التربويَّة، والأُطُر الإداريَّة و المحيط الاجتماعي المنفتح على المُؤَسَّسة التربوية والتعليمية..
وعلى مستوى المتعلِّم يتعين إيلاء الاهتمام لتحريك الكوامن لديه دفعًا للتَّحفيز، ومن الأولى تفعيل ما ورد في دليل الحياة المدرسيَّة على سبيل الاستئناس لاحترام المميِّزات الذاتية للمتعلِّمين في كل مرحلة تعلمية، ومراعاة التدرُّج بما يتيح للمتعلِّم الاستعمال الأمثل لإمكانياته الخاصة..
إن التحفيز أحد أهم عوامل إيجاد الدافعية نحو التقدم في أي بيئة اقتصادية أو تربوية؛ فالتحفيز التربوي يحقق نتائج فضلى..
يهتم المهتمون بالتربية بتوسيع مجال التحفيز الإيجابي في المجتمع التربوي والمدرسي لما له من آثار نفسية تتخطى الزمان والمكان اللذين تتم الممارسة فيهما..
وعلى هذا النهج، يمكن القول بأن التحفيز هو رُكن أساسي في العملية التربوية والتعليمية فهو مسؤولية ومهمة أخلاقية بناءة للمعلم اتجاه التلميذ أو الطالب، لكونه مشرفا رئيسيا على تلك المهمة..
مؤسسات المجتمع مسؤولة على أجرأة التحفيز بغية تعميم المواطنة السوية المنتجة، فإذا كان التعليم قاطرة مرقية لكل مجتمع يطمح للتقدم فالتحفيز آلية ميسرة لتحقيق هذا المطمح الذي يشمل الأسرة والمدرسة والفضاءات الاجتماعية،لكن المثير للانتباه هو أن المجال التربوي والتعليمي في بلادنا ما زال يعاني بشكل كبير من ضعف أو غياب خاصية التحفيز بل يمكن القول إن فضاءات الإدارة ومؤسسات الإنتاج بدورها تعاني من هذا الخصاص في شقيه المادي والأدبي بمشمولاته النفسية والاجتماعية..