11 – كل قول أو مصطلح أو مفهوم أو نظرية عند الصوفية إلا ولها أصل واستمداد من القرآن الكريم..
والقرآن الكريم ظاهر وباطن، تنكشف معانيه لكل صوفي حسب ما منحه الخالق سبحانه من استعداد وتوجه روحيين؛ قال أبو سعيد الخراز، رضي الله عنه:
«إذا كان العبد مجموعا على الله تعالى، لاتنصرف منه حاجة إلى غير الله تعالى، فعندها تقع له حقائق الفهم عند تلاوة كتاب الله عز وجل».
وهذا يفيد أنه :
– على قدر القرب من الله، والحضور عنده يكون المشرب والفهم..
– على قدر المحبة -وهي طاقة مولدة، كما شرح سيدي حمزة القادري بودشيش قدس الله سره- يحصل التوجه..
– على قدر انتظام ذكر الله وصفائه -كما دأب على شرح ذلك سيدي جمال الدين القادري بودشيش نضّر الله أيامه- يحصل التفاوت في الفهم..
12 – والقرآن الكريم في اصطلاح أهل الله هو الذات التي تضمحل فيها كل الصفات؛ لكونها المجلى المسمى الأحَدية.
وقد أنزله رب العزة على نبيه الكريم؛ ومعنى الإنزال هنا أن الحقيقة الأحَدية المتعالية في ذُراها قد ظهرت بكمالها في جسده..
13 – وقوله سبحانه وتعالى : «إنه له قرآن كريم»؛ لأنه دال على مكارم الأخلاق.. من عند رب كريم، على رسول كريم، على لسان ملك كريم، لا يجد طعمه وبركته إلا من آمن به..
14 – وقوله تعالى : «بل هو قرآن مجيد» يعني أنه شريف يدعو إلى الخير.. وفيه مأثور من المكارم..، ووافر من المجد؛ فاسم المجيد اسم من أسماء الله الحسنى..
15 – أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم في ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها..
أنزله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا..
نزل به جبريل عليه السلام إلى الأرض مفصلا حسب الوقائع مدة ثلاث وعشرين سنة.
اللهم أكرمنا بالقرآن الكريم..