في طنجة
***
يمر المساءُ
أمامي
يُشير إليَّ
فأعرضُ عنهُ
ينادِي عليَّ
فأغفُلُ عنهُ
لأن الصباح المؤنَّتَ
كان معي
وكنَّا معاً
مثل نجمينِ
أو توأمينْ
أُحدِّثهُ
عن حديقتهِ في وسامتهِ
عن سماء على وجههِ
ويحدثني
عن مساء سياتي
قريباً
فيمحو المدينةَ
يمحو الحدائقَ
يمحو المرايا
وحتى الطريقْ
وكنا معاً
لا نريد اللقاء بهِ
لا نريد له أن يمرَّ
فطنجةُ
أولى بهذا الصباح المؤنثِ
أوْلى بهذا الطريق المضيءْ
عبد الكريم الطبال