34- الغصن المقطوع من شجرة
ـ أأكون أن الغصن المقطوع، المتروك على قارعة الغربة والليل وتيارات رياح تعصف لا تهتم بما تلقاه، كرأسي أنا هذا المقطوع عما حولي لا يدَ تمتد إليّ، ولا عين تتطلع نحوي؟
ويغني صوت آخر في هذا الليل المشتمل عليَّ بما يبكيه:
(أنا وحدي الغصن المقطوع
لا ناس ولا ساقي.)
مع ذلك لا شيء هنا يمنعني في قمة ضعفي ، من أن أرحل وحدي مع هذا الإنشاد على اجنحة تمضي بي حتى استرجع ذكرَى من أشتاق إليه.
35- صور عبثية
شمس تشرق على بيداء خالية من أي مظهر يدل على شروق مجاني، شديد لهب الأشعة، تشبه مطراً يهطل بغزارة في أعالي البحار حيث لا وردة تحتاج سقْيٍ أ ولا إنسان يحتاج إلى ارتواء، فلا جمال إذن في تلك ولا هذا،
وما يؤلم أكثر أن ترسل الشمس سياط لهيبها على راس رجل يعمل، أو فوق تلميذ يحتاج إلى قطع مسافات طويلة على طريقه إلى المدرسة.
أو مطر لا يتوقف فتمتلئ الشوارع سيولاً ليجتاح فيضان الماء الأرصفة ومداخل العمارات حيث افترش أرضية مشردون أو فقراء بلا مأوى قطعاً من الورق المقوى.
أحمد بنميمون